|
قيمة الكرامة في العراق :
عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 21:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رغم إن آلله تعالى و هو موجد و واجب الوجود و الخلق و الزمن ؛ قد عظّم (الزمن) كثيراً بل و أقسم به لعظمته و دوره في تحقيق رسالته بآلقول في سورة النصر :
[و العصر إن الأنسان لفي خسر ....] يعني : أيها الأنسان إن لم تعرف قيمة و عظمة و دور الزمن في حياتك و الوجود؛ فأنت من الخاسرين و المهدور كرامته و حريته و عاقبته في الدارين لا محال ..
لكن ذلك الزمن مع مكانته و قدسيته التي لا يُعرف عنها سوى الظاهر و الشكل .. لأنه أصبح أرخص شيئ .. بل أتفه شيئ في الحياة خصوصا في العراق .. فحين كنت أدخل دائرة أو وزارة عراقية و أسلم عليهم و بعضهم أحسّ بكون ذلك الكوني الوحيد ؛ كان يحاول أن يعيق معاملتي بلا ذنب بدل من إكراميّ, ولكن ذلك الموظف لو كان مثلاً يدخل عليه مصري أو لبناني وبجعبته بذور الفساد و الرذيلة عادة .. لكنه دخل بوصية الوزير أو النائب الفلاني؛ فأن ذلك المدير الموظف كان يقوم أمامه إجلالاً .. معبراً عن بقايا وجود التربية البعثية أو الحزبية المتحاصصة في قلبه الفاسد.
هذا .. بينما حتى الماديون في بلاد الغرب يعتبرونه أي(الزمن) من (أموال النقد) بقولهم: Time is Money
أما عندنا في العراق لا يعد له قيمة .. أو معنى و حتى في الكثير من دولنا .. خصوصاً دول العالم الثالث كما أسموها؛ بينما نرى الدول المستقرة و المتقدمة يتعاملون اليوم بـ (آلنانو) أصغر وحدة قياس في عالم اليوم, و المسؤول العراقي - الأميّ عادة - ولأنّه ليس فقط لا يعرف قيمة الفكر و المفكرين و الفلاسفة بل يحسبه أخطر و أسوء شيئ يجب خنقه و إبعاده من ألأوساط الشعبية ليخلو الجوّ لفسادهم عبر نشر الأميّة الفكرية خصوصاً من لدن قادة و أعضاء الاحزاب و المتحاصصين و حتى الجامعات بكونه(الفكر و المفكر و الفيلسوف) عدو و منبوذ و الخوض في أفكارهم مضيعة للعمر .. و السبب في هذا الأنحراف الخطير و الظالم؛ هو أنهم لا يعرفون حتى معنى الفلسفة و دوره و معناه و قيمته .. أي (قيمة الزمن) في تقدّم الحياة و سعادتهم و عواقب أمورهم ..
لذا نرى إنتشار الفساد و الطلاق و الفراق و الظلم و ضياع أحمال من المال الحرام و أعمار بآلجملة و أزمان طويلة و عريضة تُهدر و تسرق لراحة المسؤول البدنية و حماياته و سياراته و رواتبهم التي يتلاعب بها الرئيس و المسؤول بقوة (الزناد) و لا أحد يعتبر أو يهتم أو يُعارض .. و تلك الأموال المسروقة أدناه .. لا شيئ .. و لا تُعادل حتى 1 بآلمليار من الأعمار و الأموال المسروقة من قبل المتحاصصين للأسف و البلد إلى دمار و هلاك ... في كندا و أكثر بلدان العالم الغربية و بعض الشرقية ؛ حين يتلكأ موظف أو عامل بعمله ساعة أو ساعتين أو ربما دقائق أحياناً تجتمع الأدارة و المسؤوليين و المدير و (السوبر فايزر) و فوقهم الوزير و رئيسه لدراسة الموضوع و معرفة سبب ذلك آلتأخر أو التلكأ في العمل أو الخط الأنتاجي في معمل أو شركة أو وزارة و آثاره على مستقبل الشركة و الأنتاج و بآلتالي الأرباح و الأقتصاد و الأستقلال و الكرامة و تقدم البلد عموماً .. لوضع حل جذري لها!
أما في العراق ؛ فيخرج رئيس الوزراء و هو (ماشاء الله "فيلسوف بآلتشريب" كما كان مَنْ سبقه من الرؤوساء في الحكم مع وزرائه الميامين) لأنهم خريجوا ا لأحزاب المتحاصصة؛ يخرج و يُعلن أمام الناس بلا حياء و عقل و تأن و بكل غباء : يعلن تعطيل آلدولة بآلكامل ليوم أو يومين أو حتى إسبوع .. لمجرد إنخفاض درجات الحرارة أو عارضة مناخية أو عطلة رسمية لوفاة أو ولادة أو مناسبة خاصة أو عامّة .. هذا بدل دراسة الموقف و إيجاد الحلول الهندسية و العلمية أو ربما مضاعفة الدوام و العمل لأن البلد منهك و غارق في آلجهل و الوحل ... و فوق ذلك هناك النقطة الفارقة الكبيرة الدالة على ما قدّمنا من فساد و فوضى في العراق؛ و هي إهمال الميزانية وتعيين الموازنة للعام الثالث .. بينما تجد عائلة صغيرة وحتى شخص واحد ؛ يخطط و يضع المناهج لضبط المخارج و المداخل و ما سيقوم به من أعمال حتى آخر الشهر أو حتى الأسبوع, بينما دولة كاملة و بسبب المتحاصصين لا أحد يهتم لمصير البلد الذي يتجه يوما بعد آخر للموت الأكيد .. خصوصا و أنه بلد مستعمر لا إستقلال ولا حرية فيه للمسؤول والرئيس و الوزير و النائب سوى رواتبه و آلأموال التي يمكن سرقتها بشتى الوسائل و الأساليب!
طبعاً تحرّزت كما في السنين السابقة من ذكر قصّة بل(مأساة) معاملة تقاعدي الرسمية بعد ما رفضت سياسة الاحزاب تجاه المرتزقة رغم دعوتهم لي بآلأنضمام لحكومتهم لكني رفضت و لهذا طالت لأكثر من سبع سنوات مضافاً له أكثر من عقد إلى جانب 40 عاماً في الغربة كعراقي معارض هو الوحيد الذي لم ينطق بكلمة رفيقي و سيدي و كما هو العراقيين بلا إستثناء حتى مراجعهم .. لهذا بقيت لحد هذه اللحظة بلا نتيجة رغم كوني من أوائل ألمؤسسين لحركة المعارضة و أول فيلسوف كوني في الوجود أعددت نظاما كونياً ضد الظلم و أول مفصول سياسي في العراق و من المجاهدين الذين قارعوا الظلم في كل مكان حتى تشرّدنا في مختلف البلاد و ضحينا بكل شيئ من أجل العراق و العراقين ..
بينما أزلام الجهل البعثي و الشيوعي و القومي و العلماني قد أكرموهم و خصصوا لهم التقاعد و الأمتيازات المجزية لجعلهم مرتزقة و ذيول ..
كل ذلك التأخير في معاملتي(الحقوقية) لأني إعتقدت بأنّ قادة النظام و المسؤوليين على الأقل يعرفون قيمة العلم و المعرفة و الفلسفة و الجهاد في سنوات الجمر ضد عصابات و جيوش صدام لنصرة الحق و دفع المظالم عن الناس .. و أكثرهم (المتحاصصون) يعرفوني حق المعرفة, لكنهم يخافون من صوت الحق الكونيّ الذي يقض مضاجعهم و مواقعهم الكارتونية!
و تبيّن أن كلّ شيئ بآلعكس بسبب الجهل و لقمة الحرام التي دخلت البيوت و الجهل بقيمة الزمان و العلم و الدين و التقدم و الآخرة , إلى جانب حلول الروتين أو البحث عن توقيع من هذا المسؤول أو ذاك المدير, إلى جانب رفضي للظلم و منعي من الرشوة و موقفي الواضح الذي يعرفه معظم العراقيين المثقفين خصوصا المسؤولين منهم تقريبأً ..
و لا زالت المعاملة متوقفة و العمر ناهز السبعين .. فحين أتصل أحياناً يقولون .. المعاملة تطول .. أو تحتاج لتوقيع .. أو لتعيين الموازنة و هكذا .. بلا ضمير و لا وجدان ولا تقدير للتأريخ و العلم و الفلسفة و للمظلومية و للعمر الذي ضيّعناه لتنوير الطريق أمام العراقيين و ذاك التأريخ و القيم التي حددنا أطرها و مناهجها و أبعادها و أنتجنا (نظرية المعرفة الكونية) ..
بعد هذا كله يدّعي المسؤولون إيمانهم بآلله و الأسلام و العمل الصالح و الحقّ ووووو .. و الأمَرّ الأمَرّ من كلّ ذلك ؛ أنّ العراق في المقابل يدفع الرواتب التقاعدية لأكثر من 100 ألف متقاعد أجنبي في ستة دول منها مصر بآلدرجة الاولى و لبنان و سوريا و الأردن و إيران وغيرها .. إضافة إلى دعم النظام الأردني الفاسد العميل للوقوف ضد الشعب الأردني بدعمه نفطياً و مالياً و ووو .
و الأقسى و الأغرب من كل هذا الفساد و الظلم و فوق المآسي الاليمة ؛ أنّ العراقيون جميعهم يصفّقون و يهلهلون لهذا الوضع و ذاك المسؤول الفاسد بغباء مقدّس و يثورون فقط عندما تجوع كروشهم دون كرامتهم المفقودة ..
لذلك أؤكد لكم بأنّ العراق إلى زوال و ليس إلى سفال فقط كما كنت أقول سابقاً في مقالاتي .. ألعارف ألحكيم عزيز حميد مجيد محمد الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة الاطار المهزلة :
-
ألنّائب النموذج :
-
ألأخطر من الأخطار ..
-
الأخطر من الأخطار :
-
الاخطر من كل الاخطار على العراق
-
آفاق جديدة بين بغداد و واشنطن؛ تؤشر لسرقة ميزانية أكثر من عا
...
-
ألفلسفة برأي الجابريّ :
-
دور السؤآل في إنتاج الفكر :
-
صدور كتابنا الجديد :الجذور الفلسفية للنظريات السياسية
-
ألأمّ ألجريحة :
-
برنامج المنتديات الفكرية و الثقافية في المتنبي / العالم :
-
المنتديات الفكرية و الثقافية في المتنبي و العالم
-
درس عظيم من ملك و فيلسوف !
-
صدور كتاب جديد للعارف الحكيم ؛ الجذور الفلسفية للنظريات السي
...
-
دعوة لتقرير مصير الفيليين :
-
ترقّبوا إصدار الكتاب المنهجي الجديد بعنوان : [الجذور الفلسفي
...
-
نتائج المحاصصة بعد عقدين :
-
ألتخطيط الإستراتيجي العراقي !
-
التخطيط ألاسترتتيجي العراقيّ!
-
يستحيل تأسيس دولة في العراق :
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|