أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صبري يوسف - قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 4 .. 4














المزيد.....

قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 4 .. 4


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 10:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أنه لمن الغرابة أن تتعامل دولة، نظام، سياسة ما مع كائن حيّ يعبر حدودها بشكل شرعي لمجرد التشابه بالاسم بهذا الشكل المريع، مسألة في غاية الأهمية والخطورة والجفاء، وما حصل في دمشق حصل في بيروت الشَّرقية، فقد كانت رصاصة جندي سياسي أهوج على وشك أن تخترق رأسه، وبقدرة قادر استطاع صموئيل أن يقنع هذا السياسي الذي (سيحرِّر) العالم برؤاه الطائشة، حيث تذكّر وسرد للجندي أسماء الكثير من الممثلين والممثلات والأفلام وهكذا تمكّن أن يفلت من جحيم العبور في عواصم العروبة والإباء، متوجّهاً إلى الأردن وهناك يتشرشح بالتمام والكمال نتيجة العمل مع شخص تبيّن أنّه معارض للنظام هناك وبقدرة قادر يفلت مرة أخرى من جحيم السّجون، عائداً إلى دمشق فبيروت ويعمل فترة من الزَّمن مع الاذاعة في منظمة التّحرير ويشرف على نشرة تصبح مرجعاً للأخبار في ذلك الوقت، مع أنه لا يستهويه العمل السياسي، لكنه كان بأمس الحاجة للعمل من أجل لقمة العيش ثم التخطيط للرحيل إلى أميريكا كي ينجز مشروعه السينمائي، فيعمل بشكل دؤوب ثم نتيجة للظروف والمتغيرات السياسية يفرّ من بيروت متوجّهاً إلى قبرص وتونس، وينتهي به الرحال في باريس، مدينة النّور، وإذ بهذا النّور يسطع عليه عبر تشرُّده في الأزقة، ضارباً صحبة قوية مع أزقّة وشوارع باريس، إلى أن غدت شوارع باريس كأنّها صديقة حميمة لصموئيل لا يفارقها حتى في ساعات النَّوم العميق، آخذاً من أرصفتها مخدعاً مريحاً للنوم!
رواية صموئيل شمعون، عراقي في باريس، هي كشف المستور عن الكثير من عورات الشَّرق، كشف حالة المثقف العربي، هي تعرية لحالة المواطن الشرقي، المتشرّد بامتياز في عقر داره، هي رسالة واضحة، إلا أنَّ لكلٍّ من المثقَّف الطَّموح والمواطن العادي، نصيبه من عالم التشرُّد والتَّسكع والضّياع، وللدول التي انبثق منها هذا المواطن أو ذاك المثقف نصيب كبير في تشكيل هذا التشرُّد بطريقةٍ أو بأخرى، ناهيك عن أنَّ هذا المواطن نفسه لو ظلّ في وطنه لكان مغترباً ومتشرداً أكثر وهو في مسقط رأسه، وقد وجدنا كيف تمَّ تجريف بيت صموئيل شمعون وهو طفل، من قبل أزلام نظام الدَّولة الجارفة، حامي البوَّابة الشرقية، فتتشرّدُ الأسرة في ليلة وضحاها مع أب أطرش وأصمّ وأولاده الصغار يلتحفون العراء، أليست أزقّة باريس ومحطّات القطار أرحم وأجمل وأبهى من تشرُّد صموئيل الطّفل في حيِّه وبلده وشارعه وزقاقه ومسقط رأسه؟!
أسئلة عديدة ممكن أن نطرحها في سياق قراءتنا لرواية: عراقي في باريس، لغة عفويّة، بسيطة، طريّة، مشبّعة بالواقعية، خالية من التكّلف، وأسلوب رشيق، يقود القارئ بسلاسة إلى الشواطئ الآمنة، حيث الهدوء والأمان رغم التسكّع والتشرّد تحت أضواء المصابيح على مساحات اللَّيل والنّهار، لماذا شوارعنا تهرب منّا أو نهرب منها، لماذا تجتاحنا الحروب، نحن عشّاق الأمن والأمان والسلام، لماذا تضيق بنا الدُّنيا، ولا نجد مسنداً مريحاً لرؤوسنا، فننام في مترو الأنفاق آمنين غير قلقين أن يُهَدَّم علينا النَّفق في عتم اللَّيل، غير قلقين حتّى ولو نمنا في العراء؟!
رواية "عراقي في باريس" ردٌّ مريع على طغاةِ الشّرق، تتضمَّنُ تساؤلاً كبيراً يطرحه علينا صموئيل شمعون: ما ذنبي لو حملت اسماً يدعى صموئيل شمعون، فيقتلعون ويجرفون بيتي وتستقبلني العواصم العربية العتيدة بالزَّنازين المعتمة والإهانات المتاخمة لخشخشات القبور، ثم أهرب إلى عالم التسكُّع والتشرّد في شوارع باريس لمجرّد أنّني أحمل هذا الإسم ولدي حلم وطموح أن أكتب سيناريو فيلم سينمائي عن والدي الفرّان الأطرش الأصم؟!
عراقي في باريس، رواية في منتهى العراقةِ والحداثةِ والإبداع!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 3 ..4
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 2 4
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 1 4
- أنشودة الحياة ج 7 ص 700
- أنشودة الحياة ج 7 ص 699
- أنشودة الحياة ج 7 ص 698
- أنشودة الحياة ج 7 ص 697
- أنشودة الحياة ج 7 ص 696
- أنشودة الحياة ج 7 ص 695
- أنشودة الحياة ج 7 ص 694
- أنشودة الحياة ج 7 ص 693
- أنشودة الحياة ج 7 ص 692
- أنشودة الحياة
- أنشودة الحياة ج 7 ص 690
- أنشودة الحياة ج 7 ص 689
- أنشودة الحياة ج 7 ص 688
- أنشودة الحياة ج 7 ص 687
- أنشودة الحياة ج 7 ص 686
- أنشودة الحياة ج 7 ص 685
- أنشودة الحياة ج 7 ص 684


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صبري يوسف - قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 4 .. 4