أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - هذا بلا أبوك يا عقاب














المزيد.....


هذا بلا أبوك يا عقاب


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


و(البلا) هنا يعني: البلاء أو المصيبة. . أما (عقاب) فهو شخصية بدوية افتراضية. يخاطبها الذين فقدوا صبرهم كي يبثوا إليه شكواهم، أو للتعبير عن بلواهم أو البلاء الذي أصاب شعوبهم.
وعبارة (هذا بلا أبوك يا عقاب) من الامثال الشعبية المتداولة في الشرق، وتتناسب مع الكثير من المواقف السياسية والاجتماعية التي عصفت بنا، وتسببت في تخلفنا عن بقية الشعوب والأمم. .
البارحة تذكرت هذا المثل البدوي عندما كنت اقرأ فتاوى اطلقتها مؤخراً مجموعة من وعّاظ السلاطين الذين ابتليت بهم الأمة منذ قرون وقرون. فبصرف النظر عن كل ما قالوه في تبرير أخطاء الأمراء والسلاطين في الأزمنة الغابرة، جاءنا الآن من يضيف الرياح القوية للمهزلة، ويحذر الناس من انتقاد تصرفات الرؤساء حتى لو كانت خارجة عن المألوف، وخادشة للحياء، ومخلة بالشرف، ومتناقضة مع الاعراف والسنن والشرائع، وحتى لو كانت متقاطعة مع القيم والمبادئ. .
تقول الفتوى الجديدة: (أنه لو خرج الحاكم الفاسق على الهواء مباشرة يزني بمومس، ويشرب الخمر لمدة نصف ساعة يومياً فلا يجوز الخروج عليه). .
وقال آخر: (لو أن الحاكم فعل كل معصية دون الشرك وأتى بقراب الأرض معاصي زنا ربا خمر قتل … إلخ مما هو دون الكفر فإنه لايجوز الخروج عليه). .
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الواسطية / الشرح الثاني / الشريط 18): (لو فرضنا أن الأمير فاجر وفاسق كل ليلة مع مومس فإننا نرى وجوب الجهاد معه، ولا نعصي الله فيه). .
وأكد الشيخ عبد العزيز الريس في فتوى أخرى: (أنه ينبغي التحدث بأسلوب يؤلف قلوب الناس على الحاكم حتى ولو كان يزني كل يوم نصف ساعة أمام التليفزيون). .
تخيل ان يخرج لنا زعيم من زعماء العرب عارياً تماماً (من غير هدوم) على شاشة التلفاز صباح كل يوم ليقدم لنا استعراضاً حياً وبالمباشر عن ارتكابه المعاصي بالصوت والصورة، بينما لا يحق لنا الاعتراض أو الطعن بنزاهته أو التشكيك باستقامته، أما إذا تجاوز استعراضه الاباحي مدة نصف ساعة، فيحق لنا عندئذ الاستعانة بالرموت كونترول لتغيير القناة والبحث عن محطة اباحية أخرى لمتابعة استعراضات رؤساء الأمة في التعري والخلاعة. ويتعين علينا بعد هذه الفتاوى إعلان الولاء المطلق للسلطة الحاكمة، والطاعة الكاملة للحكام، والدفاع عن مواقفهم وسياساتهم مهما كانت، والذود عن هفواتهم ونزواتهم ورغباتهم السادية والسيادية. .
لا شك ان هذه الفتاوى الاباحية يرفضها العقل والمنطق، لأنها تنسف كل الاحاديث التي جاءت بها الديانات لمحاربة المنكر. .
واللافت للنظر ان الذين اطلقوا هذه الفتاوى ماانفكوا يرددون على مسامعنا هذه الحكاية: (قال الخليفة: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه ـ فقام له رجل وقال: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فقال الخليفة: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج الخليفة بسيفه). ويختصرونها أحياناً، فيقولون: (وقال أمير المؤمنين: إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني). .
انا شخصيا لا أنتقد هؤلاء المنافقين، الذين يتظاهرون بالورع والتقوى، ويزعمون انهم سائرون على خطى السلف الصالح، لكنني أناشد الرؤساء والملوك والامراء بضرورة التصدي لهم، لأنهم اساءوا إلى الزعماء أنفسهم، ولأنهم شوهوا صورتنا أمام الشعوب والأمم. ولابد من إعلان البراءة من هؤلاء المنافقين. وهذا واجب أصحاب المروءات في التصدي لأهل الخداع والنفاق. فإن شر النفاق ما داخلته أسباب الفضيلة، وشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق، فصاروا فضلاء بشيء جعلوه يشبه الحق. .
وللحديث بقية. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصنام وعبيد وفقهاء التأييد
- غير مسموح لك بتصوير نفسك
- فتاوى منحرفة وخادشة للحياء
- مأجورون تخصصوا بالتضليل
- دولة إسلامية عملتها كاثوليكية ؟!؟
- طعنات تلقيتها من زملائي النواب
- الانجرار وراء بسّام جرار
- حديث القردة الزانية
- من ذوي المجرمين
- بوابات فضائية تعرج منها الصواريخ
- بلوغ المآرب في قص الشارب
- التاريخ تكتبه المسلسلات الرمضانية
- إمبراطورية الحروب وتجارة الموت
- بحر جديد يشطر القارة السوداء
- أيهما أولى بالإصلاح والمعالجة ؟
- كرة مريبة تثير مخاوف اليابان
- ملوك وحكّام وسلاطين بالبامبرز
- الحتمية المنطقية تدحض التدليس الفقهي
- صناعة المعروف في غير أهله
- ما الذي يريده الخميس بالضبط ؟


المزيد.....




- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - هذا بلا أبوك يا عقاب