أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - حلم قديم وواقع أليم















المزيد.....


حلم قديم وواقع أليم


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 06:41
المحور: المجتمع المدني
    


أثناء عمرى السابق وفى مرحلتى الطفولة المتأخرة وبداية الشباب كنت أستمع لقراءة القرآن الكريم فى الراديو أو العزاء او فى المنزل من أحد شيوخ القرية الذين يقرؤن فى البيوت بقصد إحلال البركة فى المكان وكنت أحب القرآن جدا وكنت أطرب لسماعه بل كنت ابكى أحيانأ من جمال صوت المقرىء الملىء بالخشوع
الغريب اننى كنت فى طفولتى متأكدا ان هذا الكتاب العظيم ( القرآن ) لابد وانه يحمل كل معانى الخير والحب والسعادة للبشرية جميعأ حيث ينظم حياتهم بشكل جميل وينصحهم بأسلوب ربانى معجز وينير لهم ظلمات حياتهم , وتأكد داخل قلبى ان هذا القرآن لا بد ان يسير فى إتجاه واحد لا غير وهو إتجاه النور ولا يمكن ان يسير فى طريق الظلام تعالى الله علوا كبيرا
اى ان القرآن يدعو فقط للحب فلا يمكن أن تجد فيه آية تدعو للبغض والكراهية والحقد , ويدعو للسلام فلا يمكن ان تجد فيه آية واحدة تأمر ببدأ الحرب والإعتداء على أحد ولكن توجد آيات تأمر بصد الإعتداء والإنتصار لحرية الإنسان حتى لا يصير الدين الربانى ملكأ لأحد من العباد بل يصير الدين كله لله
بمعنى أن يترك امر الدين والتدين أو عدم التدين للواحد الديان هو وحده عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا وهو وحده القادر على محاسبة عبيده على ما قدموا وأخروا , فأنا كإنسان استطيع أن أراقبك من الخارج فاراك تصلى فاظنك تقيأ وانت قد تكون عكس ذلك , وقد أراك حول الكعبة الشريفة تؤدى مناسك العمرة أو الحج فاعتقد انك صالح وقد تكون أنت غير ذلك وقد ألتقى بك فى رمضان صائمأ او هكذا تبدو لى ولكنك قد تكون غير ذلك , وقد نتصادف وأنت توزع اموالأ على الفقراء فاظنك من عباد الله المخلصين وانت من ألدّ اعداء الله تعالى ..
كيف ذلك ؟؟
أما عن الصلاة فقد تؤدى رياءأ ( الذين هم يراءون ويمنعمون الماعون ) , واما عن حجك فقد تكون ذاهبأ لشراء إسم الحاج , وأما عن الزكاة فقد تكون رءاء الناس (كالذى ينفق ماله رءاء الناس) وأما عن الصيام فقد تكون مفطرأ ونحن لا نعلم , إذأ كيف يفصل فى ذلك ؟
لان المسألة ... مسألة العبادة والتقوى والخشوع للواحد الأحد.... مسألة غيبية من الأساس فلا يتأتى لمخلوق ان يفهمها أو يزنها او يتنبه لحقيقتها فتلك مسألة عظيمة لا يمكن أن يعلمها غير الله تعالى فيحاسب عليها برحمته وقدرته وعلمه
ولست أدرى لماذا عندما كبرت رأيت بعض الاشياخ والمجتهدين والمفسرين يحاولون إدخال أشياء فى عقلى تتناقض مع ما كبرت عليه من معتقدات فى الدين والقرآن العظيم فبدلا من السماحة التى كبرت على أنها من أهم أخلاق القرأن وجدت القسوة والقهر والدعوة لمقت الآخرين أصحاب الديانات الأخرى وتكفيرهم ودحض معتقداتهم ووجدت الدعوة لقتل المخالف فى الرأى بعد إقامة حجج الإرتداد عليه ورأيت بحورأ من الدماء تسيل تحت إسم الدين والتدين وأبرياء يقتلون وأطفال يغتالون وشيوخ يقهرون ومفكرين يكفرون ويطردون او يهربون وكل ذلك تحت غطاء وستار الدين والتدين
رايت الخوف يحل محل الامن ورأيت النفاق يحل محل الفكر الحر والرأى الجرىء الغير خائف , ورايت المداهنة تحل محل الرجولة والثقة بالنفس والكرامة الإنسانية , فلو حاولت التفكير ولو قليلأ فيما حولك من افكار ومعتقدات وآراء وأعملت عقلك قليلأ ثم صرحت بذلك لكان السيف – سيف الإرهاب—مسلطأ عليك متهمأ إياك بمحاولة النيل من الدين وهدمه رغم علمى الأكيد أن الدين الذى هو من عند الله ومن لدنه ومن وحيه لا يمكن للبشرية كلها هدمه حتى لو صممت على ذلك وجيشت الجيوش , إذ كيف للمبادىء الراسخة أن تهدم ؟ إنها تهدم وتعدم فعلأ— وفقط -- من الخوف والقهر والإرهاب والإرغام والإجبار وقتل الحريات الشخصية وسفك دماء الفكر المستنير
كانت الدنيا فى صغرى كأنها جنة وكان القرآن ينيرها ويمحو ظلامها ويملؤ القلوب ببهجة التقوى والقرب من الله تعالى , ولكن الدنيا صارت جحيمأ من المدافع والقنابل والقتل والتفجير والإختطاف وتقطيع الأوصال بحجة نصرة دين الله , فهل دين الله فعلأ يحتاج لكل تلك الدماء حتى ينتشر ؟ ولو إنتشر فهل يثبت فى القلوب ؟ أى هل الخوف من السيف والقنبلة والقتل وحد الردة يمكن أن ينتج لنا قومأ يعبدون الله حقأ ويتقونه ويخافون عقابه هو ؟ أم يخرج لنا قومأ يخافون التعذيب والتنكيل والقتل وتنفيذ حد الإرتداد عن الدين أى قومأ من المرائين والمنافقين والخاشعين للمخلوق والخائفين فقط من المخلوق وليس من الخالق , وبذلك , وبكل هذا الكم الهائل من التخويف وحرق الامن ينشأ شعب جاهل يكره الدين من داخله وينفذ مناسكه من خارجه خوفأ من العقاب والعذاب على يد المخلوق وليس على يد الخالق سبحانه
مع كل التناقض الرهيب المفزع بين ما نشأت عليه من رأى حول الدين والقرآن وبين ما رأيته وعاصرته بعد دخولى فى عمر الفهم والإدراك الكاملين قررت مراجعة القرآن وقراءته على مهل فى عشرين عامأ مضت فلم أجد فيه غير الدعوة للحب والسلام والعدل والكرامة الإنسانية وحرية الدين والرأى والمعتقد والفكر واحترام عقائد الآخرين فلهم دينهم ولى دين
فمن اين جاءت تلك العصبية وكيف نشأت وكيف انتشرت وكلنا يعلم مدى سماحة الرسول الخاتم مع اهل الديانات الأخرى وحتى مع الكفار الذين لم يعتدوا على المؤمنين ولم يظاهروا عليهم احدا وكلنا يعلم انه عليه السلام لم يمس كفار مكة بسوء بعد الفتح المبين لمكة المكرمة ولكنه عليه السلام قال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يفرض عليهم دين الإسلام بل تركهم يختارون ما يشاؤن من عقائد طالما عاشوا فى حالهم ولم تمتد ايديهم بسوء لأحد , ولقد كرم رسول الله فى هذا الموقف العظيم حرية العقيدة والفكر والمنهج طالما عاش الآخرون آمنين لا يضرون أحدا ولا يدبرون المكائد ضد احد
هكذا كبرت وتعلمت وهذا ما فقهته عن خاتم الرسل والأنبياء عليهم السلام الذى كان خلقه القرآن وكان قرآنأ يمشى على الارض وكان يرفض إيذاء اى كائن حى فما بالك بالإنسان المكرم ؟
وهكذا عرفت وايقنت وتأكد لى أن كل الافعال التى يقوم بها المتشددون والمتزمتون هى أفعال من وحى خيالهم ومن واقع فكرهم وثقافتهم التى استقوها من تراث قديم عبثت به كل الأيادى الحاقدة على الإسلام وكتابه النير ورسوله الكريم , كما تأكد لى براءة القرآن العظيم من كل دعوة قتل بلا مبرر او تدمير او تفجير او إغتيال أو حرق الأمن او التنغيص على الناس او فرض الرأى بالقوة , كل ذلك برىء منه الله تعالى وكتابه الكريم ورسوله الحكيم
لن أقتنع ان دين الله العظيم يمكن ان يدعو للحرب او القتل او سفك الدماء ولكن أقتنع انه يدعو للحب والتآخى بين الشعوب والتسامح بين البشر ولا يمكن لدين الله العظيم ان يكون فيه توكيل لبعض البشر بمحاسبة البعض الآخر قبل الموت اى فى حياتهم الدنيا ولكنى اقتنع أن الأمر كله لله والحكم كله لله فهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وغيره لا يعلم وغيره لا يحيط بالكون علمأ وغيره ضعيف وغيره فان وغيره ميت وغيره يمرض وغيره لا يستطيع ان يمنع نفسه من الشهوات والذنوب , فيا ايها المتألهون على العباد رويدا رويدا , واتقوا يومأ ترجعون فيه إلى الله واتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة وعليكم الدعوة لدين الله بالتى هى أحسن وما الله بغافل عما تعملون.



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحقيقة ليست حكرأ لإنسان
- ممنوع ضرب الأطفال
- أبطال خلف لوحة المفاتيح
- التعليق من حق القارىء
- لكل كاتب غاية ولكل قارىء هواية
- نعم لا بد أن نكتب
- هل لا بد ان نكتب؟؟
- ملفات العقل البشرى
- تهميش الآخر..لماذا؟؟
- ثقافة الميكروباص
- زمان الحب
- حرية الرأى بين الإختيار والإضطرار
- أحلام كاتب مصرى
- وطنية على الورق
- كلام من فضة
- كائنات أخرى فى القرآن
- أبرار وأشرار
- ألمرأة الصخرية
- وداعأ زمن الثقافة
- فرسان وجرذان


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - حلم قديم وواقع أليم