أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشيد غويلب - لمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب شباط الاسود مشروعة / الدولة مسؤولة عن المجزرة بحق اليسار الكولومبي














المزيد.....

لمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب شباط الاسود مشروعة / الدولة مسؤولة عن المجزرة بحق اليسار الكولومبي


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 00:48
المحور: حقوق الانسان
    


ا






في 30 كانون الثاني 2023، أصدرت محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان، حكمها في قضية “أعضاء ومؤيدي حزب الاتحاد الوطني ضد جمهورية كولومبيا”. فبعد تأسيسه في أيار 1985، تعرّض “الاتحاد الوطني” إلى إبادة جماعية بدوافع سياسية. وقُتل حينها ما بين 4500 و 6000 من أعضائهِ وجماهيره، على أيدي قوات الأمن والمليشيات. ونزحَ آلاف آخرون داخل البلاد وخارجها.



في 16 كانون الأول 1993، أقام الحزب دعوى لدى اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان ، تناولت جرائم قتل لا حصر لها، والتي جاءت نتيجةً لخطة “طلقة الرحمة” المعروفة، التي نفذتها المليشيات تحت اشراف كبار العسكريين.

وفي أيار2018، توصلت لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان إلى استنتاجٍ مفادهُ أن الدولة الكولومبية تتحملُ المسؤولية، وأحيلت القضية إلى محكمة البلدان الأمريكية، حيث بدأت المرافعات في نهاية حزيران 2018. وبعد أربع سنوات ونصف، أقرّ القضاة الخمسة بالإجماع، أن “جمهورية كولومبيا مسؤولة عن محاولة إبادة الاتحاد الوطني”. وقوبلَ قرار المحكمة بارتياحٍ كبير من ذوي الضحايا.

تأسيس الاتحاد الوطني على خلفية المفاوضات بين “القوات المسلحة الثورية لكولومبيا” (فارك) اليسارية والحكومة اليمينية. وبعد إعلان الهدنة بين الحكومة ومختلف مجموعات الكفاح المسلّح في آذار 1984، ظهرت فرصٌ جديدة للمقاتلين للانتقال إلى العمل العلني. ومن خلال التسريح الجزئي وتسليم الأسلحة، أبدت القوات المسلحة الثورية الكولومبية حسنَ نيتها؛ مقابل ضمان حياة آمنة للمقاتلين السابقين.

لقد انضمت أوساط اجتماعية أخرى إلى الاتحاد الوطني؛ لأن الحزب مثلَ أفضل بديل يساري. في آذار 1986، أجريت الانتخابات، ولم يكن أمام الحزب سوى أربعة أشهر لتنفيذ حملتهِ الانتخابية، بعد حصولهِ على العلنية. وعلى الرغم من ذلك، حصل الحزب على 15 مقعدًا في مجلس الشيوخ، و18 مقعدًا في مجلس النواب، و335 مقعدًا في البرلمانات المحلية. وبهذه النتيجة، أصبح حزب الاتحاد الوطني أولَ حزبٍ يخترق، منذ عقود نظام، الحزبين للمحافظين والليبراليين في كولومبيا.

بعد ذلك مباشرةً بدأت سلسلة جرائم القتل لنواب وأعضاء الحزب. وتكررت حملات القمع بعد العديد من قرارات العفو منذ بداية الحرب الأهلية عام 1948، وحرّضت الدولة على اضطهاد العزل. وتم إطلاق النار على أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء البلديات والمسؤولين المنتخبين للبلديات، واثنين من المرشحين للرئاسة في منازلهم، ولم تجرِ محاسبة الجناة ومعاقبتهم.

كان تورّط الحكومات المتعاقبة في ماكينة القتل واضحاً. لقد أصبح أعضاء الحزب، والمقاتلين السابقين، ضحيةً لقوى الأمن والمليشيات المرتبطة بكار الاقطاعيين، وشمل القمع أعضاء في الحزب، لم يشاركوا في الكفاح المسلح. لقد تأسّست القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، في عام 1964 كردِ فعلٍ على الحرب الأهلية التي استمرت عقدًا ونصف العقد، وخلفت مئات الآلاف من الضحايا، وتعود جذور الحركة المسلحة إلى مجموعاتٍ فلاحيةٍ للدفاع عن النفس، مرتبطة بالحزب الشيوعي الكولومبي. وكان العديد من المقاتلين أعضاءً في الحزب الشيوعي أو منظمة الشبيبة الشيوعية. لذلك من الصعب تحديد هوية الضحايا التنظيمية، هل كانوا أعضاءً في الحزب الشيوعي، أو في الاتحاد الوطني، أو في النقابات.

وفي الوقت الحالي، يعتبر الاتحاد الوطني جزءاً من تحالف “الميثاق التاريخي” اليساري الحاكم. ويأتي القرار في وقتٍ أصبحت فيهِ الحكومات اليمينية شيئًا من الماضي، وهناك أربع سنوات على الأقل، ستكون مؤاتية لتنفيذ قرار القضاء وكل ما يرتبطُ بهِ من ردِ اعتبارٍ للضحايا وتعويض ذويهم، وكذلك لتحقيق صحوة اجتماعية. إن حكومة اليسار الحالية معنية أيضًا بإيجاد آليات تمنع تكرار هذه الجرائم ضد الناشطين السياسيين.

بالإضافة إلى التعويض المادي، فإنّ القرار يكشفُ نفاقَ السلطات، التي أدعت أنها بعيدة عن المجازر، وأن الجناة هم مليشيات غير مرتبطة بالدولة (طرف ثالث)، في حين توفّرت أدلة على تشبيك بين المؤسسات الأمنية والمليشيات، أنعكس بعمليات التمويل والتسليح و تبادل المعلومات. لقد اعترفت الدولة بمسؤوليتها عن 200 حالة وفاة فقط، وأرجعت ذلك إلى قصور في توفير الحماية المطلوبة، ولم يكن هذا الاعتراف الجزئي البسيط كافياً للقضاة، الذين طالبوا بتسمية يوم وطني لإحياء ذكرى الضحايا، وضمان الحق في الحياة والسلامة والمشاركة السياسية والحقيقية في البلاد.

هذا وإنّ ما سبق، يعيد للذاكرة العراقية الجرائم التي ارتكبها انقلابيو 8 شباط بحق الشيوعيين والوطنيين العراقيين، وضرورة المطالبة بإعادة الاعتبار للضحايا، وعلى هذا الطريق تأتي حملة التواقيع المطالبة بأنصاف ضحايا انقلاب شباط الأسود.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب اليسار الألماني نموذجا.. ما العمل في أوقات الحرب؟
- اليمين المتطرف خطر داهم على الديمقراطية
- حضور غير منظور لليمين المتطرف / عشرات الآلاف يتظاهرون من أجل ...
- مؤتمر ميونخ للأمن والنظام العالمي القديم
- البرازيل والصين صوتان للسلام / مؤتمر ميونخ للأمن.. عسكرة وكر ...
- الزلزال األكثر دموية منذ مائة عام على جانبي الحدود التركية ا ...
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
- هبوط الخط البياني لشعبية الرئيس الامريكي
- سلام عادل القائد الذي رأى
- في زيارته لعدد من بلدان أمريكا الالتينية / المستشار الألماني ...
- في أصبوحة لـ «بيت المدى» / سلام عادل.. زعامة وطنية وقيادة ثو ...
- الثلاثاء الأسود لماكرون.. ثلاثة ملايين فرنسي يحتجون على «إصل ...
- الوحدة في التنوع / انعقاد قمة منظمة بلدان أمريكا اللاتينية و ...
- اذكروا أسماءهم! / شهداء فلسطين الأطفال
- ضد عنف اليمين في سانتا كروز / قوى اليسار والتقدم في بوليفيا ...
- في حوار مع الرئيس الجديد لحزب اليسار الأوربي / التحول إلى ال ...
- في أوقات الحرب يكتسب الاستذكار أهمية خاصة / في الذكرى 104 لا ...
- تعليقا على المحاولة الانقلابية للنازيين الجدد في المانيا / ا ...
- فشل محاولات الغرب لاسقاط الحكومة الشرعية / نهاية مهزلة الحكو ...
- اصرارا على سياسة التجاوز على حقوق الأكثرية / الرئيس الفرنسي ...


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشيد غويلب - لمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب شباط الاسود مشروعة / الدولة مسؤولة عن المجزرة بحق اليسار الكولومبي