كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 12:57
المحور:
القضية الفلسطينية
عندما ترى ضلالات المأجورين من مشايخ السوء وهم يصرفون انظار الشباب الفلسطيني عن قضيته تشعر بالحزن والألم، وعندما تسمع خطابات بعضهم في المساجد تشعر ان العراقيين هم الذين اغتصبوا الأرض المحتلة، وان اليمنيين واللبنانيين والسوريين هم الذين تآمروا عليهم. .
لن يترك بسام جرار محاضرة من محاضراته التضليلية إلا واستغلها في التحريض ضد الزيدية والشيعة وأبناء جنوب لبنان وأبناء الخليج، حتى يخيل إليك ان هؤلاء هم الذين يمثلون الاحتلال الغاشم للأرض الفلسطينية منذ عام 1948. .
ليس بسام جرار وحده، فهنالك العشرات منهم، وقد قطعوا الآن شوطاً كبيراً في صرف أنظار الشباب، وارسالهم للقتال في العراق وسوريا ولبنان والاردن وأماكن أخرى من العالم، بل تحولوا إلى اداة لتصفية المناضلين الفلسطينيين خارج الأرض المحتلة وداخلها، فالذي قتل المناضل ناجي العلي في لندن كان فلسطينيا، والذي قتل الناشط نزار بنات كان فلسطينيا. .
وربما تصاب بالذهول عندما تعلم ان عدد الانتحاريين الفلسطينيين الذي فجروا أنفسهم ضد التجمعات السكنية في العراق بلغ رقماً قياسياً لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق، وهنا لابد من البحث عن الجهة التي ضللت هؤلاء واقنعتهم بالتضحية بارواحهم من اجل استرداد حقوقهم التي اغتصبتها قيادة شرطة مدينة بابل، أو قيادة القوة البحرية في البصرة. أو حرس الحدود في مدينة واسط، وكيف التحقوا بصفوف داعش في الموصل بدلا من الالتحاق بصفوف المقاومة في غزة ؟. .
لابد من وجود مضخات تضليلية قوية قادرة على اقناع الشباب الفلسطيني بان قضيته الاولى تحتم عليه القتال خارج فلسطين. وتحتم عليه السير على الطريقة الصدامية التي ارتأت ان الطريق المباشر لتحرير القدس لابد ان يمر عبر الأراضي الكويتية. ويرى يوسف علاونة بأن أدوات تحرير فلسطين تقضي بتوجيه الشتائم واللعنات إلى الشعوب والحكومات العربية والإسلامية . .
لقد تعرض أهلنا في غزة إلى عشرات الغارات الاسرائيلية فتهدمت بيوتهم، وقصفت مستشفياتهم ومدارسهم، من دون أن ينبس (بسام جرار) ببنت شفة، ومن دون ان يطلق (علاونة) كلمة مواساة للمنكوبين والمفجوعين. .
من يا ترى يقف وراء هذه المضخات التضليلية التي تسعى لصرف الشعب الفلسطيني عن قضيته المصيرية، وتسعى لتشويه صورة الشعب الفلسطيني في البلدان العربية والإسلامية. .
لا ريب ان الجواب عن هذه التساؤلات يعرفه مشايخ التضليل. .
وللحديث بقية. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟