|
المتلاعبون بالعقول
أحمد محمد النهير
الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 06:36
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
يمثل هذا الكتاب ، ثمرة جهد كبير لكاتب مختص ، عاين الواقع عن كثب ، فقدم من خلال صفحاته الغنية ، تحليلاً موضوعياً لواقع الأعلام الأمريكي ، ودراسة تتبعية لآليات العمليات الخفية المتحكمة بوسائل الأعلام ، ودور الشركات العملاقة في قيادة تلك الوسائل ، والسيطرة عليها ، وتوجيهها ، لخدمة أهدافها ، ومصالحها ، في داخل الوليات المتحدة ، وخارجها ، لتحقيق الهيمنة الإمبريالية على العالم . وقبل الولوج في العرض المفصل للكتاب ، لابد من تأكيد الحقائق التالية: 1ـ إن وسائل الإعلام عامل تضليل ضخم في حياة الشعب الأمريكي ، تسعى إلى تحقيق أقصى ربح ممكن للشركات الاحتكارية العملاقة ، وطمس ، وتحريف حقيقة الصراع الاجتماعي ، في البنية الاجتماعية ، في الولايات المتحدة . 2ـ أصبح الإعلام الأمريكي ، وسيلة سياسية اقتصادية فكرية ، وثقافية ، للسيطرة ، وتوجيه العقول ، في شتى بلدان العالم ، لتحقيق طموحات البنتاغون ، في الهيمنة الامبرالية على العالم . 3ـ تصاعد الرفض في الواقع الاجتماعي الأمريكي لسياسة توجيه العقول ـ رغم التطور المذهل في التقنية الحديثة ، واستخدام الكومبيوتر ـ وإن التيارات الرافضة تتعاظم يوماً بعد يوم ، الأمر الذي يؤكد ـ على مدى غير محدد ـ تخلخل البنية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية . 4ـ يعتبر هذا الكتاب رسالة تنبيه للشعب الأمريكي ، ولشعوب العالم ، لمواجهة هذا الغزو المستمر والدائم لعقول أفرادها ، ومجتمعاتها .
قسم المؤلف كتابه إلى ثمانية فصول مع مقدمة قصيرة . في الفصل الأول : يؤكد أن التضليل الإعلامي ، والوعي المعلب ، في مضمونه قائم على خمس أساطير : 1ـ أسطورة الفردية ، والاختيار الشخصي : إن الظروف التاريخية الخاصة للتطور الغربي دفعت إلى تعريف محدد للحرية اتسم بالنزعة الفردية ، وله وظيفة مزدوجة ، يكرس الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ، ويعتبر حارساً لرفاهية الفرد . ويرى المؤلف: ( إن حقوق الفرد المطلقة ليست سوى أسطورة ، ولا يمكن الفصل بين الفرد و المجتمع ) ومع ذلك فإن الحرية في الغرب تعني ( وجود اختيار جوهري ) ، وطابع الخصوصية هذا يعكس أسلوب الحياة الأمريكية ، ويشملها في جوانبها المختلفة ، أته ( يعكس تحديدا نظرة إلى العالم مكتفية بذاتها ) ، ص 15 . 2ـ أسطورة الحياد : التضليل الإعلامي ، يقتضى واقعاً زائفاً ، هو الإنكار المستمر لوجوده أصلاً ، إذ يجري تضليل الشعب بحياد مؤسساته الاجتماعية الرئيسة : الحكومة ـ التعليم ـ العلم ، بعيدة عن معترك المصالح الاجتماعية المتصارعة ، لكن الحقيقة غير ذلك ، فانتخابات الرئاسة عام 1972 مورست تحت رعاية المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون ، وأن الصحافة تعترف ، إن العديد من التحقيقات ،لا يتوخى الإنصاف والموضوعية ، لأن وسائل الإعلام جميعها تجارية ، أما العلم فإنه قد اندمج في اقتصاد المؤسسات العملاقة ، حتى التعليم في جميع مراحله ، يظل خريجوه مقيدون ( بالأخلاقيات التنافسية للمشروع الفردي ) 3 ـ أسطورة الطبيعة الإنسانية الثابتة :إن النظرية التي تؤكد على الجانب العدواني في السلوك الإنساني ، وعدم قابلية الطبيعة الإنسانية للتغيير، تلقى قبولاً في الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن الاقتصاد المبني على الملكية الخاصة والحيازة الفردية ، والمعرض دائماً للصراعات الشخصية ، يبتهج كثيراً ، بمثل هذا التفسير ، الذي يضفي المشروعية على مبادئه الأساسية ، والمؤثرة في الواقع ، على حد تعبير المؤلف ً ص 7 . ومضللي العقول ، يرون التغييرات الكبيرة في العالم ، مجرد تغييرات فيزيائية ، ولكنهم ( يحجمون بحرص بالغ عن التعرض للتغييرات الحادثة في العلاقات الاجتماعية ، أو في ألبني المؤسساتية التي تشكل الدعامة الأساسية للاقتصاد ) ص 22 4ـ أسطورة غياب الصراع الاجتماعي : الصراع كما تصوره الأجهزة القومية لصنع الأفكار والتوجهات العامة ، هو في الأساس مسألة فردية (لا وجود أصلاً لجذور اجتماعية للصراع ) وإن ( سيطرة النخبة تقتضي تجاهل ، أو تحريف الواقع الاجتماعي ) فالمناقشة الجادة للصراع الاجتماعي تصيب الشركات ذات النفوذ الاقتصادي بتوتر بالغ على حد تعبير المؤلف ، وبذلك تستبعد أي برنامج يحتوي مادة ( خلافية ) أو (مثيرة للجدل ) وتستعيض عنه ببرامج الترفيه ، والإنتاج الثقافي ، والتسلية الجماهيرية التي تتبناها الأجهزة الإعلامية . 5 ـ أسطورة التعددية الإعلامية : على الرغم من التنوع الشديد ، والتعدد الإعلامي الهائل في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المظهر ، وإن حرية الاختيار هي شرط الحياة الأمريكية ، إلا أن الواقع مختلف فعلى الرغم من هذا الكم الهائل في وسائل الإعلام والثقافة ، يظل المضمن واحد ، والفرق يتمثل في ( وهم ) حرية الاختيار . تظل وسائل الإعلام الأمير كية ، تجارية احتكارية تنفي وجود الاختيار فيما يتعلق بالمادة الإعلامية ، وان شرط التعددية ، الخالي تماماً من أي تنوع ، يوفر القوة للنظام السائد لتعليب الوعي ، ويفر أيضاً الدعم المستمر للوضع القائم ، و( هذا الإنتاج يجري لتحقيق أهداف متشابهة ، هي جني الأرباح ، وترسيخ دعائم مجتمع الملكية الخاصة الاستهلاكي ) ص 31 . ومن حيث الشكل فإن النظام التضليلي يستخدم تكتيكين لتشكيل الوعي : أولهما ألتجزيئي بوصفه شكلاً للاتصال ، وهذا هو النظام السائد والوحيد في الواقع لتوزيع المعلومات ( ملء فراغات الاتصال بتوجهات تجارية في طابعها ) ص 34 . وثانيهما : فورية المتابعة الإعلامية ، وهذه الفورية الآنية تطرح مادة إعلامية سريعة الزوال ، تعوق عملية الفهم ، وتضعف القدرة على التمييز ... وتحول العقل إلى غربال ( ص 38 ). ويخلص المؤلف أن الهدف الأساسي لوسائل الإعلام ، ليس إثارة الاهتمام بالحقائق الاجتماعية و الاقتصادية ، بل تحجيم هذا الاهتمام ، وتخفيف حدته ، وهذا ينطوي على توليد السلبية .
وفي الفصل الثاني : يدرس العنصر الحكومي لصناعة المعرفة ، فيجد أن المعلومات تصب بكميات هائلة ، في الفروع الحكومية ، ويستنتج ( أن حجم الحصيلة الناتجة من المعلومات رغم إثارته للاهتمام من حيث هو نموذج معرفي يؤدي إلى التعمية أكثر مما يؤدي إلى الكشف ... ) ص 44 إن البيروقراطية الفيدرالية في حقل المعلومات ، على المستوى القومي تضع عملية إنتاج ومراقبة المعلومات ، تحت خدمة احتياجات المجمع الصناعي العسكري ، ويؤكد المؤلف ، أن هناك ضعفاً مفتعلاً ، من قبل الحكومة ، بوصفها منتجة وجامعة للمعلومات ، ويحدد ذلك بما يلي :
1ـ دعم قطاع المؤسسات الخاصة على حساب القطاع الحكومي : والمثل على ذلك ( لقد خصصت الوكالة القومية للطيران والفضاء " ناسا " بلايين الدولارات الفدرالية ، للشركات الخاصة ، العاملة في حقل الفضاء " كومات " أنظر ص 50 . 2 ـ نشاط المخابرات : توسع النظام الأمريكي القائم على المؤسسات العملاقة المتعددة الشركات ، وأصبحت عملية جمع المعلومات المتعلقة بالعدو ، أو العدو المحتمل ، عملاً بالغ الضخامة . وهناك وكالات ، أو إدارات حكومية ، تتعامل مع نوع آخر من التحريات ، منها مكتب التحقيقات الفيدرالية " FBI " ، ووزارة الخزانة ، وإدارة الأمن الخاص ، كلها تتطلب أموالاً هائلة ، وإن الدوافع التي تؤثر على إنتاج المعلومات في الولايات المتحدة ، تلعب الدور الأساسي في تشكيلها ، تمارس نفس التأثير في عملية نشر المعلومات ، ويتضح ذلك في ثلاثة مجالات لنشر المعلومات على المستوى الحكومي القومي : الحكومة بوصفها داعية ، ووكيل علاقات عامة ، وجهاز للتحكم والتلاعب في الذخيرة الهائلة من المعلومات المتوفرة لديها .
أما في الفصل الثالث ، فيعرض المؤلف دور العنصر العسكري / الصناعي ، في صناعة المعرفة ، ويورد إقرار وزير الدفاع الأمير كي ، كلارك . أم . كليفورد ، عام كلارك . أم . كليفورد ، عام كلارك . أم . كليفورد ، عام1988 ( إن وزارة الدفاع تعد من أكبر مدارس العالم ، وينبغي لها أن تكون أفضل مدارس العالم ) والحقيقة كما يصورها المؤلف مذهلة ، فقد رصدت للمؤسسات العسكرية ميزانيات ضخمة ، أتاحت لها أن تصبح القطاع الأكثر ابتكاراً ، وتجريباً في المجتمع الأمير كي ، إذ وسع البنتاكون نشاطه خارج نطاق دوره العسكري التقليدي ، وتحول رجال الأعمال ، إلى رجال تعليم ، بهدف السيطرة على سوق الوسائل التعليمية ، بغية الحصول على الربح ، فالتحالف العسكري / الصناعي ، مهد لقيام إمبراطورية جديدة في حقل التعليم ، ودفع إلى التقاء عديد من القوى المستقلة ، وبذلك حول الفصل الدراسي إلى موقع تابع لحقل الإنتاج الصناعي / العسكري .
في الفصل الرابع يكشف لنا المؤلف عن الثقافة الشعبية القائمة على الترفيه والتسلية ، التي تصنع في معامل ( مادسون أفيمي ، وهوليود ) بالكلمة والصورة ، تسودها أسطورة مركزية واحدة ، تؤكد أن الترفيه والتسلية مستقلان عن القيمة ، وتوجدان خارج العملية الاجتماعية ، ص 103. إن طبيعة إيديولوجية الاقتصاد القائم على المؤسسات الخاصة متعددة الشركات تتخم أمريكا بالترفيه الخالص وإن التوجهات الترفيهية المضمن والشكل معاً ، وإفلاسها ألقيمي ، يقصد بها تعزيز وجهات النظر وأنماط السلوك المؤسساتية السائدة ، فالترفيه الشعبي في رأي أريك يارنو : ( هو في الأساس دعاية لترويج الوضع الراهن ) ويسلط المؤلف الضوء على ثلاث مؤسسات ثقافية إعلامية هامة ، هي : أ ـ مجلة دليل التلفاز : مجلة أسبوعية توزع /17. 5/ مليون نسخة ، حصيلتها /100/ مليون دولار ، من الإعلانات المنشورة ، ويؤكد المؤلف إن مهمتها الأساسية تتمثل في تقديم صورة أسبوعية لبرنامج التلفاز التجاري ، تجسد توزع النزعة التجزيئية الاستهلاكية التي تمثل أحد أهم أدوات سوس العقول في اقتصاد المؤسسات العملاقة متعددة الشركات ، ص 111 . ب ـ المجلة القومية للجغرافيا : تصدر عن الجمعية القومية للجغرافية ، وصل معدل توزيعها عام 1972 إلى /7. 2 / مليون نسخة ، تسهم في تنشئة / 17 / مليون قاريء ، ، وتمثل نموذجاً لتعليب الوعي ، فالإيديولوجية تتخل مواد المجلة ، وهي نوع من ممارسة التوجيه السياسي ، يتم فيه استخدام تركيبة متنوعة الأشكال من التقديم البارع للموضوعات ، والإخفاء والحذف ، لتقديم وجهة نظرها ، المتمثلة في إيمانها الكامل بالنظام الرأسمالي القائم على المشروع الخاص ، ص. 116 3 ـ شركة والت ديزني المتحدة للإنتاج الفني : إمبراطورية التسلية بلا منازع ، وتعد من أكبر المشاريع الصناعية في أمريكا ، بلغ حجم مبيعاتها عام 1972 / 329 مليون دولار ( حاشية ص 124 ) ،وبعد تحليل موسع للعمل الترفيهي لديزني يخرج المؤلف بالنتيجة التالية معتمداً على رأي ماتيلارت : ( إن الطفلية الخيالية التي تخصص فيها ديزني تمثل اليوتوبيا السياسية لطبقة ما ، ففي كل الهزليات ، يستخدم ديزني الحيوانات والصبيانية ، والبراءة ، لتغطية النسيج المتشابك من المصالح الذي يؤلف نظاماً محتوماً من الوجهة الاجتماعية والتاريخية متجسداً في الواقع الملموس ، أي إمبريالية أمريكا الشمالية ، ص 132.
وفي الفصل الخامس يبحث المؤلف في صناعة استطلاع الرأي / تلك الصناعة الاجتماعية التي تمثل أحد العناصر البالغة الأهمية في صناعة الوعي ، ويركز على الجوانب التالية : 1 ـ التاريخ الحديث لاستطلاع الرأي في الولايات المتحدة . 2 ـ استخدام الاستطلاعات في الداخل والخارج . 3 ـ تقويم دور الاستطلاعات في مجتمع منقسم اجتماعيا . ثم يوضح تجربة ما وراء البحار ، والتي تعالج مسألة " إعلاء شأن أمريكا " ، ثم يرد على مزاعم المشرفين على استطلاع الرأي ، والذين يقرون بوظيفتين : تدعيم الديموقراطية ، وتوفير المعلومات الموضوعية . وبعد ذلك يخرج باستنتاج هام مفاده : أن استطلاعات الرأي لم تقصر في خدمة أهداف الديموقراطية ، بل خدمتها بطريقة تؤدي إلى كارثة ، فقد كرست مظهراً خادعاً من روح الحياد والموضوعية ، كما عززت وهم المشاركة الشعبية ، وحرية الاختيار ، من أجل التغطية على جهاز لتوجيه الوعي والسيطرة على العقول ، يتزايد توسعه وطوره يوماً بعد يوم ، ص 160 .
وفي الفصل السادس ، يبحث المؤلف في تصدير تقنيات الاستمالة إلى ما وراء البحار، فيستعرض الشركات القومية الأكثر إعلاناً عن منتجاتها ، والدور الواسع النطاق ، في اتصالات ما وراء البحار ، لإغراق المجتمع العالمي بسيل من الرسائل التجارية ، ولاختراق الاتصالات ذات الجماهيرية الملموسة ، من أجل السيطرة الكاملة عليها ، وتحويلها إلى أداة للثقافة التجارية ، ولتحدث تغيرات أساسية في المحيط الثقافي للبلاد ، لتتوافق مع متطلبات الإنتاج السلعي للشركات متعدد الجنسيات ، ويؤكد أن الوكالة الأمريكية للإعلان ، تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال ، وأنه ليس هناك مكان في العالم يسلم من تغلغل وكالة الإعلان الأمريكية العاملة على النطاق الدولي ، ص 186 ، ثم يستعرض المكاتب الاستشارية ، ومكاتب السمسرة الأمريكية في الخارج ، ودور النشاط التجاري الصناعي في السوق العالمية ، الذي أخذ يؤثر في عملية صنع القرار ، على المستوى القومي ،في عدد لا يحصى من البلدان ، في كل القارات .
أما في الفصل السابع فيرى المؤلف توجيه العقول في بعد جديد : من قانون السوق إلى السيطرة السياسية المباشرة . لقد اضطر النظام الصناعي الغربي نتيجة لإدراكه المتنامي لضعفه الخاص ، إلى البحث في مبدأ تدخل الدولة ؛ ومع تقدم التنظيم والتحكم ، نمت البيروقراطية الحكومية ، ونمت طبقة أخرى ، شاغلها الأساسي ، هو الحفاظ على التوازن الاقتصادي ، والمزيد من الاعتماد على التكنولوجيا ،وبعد الحرب العالمية أصبح الاقتصاد الأمريكي ، يعتمد على زيادة القوى العاملة ، في مجال الخدمات ، وليس الإنتاج ، فكانت النتائج ، سيكولوجية ثقافية أكثر منها اقتصادية ، ص 192 . أفرز هذا الاتجاه ، صراعا لا حل له ، بين التراث الخاص للعامل المؤهل ، وبين وضعه بوصفه مجرد أجير . فكان لابد من استخدام وسائل الإعلام ، وفي مقدمتها التلفاز ، والإذاعة ، كأدوات بالغة الأثر على القوة العاملة ، وإحكام السيطرة عليها . إن كبت الحريات ، أصبح الموضوع الرئيس ، على المستوى المحلي في الولايات المتحدة ، فيضرب المؤلف أمثلة كثيرة على ذلك ، منها اغتيال مارتن لوثر كنج ، والإنفاقات الاختيارية ، بين المحطات المختلفة ، على تكتم أنباء الاضطرابات العنصرية ، ويضيف ، أن هناك جهوداً محسوبة ، ومخطط لها ، في البيئة الفكرية ، على المستوى القومي ، يجري تعليبها بصورة بالغة الفعالية ، ص 211 . لقد أصبح ( الحدث المعد بصورة مسرحية ) وسيلة هامة يجري استخدامها الآن للفت أنظار الأمة ، وتنظيم وعيها ، مضافاً إلى ذلك ، استطلاعات الرأي ( عملية تخليق الرأي ) التي تديرها وكالة الاستعلامات الأمريكية ،لأن السيطرة الإعلامية ، قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ ، من السياسة القومية ، وأصبحت أساليب تعليب التصورات ، والأفكار ، أدوات يجري استخدامها ، للتأثير على الرأي العام ، من أجل كفالة التأييد الشعبي ، لتصرفات الحكومة ، ص 218 .
في الفصل الثامن يدرس التكنولوجيا الإعلامية بوصفها قوة مضفية للطابع الديموقراطي ، لقد دخلت الولايات المتحدة عصر ما يسمى بوفرة المعلومات فالمعيار الحقيقي المتعلق باحتمالات التكنولوجيا الإعلامية ، في رأي المؤلف ، يعبر عنه هذا التساؤل : لمصلحة من ... ، وتحت سيطرة من ... ، سيجري استخدامها ... ؟ إن أغلب الوسائل الآلية الضخمة ، ظهرت عبر نشاط القوات المسلحة ، وسيطرت على تطور التكنولوجيا الإعلامية الجديدة ، فالقدرة على التحكم لا تتطابق مع الاحتياجات القومية ، أو الأحتماعية الحقيقية ، ويضيف ( تتوزع السلطة في تخطيط النظام القائم على المعالجة بالكومبيوتر ، مابين : العميل ... ومخطط النظام ، ومبرمج الكومبيوتر ... والجهات المصنعة للمعدات الآلية الضخمة ، ومع ذلك فإن الاستخدام الآلي عاجز عن تحقيق مشاركة شعبية أصيلة ، ص234 . ثم يستعرض المؤلف احتمالات المستقبل ، ويؤكد وجود حركات معارضة ، تتمثل في العدد المتضاعف من العمال المتعلمين ، ويؤدي الجمع بين الضغط ، أو الضيق الاجتماعي ، وبين التجمع المتزايد العدد ، من المنتجين المتعلمين ، والطلاب ، إلى مزيد من عدم الاستقرار ، ص 241 . لقد ظهرت التعاونيات الإعلامية ، لتقوم بتحليل ، ونقد ، ومعارضة الهياكل الإعلامية التقليدية ، كما أن مشاركة العديد من الناس في النشاط الإعلامي ، بمبادراتهم الخاصة ، هو أقوى دفاع على الإطلاق ، يمتلكه أي مجتمع ، في مواجهة السيطرة الإعلامية ، وتوجيه العقول .
#أحمد_محمد_النهير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام و المسيحية
-
الانزلاق الخطير : الأمة العربية إلى أين....؟
-
لعبة الديموقراطية
-
ثمن الكبرياء
-
تأملات في * حارس الكآبة
-
العرب في مجلس الأمن : استجداء خجول أم مطالبة قوية بالحقوق ..
...
-
البهلوان
-
عبودية العصر وأخلاق المتحضرين
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|