أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد بلمزيان - حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!














المزيد.....

حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 13:50
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ظواهر اجتماعية نعيشها يوميا تستحق التوقف عندها بل و النظر اليها بعين فاحصة، وقد تبدو للبعض منا عادية جدا لا تحتاج الى الإهتمام، لتكرارها بشكل يومي الى أن تحولت مع مرور الأيام والسنوات الى عادات وممارسات روتينية يتعود المرء على مشاهدتها ومعايشتها الى درجة تتحول الى جوانب لا تستحق الإنتباه والتوقف! ولعل ما أثار انتباهي من فرط هذا التكرار هو ظاهرة احتلال الأرصفة والأسواق اليومية والأسبوعية وعدم احترام ممرات الراجلين والعابرين وعدم التزام التجار والبائعين لمساحات محلاتهم واعتدائهم السافر على الأرصفة والطرقات بشكل مخجل ويدعو للسخرية والإستغراب معا، هذا في غياب أي أساليب لتدبير هذه الفضاءات عبر استعمال القنوات الإعلامية التحسيسية بعيدا عن ( المناسباتية) وخلال فترات معينة، بل بانتهاج طرق متعددة يمتزج فيها ما هو مرن وإعلامي الى ما هو زجري وردعي،عبر تبني استراتيجية واضحة وهي الوسائل التي تبدو متاحة لدى المجالس المنتخبة والسلطات المحلية لما لها من موارد بشرية كثيرة لكنها غير مؤطرة ومجهزة لهذه التدخلات الهامة، من أجل إصلاح الإعوجاجات والتخفيف من هذه الظواهر الإجتماعية المختلفة، والتقليص من مظاهر التردي العام وتشويه الأزقة والفضاءات العمومية، لكن هذه التدخلات ممكنة لو حضرت إرادة حقيقية في إرساء ثقافة من هذا الطراز، ولو أعطي لها اهتمام كاف لإنتاج ثقافة ووعي قادر على تكسير هذا التمدد الخطير نحو الفضاءات العمومية والإعتداء عليها وتحويلها الى شبه اسواق مفتوحة، الأمر الذي يؤدي الى اختناقات مرورية كثيرة وقد تؤدي الى حوادث محتملة مؤلمة ومكلفة ماديا وبشريا، لكن في رأيي المتواضع هناك ما هو أكثر أهمية وخطورة من هذه الخسائر البشرية وهي قضية ( التوارث السيء) لهذه ( الثقافة السيئة ) أبا عن جد ومن تاجر ومتسوق الى آخر، حتى تحولت (عقول) الكثير منا مشبعة بهذه (الثقافة ) السيئة والتي لا تعطي أهمية لهذا التواطؤ المكشوف من خلال إهمال ملكة النقد والإنتقاد لما تشكله من حوافز على الزجر والكف عن تكرار هذه الممارسات اليومية المشبوهة في شوارعنا واسواقنا وممراتنا وفضاءاتنا المفتوحة، بدءا من التغاضي انتقاد مسلكيات مرفوضة وغير مقبولة في هذه الأمكنة مهما بدت صغيرة من قبيل التخلص مثلا من القوارير الفارغة أو الأكياس المهملة ... الى أكثرها بشاعة من قبيل عرض السلع في الطرقات والشوارع واغلاق الممرات أمام العابرين والعربات كتنصيب الخيام في الشوارع والأزقة من أجل إقامة الحفلات على سبيل المثال لا الحصر وما تشكله هذه الممارسات من خطر على سلامة البشر ، وفي اعتقادي فإن هذه الممارسات التي لم تعد شاذة بل هي قواعد سيئة متوارثة لدينا جيلا عن جيلا واصبحت عادية لدى الكثيرين، و(صارت ظواهر كسلعة مقبولة قد تحولت الى طقوس عادية لدى البعض)، لن تتوقف ولن يتم القضاء عليها إلا عبر تظافر الجهود وتشابك الأيدي في اتجاه تكسير هذه الممارسات العدوانية والمرفوضة في المجتمع، من خلال استنفار واجهات الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام، من خلال الدخول عمليا في برمجة مقررات مدرسية في أطوار مختلفة تحث المتعلمين والمدرسين على التحلي بهذه الصفات، وعدم الإنجرار مع هذه الظواهر المشينة في المجتمع، بدءا من التحلي بقيم الإحترام و نبذ العنف وزجره من قبل المتدخلين في هذا ال وتفعيل دور المجالس وجمعيات الآباء على النهوض بهذا الدور الحيوي من خلال المراقبة والتدخل وإسداء النصح واقتراح البدائل ، كما لا يخفى دور الإعلام ومختلف الوسائل الإخبارية والتحسيسية في تفعيل ونشر قيم بديلة قوامها بناء فرد سوي ويتحلى بقيم مواطنة حقيقية متشبه بثقافة ووعي ينبذ كل الممارسات الشاذة التي تقوض جوهر الكائن الإنساني في بيئة سليمة تنتفي فيها الأفعال المنحطة والمعتدية على حقوق الغير في استعمال الفضاءات العمومية المذكورة والحفاظ على نظافتها وبهائها .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء الأكمة ما وراءها
- كارثة بحجم زلزال
- الإعلام المخدوم
- الذاكرة سلاح ذو حدين
- إحساس بحجم الفاجعة
- السرعة بين علامتين
- ملاحظات على الهامش
- اختلال القيم بين الأمس واليوم
- الحروب وحسابات المصالح
- الغش مقوض لتكافؤ الفرص
- لمحات من ذاكرة
- شعر ( مظفر للنواب) ذخيرة حية
- التعليم- الأسرة- المجتمع
- في رحاب فاس
- ملاحظات لا بد منها
- تتعدد الوسائط والحصار واحد !
- كل شيء على ما يرام !
- على هامش اليوم العالمي للمرأة ، شذرات من الذاكرة
- الإعلام بين الحقيقة والتضليل
- ألا تخجلون ؟!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد بلمزيان - حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!