أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - محمد غلاب.. الفيلسوف الأزهري















المزيد.....

محمد غلاب.. الفيلسوف الأزهري


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 10:28
المحور: سيرة ذاتية
    


يعد الدكتور محمد غلاب أحد أهم المفكرين والرواد الكبار من خريجي المدرسة الفلسفية في القرن العشرين، وقد جمع بينه وبين طه حسين وشائج كثيرة أهمها تحدي فقد البصر والريادة في مجال التخصص، فكما كان طه حسين رائدًا للأدب العربي، كان محمد غلاب رائدًا للفكر الفلسفي، وكلاهما من خريجي الأزهر، وهو يعد أول من أهتم بالتاريخ للفلسفة الشرقية والغربية ومن أوائل من لفتوا الانتباه إلى تأثير الفلسفة المصرية القديمة على الفلسفة اليونانية سواء في نشأتها أو في تطورها. هذا الكلام للباحث المصري د. محمود محمد علي. لقد كانت رحلة طه حسين وجهوده العلمية حافزًا للدكتور غلاب على بذل مزيد من الجهد، ولقد كان غلاب يعترف له (أي طه حسين بهذه المزية) فأهدى إليه أحد كتبه عام 1957 وهو كتاب (الفكر الأوروبي في القرن الثاني عشر) قائلاً: إلى عميد الأدب العربي، ورافع لواء الثقافة الناطقة بالضاد، أهدي هذا الكتاب كأحدى ثمرات اختياره المستنير الموفق الذي سيتيح للشرق فرصة الالمام بالحركة الفكرية الشاملة التي، كونت العقلية الغربية الحديثة، وأرجو أن يكون في هذا اعتراف ببعض فضله وتسجيل لشيء من أياديه البيضاء على العلم والأدب. يرى بعض الباحثين أن د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري السابق أنقذ تاريخ الفيلسوف غلاب من الضياع، عندما ذكر في موسوعته أن د.غلاب ولد عام 1899، بقرية بني خالد التابعة لمحافظة المنيا- لكنه لم يذكر انه كان كفيفا- فالتحق بالأزهر عام 1917، وحصل على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1924، ثم التحق بالجامعة المصرية، وانتسب لمدرسة الحقوق الفرنسية، وسافر إلى فرنسا عام 1926، وحصل على دكتوراه في الأدب مع مرتبة الشرف من جامعة ليون عام 1929، وعاد إلى مصر في العام نفسه، وقد تزوج من فتاة فرنسية، واشترك في تحرير مجلة «الأزهر»، وأنشأ مجلة «النهضة الفكرية» وفي العام 1932 عمل بالتدريس بكلية أصول الدين بالأزهر، توفى عام 1970، بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري في مجالات الفلسفة والأدب. يقول عضو مجمع البحوث الإسلامية د. محمد عبدالفضيل القوصي: «لا يكاد المرء يشرع في قراءة أحد مؤلفات أستاذنا الدكتور محمد غلاب، حتى يجد نفسه في مواجهة عملاق فذ من عمالقة الفكر العظام الذين لم يظفروا بما ينبغي لهم من الذيوع والشهرة، فالأستاذ لم يكن يحسن الدعاية لنفسه، ولم يكن له من التلاميذ من يذيعون اسمه، كما أنه لم يشارك في ميدان السياسة بدور يجعله من فرسانها المعروفين لدى الجماهير، يضاف إلى ذلك أن الأستاذ كان فيلسوفا في كثير من مؤلفاته، والفلسفة غالبًا ما تغري صاحبها بالعكوف في دائرة ضيقة، راضيًا باللذة الذاتية في المطالعة والنقد والتمحيص». اما فيما يتعلق بمؤلفات غلاب، فإنها بلغت نحو خمسة وخمسين مؤلفًا ما بين كتب مؤلفة، أو مترجمة، مضافًا إليها نحو مائة بحث نشرت في مجلات الرسالة، والسياسة، والمشرق اللبناني، والنهضة الفكرية، وقد عكس ذلك سعة أفقه وقدراته العلمية والعقلية والفلسفية الممتميزة، وهي قدرات تغلبت على ما ابتلى به من فقدان البصر.

للفيلسوف غلاب مؤلفات ومقالات نذكر منها: أولاً: الفلسفة العامة والإغريقية والإسلامية: وفي هذا المجال تندرج كتب الفلسفة الشرقية، والفلسفة الأغريقية (جزءان) ومشكلة الألوهية، وفلسفة الإسلام في الغرب، والمذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة - الفلسفة المسيحية في الشرق والغرب - الفلسفة التجريبية وتيارات الفكر الفلسفي الفرنسي وتاريخ الفلسفة لإميل برهبيه - مترجم. ثانيًا: في الأدب العالمي: الأدب الهيليني (ثلاثة أجزاء)، (الفكر الأوروبي في القرن الثالث عشر) أدباء الرومانتيكية الفرنسية. ثالثًا: الإسلاميات: من كنوز الإسلام، التصوف المقارن، الكلام والمتكلمون، الإسلام والمستشرقون. رابعًا: الأدب العربي: نفثات ولمحات، الفلاحون، الضحية، تحطيم اوثان الأدب العربي المعاصر، حنين وعواصف (قصص من صميم الحياة المصرية). كذلك من اهم الإسهامات التي أسهم بها عدة بحوث من بينها (الإسلام كما يراه الأوروبيون). والناظر في تلك الكتابات سرعان ما يكتشف كما يقول د. مصطفى النشار بأن محمد غلاب من أوائل الأساتذة المصريين الذين اهتموا بدراسة تاريخ الفكر الفلسفي في مراحله المختلفة، وقد بدأها بكتاب «الفلسفة الشرقية»، والذي تحدث فيه عن كيفية البحث الفلسفي وفوائد دراسة تاريخ الفلسفة، وأهمية دراسة الفلسفة الشرقية رافضًا الربط بينها وبين العقائد الدينية، ومؤكدًا في الوقت ذاته أهمية الفكر المصري القديم، ولم يكتف بذلك وجدناه يؤرخ بعد ذلك لنشاة وتطور الفكر الفلسفي الهندي، حيث تحدث عن الفكر الديني الهندي فيما قبل التاريخ ثم عن الفيدية وظهور الفلسفة في الهند ثم عن البراهمانية الأولى ثم عن ظهور المدارس الفلسفية المستقلة عن البوذية؛ وانتقل بعد ذلك عن الفلسفة الصينية القديمة. وقد اختتم تاريخ الفلسفة الشرقية بالحديث عن الفلسفة الكلدانية، وأكد في نهاية حديثه عن تلك الفلسفة بأنها «هي ومصر وضعتا البذرة الأولى من بذور التوحيد».

وكما شغل محمد غلاب في تأريخه للفلسفة الشرقية القديمة ببيان تأثيرها على نشأة وتطور الفلسفة اليونانية، شغل أيضا في معرض حديثه للفلسفة في العصور الوسطى، والفلسفة الإسلامية ببيان تأثير الفلسفة والعلوم اليونانية على الحضارة والفلسفة الإسلامية، وكما يوضح د. النشار، كان يجاهر بأن العلوم الإسلامية مؤسسة منذ بدء نشأتها على الفلسفة اليونانية كالمقدمة الضرورية لتأريخ التمدن الإسلامي. كان محمد غلاب يرى أن فلاسفة المسلمين استعاروا من الأغريق أدوات النظر الفكري، كما استعاروا عناصر فلسفتهم الطبيعية ومبادئ فلسفتهم العليا، وما إلى ذلك من الأسس التي أعدها أولئك الفلاسفة العظماء من الأغريق، بيد أنه كان يضيف إلى حكمه هذا اقتناعه أو تبنيه للراى القائل: بأن فلاسفة الإسلام مارسوا النقد تجاه هذه القواعد الفلسفية. لم يقتصر اهتمام محمد غلاب على مجالي الفلسفة القديمة والفلسفة الإسلامية، بل امتد ليشمل الفلسفة الحديثة، وقد علل هذا الاهتمام بأنه كان أن ينبغي توطيد دعائم الصلة بين ثقافتنا وبين الفلسفة الحديثة. لقد أرَّخ لنا محمد غلاب للفلسفة الأوروبية الحديثة في كتاب حمل عنوان «المذاهب الفلسفية العظمى في الفلسفة الحديثة»، مما يشي بأنه سيقتصر الحديث عن المذاهب الفلسفية الكبرى، وأهم فلاسفة العصر الحديث، ولكنه فيما كان يقول د. النشار كان واعيًا بأنه لولا سبق عصر النهضة لما كان هناك العصر الحديث الذي ازدهر فيه الفكر الفلسفي على يد الفلاسفة الكبار من أمثال «فرنسس بيكون»، و«ديكارت» مؤسسي التيار التجريبي من جهة، والتيار المثالي العقلاني من جهة أخرى. وإلى جانب اهتمامه بتاريخ الفلسفة بصفة عامة أهتم بدراسة بعض القضايا الخاصة، فخصص لمشكلة المعرفة عند مفكرى الإسلام المسلمين كتابا، كما خصص لمشكلة الألوهية كتابًا مستقلاً تناول فيه هذه المشكلة من وجهات النظر الأجتماعية والعقلية والروحانية، أي من منطلق الفكر الإنساني ليبين كيف كانت رحلة هذا الفكر في عصوره المختلفة، ولدى الشعوب المختلفة حول هذه القضية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن الإصلاح
- بلاد العرب والفقر المدقع
- ماذا قالت كبرى الصحف الأمريكية عن أزمة الوثائق السرية؟
- التفكير العلمي
- أفكار كيسنجر بين المفاوضات والتصعيد!
- الإخوان وثورة يوليو
- لماذا التوجه الأمريكي نحو أفريقيا؟
- طالبان مستمرة في انتهاك حقوق المرأة
- القمم الصينية الخليجية - العربية أنموذجًا للتحول نحو تعددية ...
- في الساحة العالمية ليس لدى أمريكا ما تنافس به الصين
- حديث عن الديمقراطية والنخبة
- الانتخابات النصفية الأمريكية مرة أخرى
- محمود أمين العالم
- المواطن الأوروبي والبحث عن هوية أوروبية مستقلة
- أزمة المناخ وضرورة الالتزام بالتعهدات الدولية
- عادلة بيهم الجزائري.. ميرة الرائدات العربيات في القرن العشري ...
- الديمقراطية الأمريكية
- عن البرلمانات العربية
- الأمية في العالم العربي
- دول الاتحاد الأوروبي تدفع فاتورة باهظة


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - محمد غلاب.. الفيلسوف الأزهري