أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بشير الحامدي - تونس ـ هل قدرنا أن نقف إما في صف سلطة استبدادية غاشمة أو في صف حالة انحطاط نقابي مكتملة














المزيد.....


تونس ـ هل قدرنا أن نقف إما في صف سلطة استبدادية غاشمة أو في صف حالة انحطاط نقابي مكتملة


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 16:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


المبدأ العام هو المساندة والتعاون والأخوة بين الخدامة ولكن هذا المبدأ تحول في العشريات الأخيرة لشعار وما نلاحظه هو أن البيروقراطيات النقابية داست على هذا المبدأ وحولته من مبدأ للتضامن العمالي لمبدأ لتضامن البيروقراطيات العمالية المتنفذة. ففي المائة سنة الماضية تمكن رأس المال من تدجين الحركات النقابية وجعلها تنخرط في سياسات تحسين شروط استغلال العمال وتقف عند ذلك لتتحول بيروقراطيات هذه النقابات إلى شرائح منفصلة موضوعيا عن الخدامة ومرتبطة أكثر فأكثر بالدولة وبأنظمة العمل الرأسمالية وأداة للسيطرة وتمرير سياسات التروست الرأسمالي. وبيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل لم تكن في الخمسين سنة الماضية إلا صورة لهذا الانحراف وتاريخ هذه المنظمة النقابية مع بورقيبة وبن علي ومع الخوانجية معروف ولا يستحق منا الشرح والتحليل وما الاختلافات أو الصراعات إن صح تسميتها بصراعات مع السلطة إلا فترات عابرة واستثنائية ومن أجل ترتيبات لا علاقة لها بالخدامة بل تهم هذه البيروقراطيات والسلطة والدولة و الأعراف المتنفذين.
وما يجري الآن في تونس بين قيس سعيد وبيروقراطية المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل هو واحدة من هذه الصراعات التي لا مصلحة للخدام فيها فلا مساندة سعيد هي في صالح الخدام ولا مساندة البيروقراطية والانتصار لها في صراعها هذا ضد سعيد في صالح الخدام.
لقد أصبح العمل النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل حالة انحطاط مكتملة وهوأمر نلمسه ونشاهده في أماكن كثيرة من العالم في اسبانيا وفي فرنسا وفي اليونان وفي البرتغال وفي ألمانيا وأنقلترا وغيرها فأين كان السيد ماركو بيريز مولبينا وأين كانت السيدة ايستار لانش الأمينة العامة لكنفدرالية النقابات الأروبية ولماذا أغمضا العين مثلا حين قام المكتب البيروقراطي المركزي بإنقلابه على قوانين منظمته نفسها ليبقى على اغلبية القيادة النقابية التي استنفدت شروط ترشحها من جديد للقيادة ولم يفتحاها إلا الآن؟ لذلك نقول أن بيروقراطيات النقابات العالمية لم نرها في الخمسين سنة الماضية تقف إلى صف الخدامة بل شاهدناها هنا وهناك نقابات منحطة لا استراتيجيات خاصة أو بديلة لها على نظام الاستغلال الرأسمالي ولا حتى على الاستراتيجيات التابعة له في بلدان إستعمار الداخل كبلدنا وعليه فما يجري اليوم بين السلطة سلطة سعيد والحلقة التي يحكم باسمها وبيروقراطية الاتحاد فإننا بقدر ما نعارضه فنحن نعارض أيضا استراتيجيات هذه البيروقراطية والأدوار التي تريد أن تلعبها من منطلق أننا نرى انحطاط هذه النقابة وكذلك استبداد السلطة ليس له من حل غير معارضتهما معا والانخراط في تأسيس انتظامات قطاعية تنشط في مساحات أوسع من مساحة الحق النقابي التي انتهى إليها العمل النقابي اليوم مساحة تتصدّى في نفس الوقت للسياسات الفاسدة سواء سياسات السلطة او سياسات البيروقراطية النقابية. فمثل هذه الانتظامات هي وحدها اليوم القادرة على الانخراط في المقاومة من أجل التغيير الجذري والتصدي لسياسات رأس المال.
سيقى الفعل النقابي يدور في حلقة مفرغة وستبقى النقابات هيئات فاقدة لأي قدرة على معارضة سياسات رأس المال ما لم يسع منتسبوها إلى التأسيس لشبكة انتظامات بديلة مستقلة مقاومة فالقطاعات صارت في حاجة لهيئات مساحة تدخلها أوسع من مساحة الحق النقابي ولقد أثبتت المواجهات التي خاضها الأجراء سواء في بلادنا في السنوات الأخيرة أو في المحيط القريب منا حاجتهم لمثل هذه الهيئات في الدفاع عن حقوقهم وحقوق الأغلبية بصفة عامة في ظل وضع تمكن فيه النظام الرأسمالي من تطويع أغلب التنظيمات النقابية العمالية وألحقها به.
مقاومة سياسات دولة رأس المال واستراتيجيات "التروست" الرأسمالي العالمي صارت تتطلب مثل هذه الهيئات المستقلة الديمقراطية هيئات للانتظام في القطاع وفي الحي وفي المعمل وفي المدرسة وفي الكلية هيئات انتظام متشابكة ومتضامنة أفقيا ينصهر فيها فعل مقاومة الخدام للنظام وسياساته ومؤسساته بفعل مقاومة البطال وبفعل مقاومة ربة البيت وبفعل مقامة الطالب والتلميذ الخ... فالأغلبية لم يعد بمقدورها المقاومة وفرض سيادتها كأغلبية دون هذه الانتظامات فهي إمكانيتها الوحيدة المتبقية للمقاومة وللمشاركة الواسعة في أخذ القرار وفي تنفيذه.
وفقط عبر هذه الانتظامات تصير السياسات الراديكالية ويصير التغيير الاجتماعي الجذري والتأسيس له إمكانية ملموسة وتصير السياسة والممارسة السياسية مشغل الأغلبية وليست حكرا على الأقلية الرأسمالية والأقلية البيروقراطية النقابية.

03 مارس 2023



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام الحشود في ظل غياب حركة اجتماعية مستقلة
- تونس ـ قيس سعيد يهيئ للمعركة مع بيروقراطية الاتحاد العام الت ...
- حول استبدال الإصلاحية أو الثورة بالدولة
- مداخلتي في ندوة تقديم كتاب -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكت ...
- الكتابة تحت القنابل المسيلة للدموع: تقديم كتاب ورقات من دفات ...
- حبيب الهمامي يكتب عن نص -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب ...
- البِرْكَة لا تستحق حجرا لتحريكها بقدر ما تستحق أحجارا ورملا ...
- نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول ...
- تونس: من أجل مؤتمر للمقاومة ينجزه كل الذين يلتقون على مهمة ا ...
- تونس: حول الموقف من إضراب 16 جوان 2022
- تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنا ...
- تونس: بعض كلام وليس كله بمناسبة انعقاد مؤتمر الجامعة النقابي ...
- تونس: لوبيات الفساد في وزارة التربية وفي غرفة صانعي الكتاب
- الماكينة الصدئة
- تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق ال ...
- سياسة الالهاء والدولة من جهاز قمع إلى جهاز لتحقيق أهداف الثو ...
- تونس المبادرة الديمقراطية مواطنون ضد الانقلاب أو صيحة المذ ...
- نهاية قيس سعيد
- 17 ديسمبر لا يحتاج دفاع الخردة السياسية والنقابية ومن استبدل ...
- أقوال - ناظم الحصري- عن الحكاية وأصل الحكاية


المزيد.....




- طلبات إعانات البطالة في أميركا تسجل أعلى مستوى في 3 سنوات
- محافظ دمشق يزف بشرى للسوريين الموظفين في مختلف القطاعات
- -سانا-: وزير النقل السوري اجتمع مع نقابة مالكي الشاحنات المب ...
- “المالية العراقية” تعلن موعد صرف رواتب المتقاعدين وحقيقة الز ...
- وزير الإعلام السوري: سيتم التعامل بحزم مع إثارة الفتن بالبلا ...
- إضراب عمال ستاربكس يتوسع إلى أكثر من 300 فرع أميركي
- صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر يناير 2025 بزيــادة جديد ...
- تظاهرات بمدن سورية احتجاجا على حرق مقام ديني ووقوع ضحايا
- وزير الإعلام السوري: سيتم التعامل بحزم مع إثارة الفتن بالبلا ...
- تشكيلة جديدة على رأس النقابة الأساسية للصحة بعين دراهم


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بشير الحامدي - تونس ـ هل قدرنا أن نقف إما في صف سلطة استبدادية غاشمة أو في صف حالة انحطاط نقابي مكتملة