أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد الصاوي - مثقفون بلا ضفاف















المزيد.....

مثقفون بلا ضفاف


خالد الصاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 11:20
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


ما من إنسان أراد تغيير العالم إلا وكان محاطا باليائسين والعملاء، ما من جماعة ناضلت ضد حكم الظلم للعالم إلا وحاصرها العدميون المشردون في الروح والعقل، نعم النضال شاق ولكن من لا يقاتل دفاعا عن طعامه وكرامته إنما هو جثة تسير على قدمين، ويصبح الأمر كابوسا حين تجد أن هذه الجثة التي يفوح منها عفن الاستسلام إنما هي لمثقف!
تحدثه عن الظلم فيهرش رأسه متأملا، عن العدل والحرية فيكسر عينيه ساخرا في شك، عن المقاومة وتحطيم الوجه الظالم للعالم فيفتح فمه مندهشا، يرتج ويرعد ثم يقول لك بكل عنجهية: أريد كلاما جديدا!!
وكأننا نلهث وراء حلول جديدة لا حلول حقيقية، وكأن للظلم اسمين أو للمقاومة معنيين، هذا المثقف الذي يعامل قضايا الناس وهمومهم القاتلة معاملة الموضة إنما يحلم بعالم يتغير من تلقاء ذاته، وهو صائب طبعا طالما أنه ينظر للعالم من أرجوحته الدوارة، إنه يريد التحاور مع قاتليه ومناقشة جلاديه لأنه يطمع في استمرار تميزه عن الجماهير الفقيرة التي دفعت له ثمن هذا التميز وهذه الوجاهة والتنبلة، ولكنه الآن لا يريد أن يرد ديونه لأنه يحتقر الجماهير ولا يؤمن مثقال ذرة بقدراتها الكامنة ولهذا ينتظر الحل من فوق.. من الطغاة أنفسهم، إنه أسير عقلية الأقلية الظالمة التي تحكم العالم، متمرد عليها أحيانا، ولكنه بسلبيته واستهتاره يشارك بإيجابية لا يتخيلها في تدعيم حصون الظلم.
شيء مقرف حقا أن تحاور الجثث "المثقفة"، ويزداد الأمر فجاجة حين تكون جثة يساري متراجع يحدثك عن خبرته التاريخية وكأنه أمة تتحدث عن نفسها لا مجرد فحل تم إخصاؤه برغبته، إنه يبحث عن قاموس جديد يبرر استسلامه لعبث اللحظة الدموية الحالية، وهو ضد الجميع ولكنه مع التقدم والعدل والحرية! كيف؟! 20 عاما وأنا أسأل وهم يجيبون فيزدادون غموضا، وإذا قبلنا منهم هذا الاستسلام طوال عقدين من الاستسلام الجماهيري فكيف نقبل منهم هذا الآن والجماهير في العالم كله تهب في وجه العالم الظالم وتتصدى له جماهيرنا العربية الفقيرة يوميا من جنوب لبنان للأرض المحتلة للعراق؟
أذكر وجوههم المريضة وهم يتنبئون بهزيمة الانتفاضة والمقاومة العراقية والاحتجاجات الجماهيرية على صمت الأنظمة العربية المريب، يسخرون من الإضراب والاعتصام والتظاهر والكفاح الشعبي المسلح، فكيف يقاوم المرء إذن في هذا العالم الظالم؟ ولكنهم لا يملكون إلا كلمة واحدة: الحوار! ومن منا ضد الحوار؟ ولكن لكل مقام مقال ولا يفل الحديد إلا الحديد والبادي أظلم سواء كان هذا البادي مارينز أو صهيوني أو ضابط عربي يوجه ضرباته إلى شعبه لا إلى العدو.
لقد وصل التعفن بهذه الجثث المثقفة إلى حد أن أيد بعضها الاحتلال لأنه ضد الديكتاتوريات العربية! بينما اكتفى البعض منهم بعفن تأييد هذه الديكتاتوريات ضد الاحتلال، أما أنا وأنت فما لنا من نصير إلا أن نهب معا في وجه كل قمع وكل استغلال وكل عفن.
هذه الجثث المثقفة نكبتها أنها لا تؤمن بالجماهير ولا تتخيل أن هذه الملايين الفقيرة الغارقة في التخلف والمرض قادرة على تنظيم أنفسها ومواجهة كافة أعدائها والانتصار عليهم تباعا، ولهذا لم تسقط عنها صفة النخوة فقط بل صفة العلمية والثقافة أصلا، فهم يصادرون المستقبل دون أن يدرسوا خبرات التاريخ، ومن يقرأ تاريخ الكفاح الجماهيري جيدا يتعلم الكثير.
إنهم يريدون أن يخرجوا من الصراع ليتأملوه، وهم بهذا واهمون أو عملاء، ففي معركة من هذا النوع لا يقف أحد على الحياد إلا إذا لم يكن يفهم ماهية المعركة، وبما أنهم مثقفون فهم يعلمون جيدا أنها ليست معركة بسبب الدين أو العنصر بل هي معركة الطبقات الحاكمة في العالم ضد الجماهير الفقيرة، ولهذا يقف الآن في داخل أمريكا وبريطانيا من يناصر قضيتنا فيقمعه الحكام الرأسماليون.. وهؤلاء المناصرون لنا هناك هم بالتأكيد أقرب إلينا من أولئك الذين يضربوننا في المظاهرات لأننا نريد طرد سفراء الخنازير الأمريكان والصهاينة أو من برجوازيتنا التي تمد إسرائيل بالإسمنت الذي تبني به الجدار العازل.
كيف تكون في موقف وسطي وأنت مهنتك الثقافة وتعلم كل قذارات المطبخ الرأسمالي؟ أعتقد أنهم يعلمون وأنهم عملاء يتربحون من لجان التحاور مع الآخر والتي تريد أن تفلسف لنا الآن تلذذ المقتول بلعق حذاء القاتل..
إن اتساع الرؤية ليس مبررا للتغافل عن حقيقة الصراع في العالم، والمسميات الجديدة التي طلعت علينا بها الجثث المأجورة من عينة حوار الحضارات والثقافات.. الخ ليست إلا قوادة سياسية طالما تحتم على المسلوب أن يجالس السالب ليتعلم منه كيف يقبل أن يكون مواطنا عالميا من الدرجة الدنيا، ومأجور مأجور مأجور كل من يدعي اتخاذ موقع ثالث خارج الصراع الدائر الآن بين تجار وسماسرة الدم والبترول والسلاح والبنوك والبورصة والحكومات التي تمثلهم من جهة ومليارات المعدمين والمقهورين من جهة أخرى ممن لا ذنب لهم إلا أنهم عاشوا في عصر الليبرالية الجديدة أو العولمة الرأسمالية أو النظام العالمي الجديد أو غير ذلك من المسميات الفارغة والتي تكرس معنى واحدا هو استمرار حكم الظلم للعالم.
إن فشل الثورة العالمية في 1968 لا يعني أنه لا توجد ثورة عالمية جديدة في هذه المرحلة، وفشل التجارب النضالية على مدار 30 سنة مضت لا يعني اليأس من النضال اليوم، ولا يمكن لكائن أن يتنبأ باحتمالات الغد لأن الدنيا دائمة التغير، ولكنهم متكبرون ولهذا فهم حقراء، يرسمون مستقبلا مظلما يائسا بينما البشر الحقيقيون يقاتلون في هذه اللحظة في لبنان وفي فلسطين وفي العراق في تحد غير مسبوق للإف 16 والقنابل الانشطارية، وطالما أن القتال دائر فالاحتمال قائم، وطالما الجماهير تناضل في كل بقاع الأرض فالانتصار وارد، ونحن من جانبنا لن نقع في نفس الفخ مقررين أننا سننتصر بالتأكيد، لأننا من الممكن أن ننهزم.. فطالما نجحت الجثث اليائسة في إشاعة الإحباط وطالما استمر التواطؤ العربي من الممكن أن ننهزم.
ولكننا نريد النصر، ولهذا يتحتم السعي والمثابرة..
فلنسكت معا إذن صوت اليأس والتواطؤ بأن ننشئ حركة جماهيرية عملاقة تلتقي أمانيها بأماني الجماهير الساعية للتحرر في العالم كله، ولنعمل معا وكتفا بكتف من أجل تحطيم كل القيود التي تعرقل خطواتنا..
أخرسوا هؤلاء الحقراء بالانضمام إلينا..
لا للاستعمار لا للاستبداد لا للاستغلال



#خالد_الصاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد الصاوي - مثقفون بلا ضفاف