|
البرنامج الثوري الذي بقي حبرا على الورق . الانتفاضة المسلحة لحركة 3 مارس 1973
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للتاريخ حتى لا ’ينسى ويضيع . لأساتذة علم السياسة ، والعلوم السياسية ، وعلم الاجتماع السياسي ، ولجميع المهتمين بمادة الاحزاب السياسية . لأرشيف وتراث الحركة الاتحادية الراديكالية . هذا البرنامج تم الاعلان عنه عشية اندلاع احداث 3 مارس 1973 المعروفة بأحداث خنيفرة مولاي بوعزة . وقد تمت اذاعته على راديو صوت التحرير بليبيا ، وتم توزيعه بفرنسا ، الجزائر ، وسورية للتعريف بالحركة وشحذ الدعم لها . الملاحظ ان اندلاع الاحداث جاء مباشرة بعد فشل انقلاب الطائرة الملكية في انقلاب 1972 ، التي كان الفقيه البصري متورطا فيه ، الى جانب الجنرال محمد افقير ، وجاء بعد فشل النضال السياسي الذي دخل النفق المسدود ، وعجز عن الوصول الى الحكم الذي كان محط نزاع وصراع مرير بين الحركة الاتحادية بشقيها السياسي الثوري ، والإنقلابي البلانكي ، وبين النظام الملكي . كما جاء في ظروف اتسمت بالجو المشحون الذي خلفته حالة الاستثناء ، ودستور 70 ، واختطاف المهدي بن بركة . كما جاء على اثر الهزات الفاشلة للجيش في الانقضاض على الحكم ، مما كان يوحي للراديكاليين سواء منهم داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، او منظمات الحركة الماركسية اللينينية بان الحكم ضعيف ، وانه مشدود فقط بخيط عنكبوت ، فحان الوقت لقطع ذاك الخيط . ومما يجب التذكير به ان الفقيه محمد البصري الذي اشرف على تكوين وتدريب المجموعة ، تبرأ منها مصرحا عدم مسؤوليته عن الاحداث التي اعتبرها نزوة طائشة ، لمجموعة من المناضلين الذي قرروا الدخول الى المغرب والانتحار فيه . بطبيعة الحال سيؤدي الصراع السبعيني والتطورات السياسية التي اعقبته ، بعد فشل تجربة الانقضاض على الحكم بالقوة ، الى حصول شرخ في صفوف الاتحاديين ’توّج بعقد مؤتمر " سُمي بالاستثنائي " ، عقد خصيصا للقطع مع كل التجارب الراديكالية للاتحاد ( احداث 16 يوليو 1963 ، وأحداث 3 مارس 1973 ، اضافة الى التصريحات النارية لزعماء الحزب الموجهة مباشرة الى رأس الدولة والنظام الملكي ، والقطع مع مغامرات التنسيق مع الجيش لقلب النظام ) . اذا كان الجناح الاصلاحي قد هدف من عقد المؤتمر الاستثنائي ، تصفية الحسابات مع جناح الخارج ، فانه تسبب في رفض الراديكاليين قبول القرارات التي اسفر عنها المؤتمر ، فلجئوا الى انشاء تنظيم " الاختيار الثوري " الذي ظل وفيا لماضي الحركة الاتحادية الراديكالية ، معتبرين القرارات التي خرج بها المؤتمر ، ارتدادا وتراجعا عن خط الاتحاد الراديكالي وماضيه ، بل وتاريخه الثوري . يلاحظ هنا ان الذين ناصروا المؤتمر الاستثنائي ، سرعان ما تراجعوا عن تأييد قراراته ، من خلال توجيه نوع من النقد المحتشم الى التصنيف الطبقي للمجتمع المغربي ، فاعتبروا الكثير من التفاصيل التي جاء بها المؤتمر معارضة ، ولا علاقة لها بالماركسية اللينينية وبالطبقة العاملة . وهذا الموقف بطبيعة الحال سيعمق الفوارق بين السياسيين الاصلاحيين بزعامة عبدالرحيم بوعبيد ، وبين الراديكاليين الذين كانوا ينظرون في الاصلاحيين وجه العملة الثانية للحكم . هكذا سيتطور الصراع من جديد ليفضي الى بروز اتجاهين متعارضين ، واحد يطلق عليه " المكتب السياسي " ، والثاني عرف في الساحة ب" اللجنة الادارية الوطنية " التي قاطعت انتخابات 1983 ، وانتهى بها المطاف الى السجون ، ودخول المكتب السياسي الحكومة والبرلمان . ان هذا التطور الذي عرفته الحركة الاتحادية ، سيؤثر على نوع التحالفات السياسية في الساحة ، وفي الاطارات الموازية ، وفي المركزيات النقابية . وبطبيعة الحال فان انتقاد جناح " اللجنة الادارية الوطنية " من بعد ، للقرارات التي خرج بها المؤتمر الاستثنائي ، ورفض هذه القرارات من قبل جناح الخارج الذي اسس حركة الاختيار الثوري ، سيسهل عملية التواصل بين الجناحين حيث سيتوج بانضمام حركة الاختيار الثوري بعد حل نفسها ، الى جناح " اللجنة الادارية الوطنية " ، الذي سيتخذ تسمية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي . إذن بحلول 3 مارس 2023 ، يكون قد مر على الانتفاضة المسلحة الثورية خمسون سنة ، تغير فيها كل شيء ، واهم ما في التغير ، ارتماء الحزب في الاستحقاقات السياسية التي ينظمها الملك ، ومن ثم القطع مع تجربة ادانها الحزب حين وصفها بالبلانكية ، وعندما رفض التنسيق مع الجيش لقلب النظام ، وتشبث بالمرجعية الديمقراطية التي لا تعني الملكية البرلمانية ، أي اختصاصات الملك ، بل تعني تمكين الحزب الفائز في انتخابات الملك ، من شرف تنزيل برنامج الملك ، لا برنامجه الذي يكون قد دخل على أساسه الى الانتخابات ، وعند فرز الأصوات ، وإعلان النتائج ، يتم رمي برنامج الحزب ، لصالح برنامج القصر . " باسم الشعب . ايها المواطنون ، ايتها المواطنات . في اطار النضال السياسي الطويل الذي خاضته جماهيرنا المغربية ، سواء للقضاء على سلطة الاستعمار المباشر في بلادنا ، او من اجل الديمقراطية والاشتراكية بعد الاعلان عن الاستقلال ، تأكد لنا وبشكل قاطع ان الحكم الاقطاعي الذي يترأسه الحسن الثاني، شكل عرقلة اساسية لكل تطور ديمقراطي داخل بلادنا ، ويشكل الاداة الطيعة في يد الاستعمار القديم والجديد ، وذلك نتيجة طبيعة هذا الحكم الاقطاعي البغيض الذي يتمسك بكل السلطة في البلاد ، وينهج سياسة قتل الاحرار وتشريدهم ، ومنع الحركات التقدمية والوطنية من كل امكانيات التعبير .. كما تأكد لنا في اطار هذا القمع ، ان اقلية من السماسرة والإقطاعيين ، تغتني باستمرار على حساب الطبقات الكادحة . و لتحسين اوضاع مجموع الطبقات الشعبية المغربية المنتجة يلزم : -- ضرورة العمل على تحقيق امكانيات الشغل لكل العاطلين ، وبناء مجتمع جديد يكون فيه الشغل حقا وواجبا على كل مواطن . -- اعادة الاعتبار لثقافتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية ، بخلق وتطوير ثقافة شعبية حقيقية ، وذلك بتعريب التعليم ، وتعميمه ، وديمقراطيته ، وتوحيده ، وتحقيق امكانيات التعليم والثقافة لكل ابناء الكادحين ، وبناء مجتمع جديد يكون فيه التعليم حقا وواجبا على كل مواطن . في اطار استعماله اساليب النضال الديمقراطي داخل بلادنا ، وفي اطار كون حكم الاقطاع هو العرقلة الاساسية لهذا التطور ، وباعتبارنا امتداد للنضال السياسي الذي خاضته الحركة التقدمية الوطنية ، قررنا البدء بالثورة الشعبية المسلحة للإطاحة بنظام الحكم الاقطاعي العميل ، واضعين امام اعيننا الاهداف الاساسية التالية ، التي تكون العمود الفقري لبرنامجنا : 1 ) تحقيق وحدة التراب المغربي ، باسترجاع جميع المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الاستعمار . 2 ) طرد القواعد العسكرية الاجنبية من بلادنا من اية قوة دولية كيفما كانت . 3 ) تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي للمغرب ، بتحطيم كل استغلال لطاقات بلادنا المادية والبشرية من طرف القوى الاقتصادية العالمية . 4 ) حماية المياه الاقليمية المغربية وخيراتها من السيطرة الاجنبية . 5 ) تحرير المواطن المغربي من كل انواع الاستغلال . تحقيق الديمقراطية : 1 ) تحقيق نظام جمهوري شعبي ديمقراطي ، يكون العمود الفقري فيه ديمقراطية ، ومراقبة ، واسترجاع الجماهير الشعبية الكادحة لوسائل الانتاج في بلادنا . 2 ) انتخاب الشعب مجلسا تأسيسيا يضع دستورا للبلاد يجري به العمل بعد مصادقة الشعب عليه . 3 ) ضمان حرية التعبير ، والتنظيم السياسي والنقابي ، وحرية تأسيس الجمعيات والأندية الثقافية . البناء الاقتصادي والاجتماعي : 1 ) تحقيق ثورة زراعية شاملة ، باسترجاع الفلاح المغربي حقه على الارض التي ’سلبت منه ، سواء من طرف المعمرين الاجانب ، او العملاء الحاليين للحكم الاقطاعي . 2 ) تصنيع المغرب حتى يأخذ مكانته اللائقة به ، في صفوف البلدان التقنية المتقدمة ، بنهج سياسة تصنيعية تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الوطنية المنطلقة من المتطلبات الاساسية للجماهير الكادحة . 3 ) استرجاع المصالح الاقتصادية الحيوية للبلاد ، برفع كل استغلال لها من طرف اقلية من الاحتكاريين ، وتسخير هذه الطاقات للمساهمة في الاقتصاد الوطني هياكل الدولة : 1 ) اعادة بناء ادارة جديدة تكون العلاقة فيها علاقة عمل ، من اجل مصالح الكادحين ، وإلغاء سيطرة الرأسمال عليها ، هذه السيطرة التي تلغي ظاهرة الرشوة ، وتحد من معطيات سلطة الاقطاع والرأسمال . 2 ) اعادة بناء الجيش وأجهزة الامن ، التي يستعملها الاقطاع كوسيلة قمعية لحماية مصالحه ، اداة ثورية تحمي مصالح الوطن ، ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة ، وتساهم معها في بناء مغرب حر ديمقراطي اشتراكي . الوطن العربي : ثورتنا جزء لا يتجزأ من الثورة العربية ، وتحرير فلسطين قضية وطنية قومية اساسية ، وكل نصر تحققه القوى الثورية في الوطن العربي ، هو نصر للجماهير العربية ، وخطوة اساسية نحو الوحدة العربية . بناء المغرب العربي في اطار الوحدة العربية الشاملة ، ينطلق من متطلبات الجماهير الشعبية في المغرب العربي ، وهو قبل كل شيء مهمة القوى الوطنية والتقدمية . السياسة الخارجية : تطبيق سياسة خارجية حرة ومحايدة ، تتعاون مع كل الحكومات والشعوب الراغبة في السلام ، والديمقراطية ، والعدالة في العالم . سياسة ترفض السيطرة الاستعمارية على بلادنا ، سواء على الطريق المباشر او عن طريق سلطة رأس المال ، وتساند الشعوب المكافحة من اجل تحررها الاقتصادي والسياسي ." انتهى بيان الحركة الثورية المسلحة . يلاحظ ان هذا البرنامج ، لا يرقي الى مستوى طموح حركة 3 مارس ، الذي كان يهدف ازالة النظام ، وتعويضه بجمهورية برلمانية على الطريقة العربية . البرنامج غير متناسق ، وفيه ارتجال ، وهو اشبه برغبة مكبوتة تم تفجيرها دون مراعاة السياق الزمني والمكاني ، وحقيقة الوضع المتحكم فيه بالساحة . وربما ان السبب في هذا ، يرجع الى ضغط الوقت الذي فاجأ الثوار المسلحين ، لأنهم ربما حرروه بعشوائية بعد ان وصل الى خبر المجموعة المتواجدة بالخارج ، خبر فشل الكومندو ، وبدأ عمليات الاعتقالات التي ساهم فيها القرويون ، الذين من المفروض ان العملية الانقلابية جرت لحسابهم ، ووصول خبر سقوط صرعا برصاص الجيش . ان هذا الارتجال يبين بالواضح ، خطأ تقييم الانقلابيين للوضع العام ، ولشروط المرحلة التي يمر بها العراك السياسي الوطني . لذا قامت مبادرة حركة 3 مارس بناء على تقييم الوضع ، نتيجته ان الظرف السياسي قد اكتملت فيه اكبر شروط الازمة الثورية ، بل ان الظرف لم يسبق له مثيل في كل الاوقات التي حاول فيها نفس الاتجاه القيام بنفس العمل ، اي السيطرة على الحكم . ومن خلال تقييمنا لهذه الشروط التي كانت مغلوطة ، وتسببت في مآسي تنظيمية وإنسانية : 1 ) ان السلطة الملكية اصبحت غير قادرة على الاستمرار بفعل التناقضات الداخلية والخارجية . فداخليا نمت التناقضات داخل الجيش الركيزة الاساسية للحكم بعد محاولتي الانقلاب في سنة 1971 و 1972 ، بينما الواقع الاقتصادي ينحو في اتجاه الازمة الدائمة ، ويزداد معه تعفن جهاز الدولة ، وتضارب مصالح الفئات داخل الطبقة الحاكمة . وفي الحصيلة سقوط هيبة الدولة والملكية في اعين الجماهير . وتبلور وعيها الثوري بإمكانية وضرورة اسقاط الملكية . ان هذا التقييم الخطأ والمغلوط ، ابطلته مشاركة الجماهير القروية والمدينية السلطات العمومية والجيش ، اثناء مطاردتها للانقلابيين ، بل والمشاركة في اعتقالهم وتسليمهم الى السلطات الامنية ، وهي نفس الجماهير التي شاركت السلطات عند البحث عن الضباط ، وبعض المدنيين الذين فروا في سنة 1975 من معتقل النقطة الثابتة رقم 3 . وخارجيا ، تنامي التناقضات بين حلفاء النظام فرنسا والولايات المتحدة الامريكية ، لتناقض حاجياتهم المستعجلة في المنطقة ، وبالتالي فقدان الثقة في ضرورة الابقاء على مصالحهم تحت حماية الملكية . 2 ) اتساع الحركة الجماهيرية في كل القطاعات ، وخاصة بعد الانقلابين العسكريين ، حيث ان هذا المد لم ينقطع تصاعدا ، بل جدب الانقلابان الفاشلان ابعد الجماهير عن التسْييس ، الى ميدان الصراع السياسي والثوري ضد النظام الملكي . 3 ) تردد القوى الاصلاحية التقليدية ، ومطالبتها بأحسن ما لديها من الشروط للتحالف مع الملك ، وذلك لخوفها من المصير المجهول للملكية . ومن جهة اخرى لتخلفها وعدم قدرتها على التحكم في الحركة الجماهيرية ، وبالتالي فشل اللقاء الذي كان محتملا مع القصر . ولا ننسى هنا ان حركة 3 مارس عملت دوما على تحييد القوى الاصلاحية التقليدية ، على اساس واحد هو عزل الملكية لإضعافها قصد الاجهاز عليها . كما ان النمو المضطرد للقوى الثورية ، وتشكيلها لحركة فاعلة الى هذا الحد او ذاك في الوضع السياسي ، كان في حساب حركة 3 مارس يتوقف امتصاصه وتجاوزه ، بالدخول المباشر في الكفاح المسلح . تلك هي الشروط العامة التي تجمعت في تقييم الحركة للوضع بالمغرب ، وهو تقييم مغلوط لأنه اعطى للحركة صلاحية نقل ممارستها الى الكفاح المسلح ، كتعبير عن اليأس والإحباط وسد السبل ، مع العلم ان الحركة في تقييمها المغلوط اخرجت من حسابها الشرط الحاسم في هذا الوضع للانتقال الى اساليب النضال المسلح المنظم من جهة ثورية ، ألا وهو تغييب دور الحركة الجماهيرية التي كانت ولا تزال مشدودة ، ومرتبطة مع الملك والنظام الملكي . ان الخط العام لذا حركة 3 مارس الذي حاول تجاوز هذه الحقيقة ، كان يقوم على الاسس المغلوطة التالية : 1 ) ان الحركة في حد ذاتها ، هي اطار جبهوي لكل الطبقات المعادية للإمبريالية والملكية ، حيث ان المهمة المركزية للحركة ، هي استكمال التحرر الوطني . 2 ) لهذا الغرض ، ولتحرير المغرب من الامبريالية والنظام الملكي ، فان ممارسة الكفاح المسلح ذاتها وبدون ضرورة لعمل سياسي تحضيري وثوري ، قادر على تفجير الطاقات الجماهيرية ، واستقطابها حول الكفاح المسلح ، وان الظرف السياسي الحالي ناضج تماما لبداية هذه المسيرة المسلحة . وفعلا ومن هذه الرؤية الخاطئة اعلنت الحركة نفسها ك " جبهة وطنية " ، وقدمت برنامجا ادنى يلبي بعض قضايا التحرر الوطني ، وأساسا اقامة " الجمهورية " على الطريقة العربية . ومن جهة اخرى ، اعتمدت الحركة على عفوية الكفاح المسلح ، و لم ترتكز على حزب ثوري مارس نشاطه السياسي والتنظيمي وسط الجماهير ، بل ان حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية نفسه ، وهو الركيزة الاساسية المعوّل عليها ، لم يكن مكيفا لتحمل اعباء هذا المشروع الذي فشل في المهد ، ولا هو انتقل الى اساليب عمل هجومية وجماهيرية ، وهذا يدل عليه الشروع في الكفاح المسلح مع التركيز على المناطق الجبلية المرتفعة منها ، على الخصوص الريف والأطلس المتوسط ، حيث ان الطباع الاساسي فيها هو الغلبة لبقاء الانتاج التقليدي المقرون بتربية المواشي وتفتيت الملكية بشكل كبير . حقا ، لقد عولت الحركة على الرصيد السياسي والجماهيري لحزب القوات الشعبية ، وبدون الرجوع الى بنية الحزب الهلامية ، وخطه السياسي ، ودرجة تعمقه التنظيمي وسط الجماهير ، وخاصة العمالية والفلاحية منها ، مما كان له اشد الوقع في فشل المحاولة الانقلابية ، التي اشرفت عليها عناصر من البرجوازية الصغيرة ، وليس الجماهير التي كانت البيانات تصدر باسمها . بل ان هذه الجماهير هي نفسها انخرطت في عملية تعقب الكوماندو واعتقال عناصره ، وتقديمهم الى السلطة . خمسون سنة مرت على حلم راود الجيل الأول من الحركة التقدمية والثورية المغربية ، وانتهى به المطاف الى الفشل الذي سيتبلور اليوم على نقيض برنامج الحركة الثورية المسلحة التي كانت تموت لهفا على الحكم ، ولو بالمشاركة مع الجيش لقلب النظام . بل ان الفشل هو القطع مع الإرث الثوري لبقايا الحركة ، عندما ارتمت بقاياها في حضن النظام السلطاني المخزني ، تشارك في جميع استحقاقاته ضمن دستور الملك الممنوح الذي يركز الدولة في شخصه وحده دون غيره .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
( طرد ) إسرائيل من حضور افتتاح دورة القمة السادسة والثلاثين
...
-
انعقاد القمة السادسة والثلاثين ( 36 ) للاتحاد الافريقي بأديس
...
-
حقوق الانسان في الدولة المخزنية البوليسية
-
البدع والطقوس المرعية عند العرب والمسلمين
-
البرلمان الاسباني يوافق بالأغلبية على منح الجنسية الاسبانية
...
-
أكبر انتفاضة دموية في تاريخ الانتفاضات المغربية
-
مِنْ - موروكو گيتْ - الى - بگاسوس غيتْ -
-
ترقب قرار للبرلمان الأوربي في 9 ابريل القادم ، يدين النظام ا
...
-
الفرق بين الشعب والرعايا ، نوع الدولة السائدة
-
تغيير النظام من الداخل
-
التعويض .
-
الدكتاتور هرب . المستبد هرب . الطاغية هرب .
-
حين ضاع التراب . من أضاع التراب . لماذا أضاع التراب. من الگو
...
-
هل ستندلع حرب بين النظامين المغربي والجزائري ؟
-
الغزو الروسي لأكرانيا
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|