ام القرارات

جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 506 - 2003 / 6 / 2 - 14:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

حروف بلا نقاط ـ 25 ـ

 

بعد الحماقة التي ارتكبها نظام صدام حسين الدكتاتوري بغزوه الكويت عام 1990 , صدرعن مجلس الأمن ما يقارب الثلاثين قرارا لها علاقة بالعراق , وأشهرها القرار(661)  , والذي يسمى ( ابو القرارات) . وبنتيجة سياسات النظام المقبور الهوجاء وثلاثة عشر عاما من الحصار الجائر ودفع شعبنا ثمنا غاليا وباهضا من الجوع والألام والمعاناة التي لا تطاق .

 وبموجب القرار( 986 ) المسمى بقرار ( النفط مقابل الغذاء ) تم تحويل شعبنا بملايينه التي زادت عن العشرين آنذاك الى لاجئين وقاصرين , تبيع الأمم المتحدة نفطهم وتشتري لهم مواد غذائية , توزع عليهم بالبطاقة التموينية التي نجح النظام المقبور بإستغلالها كسيف مسلط لقمع شعبنا ومحاربة من يشك بولائه له .
 
وبعد إنهيار نظام " القائد الضرورة " , سارعت الدول الكبرى تحركها في ذلك مصالحهاالأقتصادية بالأساس , ومن دون إهمال المصالح الأخرى , لمناقشة مشروع قرار يسعى لرفع الحصار عن العراق . ودارت خلف الكواليس محادثات ومناقشات , وخلالها تم عقد صفقات , وتوزيع ادوار, ومساومة البعض بإعطائهم جزء من الكعكة العراقية , وتوجت كل تلك الجهود بإصدار القرار ( 1483) الذي يمكن إعتباره أم القرارات , وتم التصويت عليه بالأجماع.

   وبموجب القرار المذكور , وافقت الأمم التحدة على وضع العراق تحت الوصاية الأمريكية ـ البريطانية ( سلطة الأحتلال ) ,  وفوضتهما سلطة مطلقة على مستقبله السياسي وموارده الطبيعية , ولمدة غير محددة , لحين قيام حكومة عراقية . وهذا " الحين " لا يُعرف متى يأتي , سوى سلطة الأحتلال ذاتها ومهندسي الأستراتيجية الكبار في البيت الأبيض  . هذا مع العلم إن القرار يشير ان ذلك لن يأتي قبل سنة , لأنه نص في فقرة منه على أن  ( يعيد المجلس النظر في تطبيقات القرار خلال ـ12ـ شهر من تبنيه ) . ويسجل القرار أكثر من سابقة دولية , من خلال اقرار الأمم المتحدة بشرعية إحتلال دولة لدولة أخرى , وتدخل في شراكة معها بالرغم من الأمم المتحدة نفسها سبق , وان أعتبرت الأحتلال قد تم بدون تفويض منها وعليه فيكون غير شرعي . كما أقرت الأمم المتحدة تسليم موارد البلد الواقع تحت الأحتلال لسلطات دولة الأحتلال . ومن ثنايا القرار المذكور وما قاله وزير الخارجية الأمريكي في مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون الفرنسي : (لا استطيع أن أقول هل هو عام أو عامان .لا اعرف وأي أحد يقول أنه يعرف فأنه في الواقع لا يعرف ) , وذلك في معرض رده على سؤال من القناة المذكورة : ( متى ستنسحب الولايات المتحدة من العراق ؟ ) .

ومن كل هذا العرض المكثف لا يمكن للمرء إلا أن يستخلص إستنتاجا واحدا قوامه  انهليس في نية الولايات المتحدة مغادرة العراق , وأن قواتها ستبقى لفترة طويلة الأمد .
والله يكون في عونك يا عراق .    

#جاسم_هداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات