أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 7536 - 2023 / 2 / 28 - 04:49
المحور:
الادارة و الاقتصاد
من خلال تعليق صادراته الزراعية إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من أجل الحفاظ على وفرة العرض في السوق المحلية، يقدم المغرب على التضحية بمكانة راسخة منذ سنوات وبنظام بيئي كامل. هذه المقالة عبارة عن مراجعة صحفية مأخوذة من صحيفة Les Inspirations Eco اليومية.
لتعويض أي نقص في المنتجات الغذائية وتفادي أي ارتفاع جديد في الأسعار، أوقفت الحكومة الصادرات المغربية من الفواكه والخضروات إلى السوق الأفريقية. لكن هل هو قرار جيد؟ هذا هو السؤال الذي حاولت صحيفة Les Inspirations Eco الإجابة عليه في عددها الصادر يوم الثلاثاء 28 فبراير. الجواب بالطبع لا.
من الناحية التقنية، انخفض حجم الصادرات بنسبة 70٪ عقب هذا القرار. فبدلاً من عبور مائة شاحنة للحدود، هناك حالياً حوالي ثلاثين فقط تقوم بالعبور.
ونقلت الصحيفة عن محمد باجدي، الخبير في الاقتصاد الزراعي والمستشار الدولي، قوله "إن الوقت ليس مناسبا، حسب المختصين، لتنفيذ مثل هذه الإجراءات، لأنها تتعارض مع الجهود التي يبذلها المغرب لانتزاع موقع بمثل هذه الاريحية".
بالنسبة له، يمثل التوقف عن التصدير بهذه الطريقة المرتجلة هبة من السماء وهدية على طبق من ذهب للمنافسين الذين يطالبون فقط بإبعاد المغرب عن طريقهم وخاصة في إفريقيا. وفي رأيه، تنفيذ قرار التعليق "انتحار خاصة وأنه وضع مؤقت".
القرار غير مبرر لأن البلاد بحاجة إلى التصدير وجلب العملة. كما كتبت Les Inspirations Eco: "هذا القرار بتعليق الصادرات لن يهدد فقط الصورة التي بناها المغرب بإيثار الذات، بل سيعطل النظام البيئي أيضا".
إذا بدأنا بالنقل البري، نجد "هناك العديد من شركات النقل في القطاع التي تخدم إفريقيا فقط، ما يعني أنها ستعاني من التأثير الكامل"، على حد تعبير رشيد الطاهري، الأمين العام للفدرالية المغربية للنقل واللوجستيك.
في الوقت الحالي، لم يتم اتخاذ أي تدابير للتخفيف من مفعول الأثر.
وللتذكير، تسبب نفس الإجراء الخاص بتصدير الطماطم، الذي تم اتخاذه العام الماضي، في تعطيل القطاع بأكمله، بل إن المنتجين تخلوا عن المحصول. بالنسبة لشركات النقل، سقط عليها القرار كالصاعقة.
"لم يتم تحذيرنا ولا توجد وثيقة رسمية... علاوة على ذلك، ليس من الطبيعي أن نصل إلى مثل هذا المستوى من الأسعار عندما يكون لدى المغرب خطط مثل "المغرب الأخضر" و"الجيل الأخضر"، هذا ما قاله محمد زمراني، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين بالإنابة ل (AMEP Africa).
وتجدر الإشارة إلى أن المصدرين المغاربة تلقوا دعم الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين واتحاد التجارة، اللذين عرضا زراعة منتجاتهما في موريتانيا من خلال تزويدهم بالأراضي الزراعية والوصول إلى الري وحتى البذور والأسمدة. ومن المنتظر أن يقوم المستوردون الموريتانيون بزيارة رسمية للمملكة لدراسة هذا الاقتراح.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟