كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 10:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وقف المسلمون حيارى منذ قرون أمام ضبابية عبارات موروثة، ظلت تتردد بنفس الصيغة المربكة منذ قرون وحتى يومنا هذا. من مثل، قولهم : (سيدنا معاوية قتل سيدنا حجر بن عدي لأنه من محبي سيدنا علي). .
وقولهم: (سيدُنا وحشي قتل سيدَنا حمزة بن عبد المطلب في معركة أحُد بأمر من سيدتنا هند بنت عتبه). .
وهذا ما لا يصدقه العقل، ولا يقبله المنطق، فالحتمية المنطقية المبنية على قانون الوسط المستبعد، والتي تعد امتداداً للأسس الفكرية الصحيحة، تقول: أن أحد طرفي التناقض لابد أن يكون صادقاً، بمعنى آخر: ان أحد طرفي النزاع لابد أن يكون على حق، وليس هناك احتمالاً ثالثاً بين الطرفين المتناقضين يمكن أن يكذبهما معاً، ولا توجد منطقة وسطى بينهما. وبالتالي لابد ان يكون احدهما على حق بينما يكون الآخر على باطل. اما الذين يجمعون بين الحق والباطل في كفة واحدة، أو الذين يلبسون الحق بالباطل، فهؤلاء من المنافقين المتذبذبين، أو من الذين يعتريهم الشك فيميلون إلى هؤلاء تارة، وإلى أولئك تارة. مثلهم كمثل الشاة الحائرة بين قطيعين، تميل إلى هذا مرة، وإلى ذلك مرة، فالباطل لا يصير حقاً بالتقادم، اما إذا لم يستطع الفقيه الوقوف مع الحق، فيتعين عليه ان لا ينحاز للباطل، فالحق لا يصير حقاً بكثرة معتقديه، والباطل لا يصير باطلا بقلة منتحليه. ولابد من الوقوف بحزم في مواجهة الفئة الباغية، حيث لا مجال للتضليل والتدليس والتلفيق والمماطلة، ولا مجال لتجميل صورة الباغي والمعتدي والظالم. وليكن الفقيه صارماً في تشخيص الحق بكل وضوح، على غرار سفيان الثوري لما أتاه خياط فقال : إني أخيط ثياب السلطان الظالم، فهل أنا من الذين ركنوا إلى الظالمين ؟. فقال له الثوري : كلا. بل أنت من الظالمين أنفسهم، والذي باعك الخيط والإبرة هو الذي ركن إليهم. .
لكن الطامة الكبرى انك تصبح من المتهمين بإثارة الفتنة الطائفية لمجرد الاعتراض على الذين طمسوا الحق، ثم فرقوه بالتساوي بين القاتل والمقتول. فانتصروا للباطل وأعانوا الظالم على المظلوم. .
فهل يستقيم حال الامة وهي بهذا المستوى من التأرجح بين الطرفين المتخاصمين منذ عشرات القرون ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟