أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ثلاثة إسلامات .. المقدمة















المزيد.....

ثلاثة إسلامات .. المقدمة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 19:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا وجود لإسلام عربي فقهي أو سياسي موحد, كما هو الأمر في الحالتين التركية والإيرانية, إذ من المتعذر إصدار حكمٍ واحدٍ عليه (الإسلام العربي) بشكل شاملٍ ومتماسك.
إن وجود أقطار عربية ذات تجارب سياسية مختلفة ومجتمعات متباينة يحتم أن تكون الأحكام الصادرة بحق كل واحد من هذه الإسلامات العربية ذات مشاهد تراعي خصوصيات الظرف المحيط, مما يعني إمكانية غياب قدرات النجاح وعناصره في مكان أو زمان عنه في آخرين مختلفين, والتي من الوهم تصور وجودها بشكل انسيابي أو أو سياقي.
هنا، الأمر بطبيعة الحال ليس حكراً على السياسيين المسلمين لوحدهم, فالشيوعيون كانوا قد مروا أممياً في المشكلة نفسها, وخاصة على صعيد اضطرار أحزابهم في فرنسا وايطاليا إلى تغيير سبل تعاملهم وآلياته مع التجارب الديمقراطية القائمة في تلك المجتمعات, حيث أثار ذلك المتغير في الستينات (الإندماج في العملية الديمقراطية) نزاعات هامة مع المركز الأممي في موسكو أيام الإتحاد السوفيتي الذي عدَّ التغيير خروجاً على وحدة النهج والكفاح الأممي. وكان هذا المركز قد دخل قبلها في صراعات حادة مع الشيوعيين الصينيين واليوغسلاف إلى حد اتهام الأخيرين بالخيانة والإنحراف نتيجة إقرار الأخيرَيْن بطريقتهما الخاصة لبناء الشيوعية.
عربيا هناك فروق بين تجربة الإخوان في مصر عنها في تونس وعنها في العراق, ونجد أن التنظيمات الإسلامية التي حاولت بالفعل أن تلغي تأثيرات المكان والزمان في عصرنا الراهن هي تلك التي اعتمدت الصدام المسلح والتطرف العقائدي وسيلة لها ومنهجاً فأفلحت, نسبياً ومرحلياً, من خلال الحالة الأيديولوجية المركزية الواحدة المتفجرة والمتغلبة والمتعنتة في صَهْرِ المنتمين إليها ضمن بوتقة واحدة متماسكة غير خاضعة لتأثيرات الزمان والمكان, فصارت تنظيمات عائمة في فراغ السياسة وغير قادرة على أن تضع أقدامها على الأرض, فهي تنظيمات قائمة على نظرية (إضرب واهرب).
لقد كفل لها الخروج على تأثيرات الزمان، الخروج من التاريخ, فصارت حركات معلقة في فراغ السياسة ولا تملك لها أقداماً راسخة على الأرض.
التجربتان الإسلاميتان في إيران وتركيا, رغم الفروق الأساسية التي يشيعها الإختلاف في طبيعة المذاهب التي تقود كل تجربة على حدة, تختلفان من جهتهما اختلافاً بيِّناً مع تجربة (الإسلامات) السياسية العربية لسبب بسيط يتأسس على طبيعة التاريخ السياسي لدول المنشأ, ولنا أن نقارن بين بضعِ تجارب منها لكي نستدل بالنتائج على طبيعة المراهنات التي يمكن اعتمادها على تلك التجارب ثم نحاول التفتيش عن أسباب النجاح والفشل لكي نضع أيدينا على أصل المشكلة.
إن الصراع بين العرب والفرس والأتراك لم يتوقف على امتداد التاريخ حيث صار مقدراً له أن يستدعي محرقة الكراهيات القومية، ويستند عليها. وليس مقدراً لهذه لمنطقة أنْ تحيا وتتعايش وتزدهر ما لم تندفع لكتابة عقدٍ ثقافي وسياسي مشترك يضع مصالح الشعوب في المقام الأول, وهذا يعني أن يتخلى المثلث (العربي-التركي-الإيراني) عن الثقافات القومية والدينية المسيَّسة ويلتزم بثقافة عَلمانية ديمقراطية إنسانية متحضِّرة من شأنها أن تعيد تنشيط المشتركات الإنسانية على حساب التطلعات العنصرية والشوفينية.
إن الحديث هنا عمّا أسميه مثلث الخطاب الإنساني المشترك (العربي-الفارسي-التركي) يحتاج لأهميته إلى المزيد من الجهد والبلورة، استرشاداً أيضا بتجربة الإتحاد الأوروبي الذي قام لهدف تجاوز العقلية العنصرية والثقافات القومية التي كانت أساساً لحروب كارثية مستمرة أكلت من القارة الأوروبية الكثير وساهمت بتعجيل شيخوختها.
وبالأصل فإنَّ هذا الكتاب يحاول العثور على إجابات مقنعة لأسباب أزمة الإسلام السياسي العربي مقارنة بالنجاحات النسبية التي حققها كلا الإسلامين المتجاورين الإيراني والتركي, كما ويحاول وضع اليد على البنى التحتية السياسية والفكرية للإسلام العربي التي أنتجت الفشل الذريع لأنظمته السياسية خاصة تلك التي أتت في أعقاب ما سُمّي وقتها بـ (الربيع العربي) مثل نظام الإخوان المسلمين في مصر ورئيسه مرسي العياط, ونظام حركة النهضة في تونس بقيادة الرئيس الإخواني راشد الغنوشي مضافاً إليهم فشل التجربة الليبية التي أعقبت انهيار نظام العقيد القذافي والتي أدت إلى هيمنة العديد من منظمات الإرهاب السياسي الإسلامي وبخاصة تلك التي تدين بالولاء لدولة الخلافة الإسلامية المسماة اختصاراً بـ (داعش) وهي الوليد الشرعي لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي نشأ منحدراً من الأب ذاته ألا وهو حركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928 وكان الغرض منها إحياء دولة الخلافة الإسلامية بعد انهيار ركيزتها العثمانية في اسطنبول على يد الحلفاء الغربيين في الحرب العالمية الأولى عام 1914.
ولن يتخلف الكتاب أيضاً عن استكناه الجوانب الرئيسة لفشل تجربة الإسلام السياسي في العراق بقيادة أهم ركائزه السياسية وهو حزب الدعوة الذي يمثل الوجه الشيعي للإسلام السياسي المتحالف أصلاً مع تنظيم الإخوان في العراق حيث أدّى تعاونهما مع الاحتلال الأمريكي إلى انهيار الدولة العراقية وتمزق مجتمعها طائفياً وعِرْقياً وقبلياً وتحولها إلى كيانٍ تابعٍ لإيران المحكومة أصلاً بنظام الولي نائب الإمام الغائب والتي جعلت العراق مجرد حديقة خلفية لها.
ولن تختلف التجربة اللبنانية عن أختها العراقية حيث تحول لبنان على يد الإسلام السياسي إلى كيان مشلولٍ، كما وتعطلت إرادته وقراره السياسي بعد أن صار بدوره أيضاً رهينة لحزب الله الشيعي الذي لا يتردد زعيمه حسن نصر الله عن الإعلان بحماسة متناهية عن ارتباطه بإيران والولاء لدولة الفقيه.
ومرة أخرى وكما في كتابي السابق (العلمانية وبناء الدولة الوطنية) أعود للتأكيد على أنْ لا حل يشفي المنطقة من هذا الداء المسمى بالإسلام السياسي سوى التمسك بالنظام العَلماني الديمقراطي الذي يؤسس لمرتكزات التعايش بين شعوب المنطقة من خلال احترام إرادة دولها السياسية وتقدير خصوصياتها الثقافية المتفاعلة بطريقة لا تقر الإلغاء أو التقزيم أو التبعية وبما لا يتقاطع مع الحق الوطني لشعوب المنطقة لإقامة نظم متصالحة ومتعاونة وناهضة ومقاومة لكل أشكال الهيمنات وسبلها الإستعمارية.
*مقدمة كتابي الرابع المعنون ثلاثة إسلامات



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة
- البحث عن الهوية والذات .. قُل هكذا تحدثت البصرة.
- بين العقائدي والبراغماتيك
- عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج
- على عنادك على عنادك / أحبهم وأحرك إفادك
- الحزن الأسود والفرح الملون
- ثقافة لحظة المغادرة وثقافة لحظة الانبهار
- ذكريات بطعم الحنظل وأخرى برائحة الشَبوّيْ .. (4)
- العلمانية وبناء الدولة الوطنية
- 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)
- 14 تموز ثورة كانت أم إنقلاب
- بين الدولة المدنية والدولة العَلمانية
- مقدمة كتاب (العلمانية وبناء الدولة الوطنية)
- السباحة عكس التيار
- صراع الأزمنة العراقية
- فن النوم على المسامير
- الطائفية في العراق والدولة العلمانية
- ميكافيلي .. الرجل المجني عليه
- (الإسلاسي) و (العُلَيْمانية) : مفهومان قيد الإنشاء
- الأقلية الأكثرية


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ثلاثة إسلامات .. المقدمة