شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 15:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك مثل فرنسي قديم يقول (أن سرقة الدولة ليست سرقة). ويعكس هذا المثل واقعاً أصبح مفروضا على المجتمع السوري, وقد يحار المواطن ,وقبله الباحث الاقتصادي ومعهم الكثير من الغيورين على هذا البلد من ظاهرة المافيات اقتصادية والتي بدأت تظهر بوحشية وبشاعة أكثر من السابق... هذه المافيات تفتك في جسد المواطن الضعيف أصلاً . هذه المافيات والتي توضح ظهورها مع بداية السبعينيات على حساب مال القطاع العام من خلال تداخل اقتصادي نفعي على مبدأ (حكلي لحكّلك) وزواج عرفي موثق بين التاجر والمسؤول ...بين موظف راتبه في المتوسط بضعة آلاف من الليرات . وبين تاجر يعد رأسماله بالملايين, إذا لم يكن بالمليارات.
و لا شك بأن هذا المبدأ النفعي البشع قد سرى في كامل أجزاء الجسم الحكومي الرسمي سريان النار في الهشيم, ونسبة كبيرة من هؤلاء المنتفعين من الجانبين قد استعذبت سرقة المال العام في وضح النهار عبر صفقات مشبوهة ومناقصات ملغومة,تبدأ بمكتب صغير اسمه الديوان (قد يكون ديوان وزارة أو ديوان مؤسسة وتنتهي في أحد المطاعم الفاخرة من ذوات الخمسة نجوم, و لا فرق ما إذا كان هذا الموظف مديراً أو وزيراً, صغيراً كان أم كبيراً).
أعود للقول , بأنه قد يكون مسكيناً تلك الموظفة , او ذلك الموظف .وهذا الذي كان أقصى ما يأكله, هو القليل مما تيسر له ولعائلته وأحياناً بعيدة قليلا من اللحم شهرياً أو أسبوعيا إن وجد , بل ويجد نفسه فجأة أمام عديد الأنواع من الأطعمة التي يصعب حتى حفظ أسماء أغلبها . وهو الذي كان أقصى ما يشربه هو المتة أو الشاي إذا تيسّر وأحياناً بدون سكر للتوفير, فجأة تسكب له كؤوساً من الويسكي والشامبانيا والبيرة وماشابه , وتدار الأقداح ويشرب الجميع نخب ..سرقة القطاع العام الذي هو بالأساس مال المواطن ؟؟
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟