أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - منكوبو عفرين يطلبون خيماً لامخيمات!














المزيد.....

منكوبو عفرين يطلبون خيماً لامخيمات!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آلمني، وأنا أقرأ هذا الصباح، رسالة عن مأساة وكارثة أهلنا في عفرين، وجهها إلينا أحد الأصدقاء من أبناء عفرين، في أحد الكروبات الواتسابية التي تجمعنا منذ سنوات وفيه مهتمون بالشأن الكردي، من كل من: عفرين- كوباني- الجزيرة، نتبادل منذ سنوات وجهات النظر، على قاعدة الحوار، وبات محور اهتمام المجموعة، في السنوات الأخيرة: شأن أهلنا في المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها: عفرين- سري كانيي/ رأس العين- قامشلي- تل أبيض/ كري سبي، وما يتبعها كلها من قرى ونواح وأرياف، إذ جاء في رسالة الصديق أن كرد عفرين في حاجة إلى حوالي خمسة آلاف خيمة، بعد أن تهدمت ديار بعضهم بشكل كلي، أو جزئي، وأصيب بعضها بصدوع وشروخ، وهو ما ترافق مع رسالة صديق من عفرين فيها بيانات بأسماء المنكوبين والمتضررين من أهلنا في منطقة عفرين، ومن بينها جنديرس وبقية أضحيات المكان.

قد يسألني سائل، قبل أن أشرح ما تم مقدماً وجهة نظري، عن سبب اهتمامي الكبير بعفرين، على نحو استثنائي، من بين كل ماخلفه خط الزلزال الذي انطلق من قلب كردستان، فإنني أؤكد قبل كل شيء أن ذلك وارد من دواع عدة: أولها الحصار الذي ضربه كل من تركيا والمعارضة والنظام، فلم يسمح بوصول المساعدات خلال الأيام الأولى من زلزال السادس من شهر شباط فبراير الجاري2023، بينما كان هناك تحت الأنقاض المئات الذين كان يمكن إنقاذ حياتهم لو أن المعدات اللازمة كانت متوافرة، إذ إن أبناء عفرين، وبإمكاناتهم البسيطة راحوا ينتشلون أجساد العالقين، وأشلاء الضحايا، بل و القيام بواجب دفن ضحاياهم، بصعوبة كبرى، من دون أن تكون في عفرين كلها سوى آليات جد قليلة لا تكفي إنقاذ ضحايا ثلاث عمارات، في كل يوم، وحياة العالق تحت الأنقاض مرهونة بعامل الزمن في جزيء الثانية، بين شهيق وزفير. لن أقول هنا: إنه كان من الواجب الإنساني لدولة محتلة أن توفر ما يمكن من آليات لازمة لمناطق عفرين، سواء أكان ذلك عن طريقها، أو عن طريق المساعدات الدولية التي اشترطت أن تلعب دور الجباية في أخذ حصة- الذئب- منها، والمساومة على آلام البشر، في أحرج اللحظات- وأنى لها هذا الضمير أن يتأنسن!- إذ إن حياة أحد في عفرين، لا يهمها. لا حياة الكردي الذي احتلت مكانه وإرادته، ولا حتى حياة المرتزق المأجور الذي طرد ابن عفرين- بموافقته وبتوصية من مشغله التركي- من بيته، كي يقيم فيه هو، بدلاً عنه، وهو راض عما تم، حتى وإن كان نازحاً!

لقد جاء في رسالة ابن عفرين التي أتناولها- هنا- وهي واحدة من رسائل عدة، ساهم في كتابتها ناشطون كرد، من عفرين وخارجها، أيضاً، أن هناك مخيمات تقام و يطلب من أبناء عفرين أن يقيموا فيها، إلا إنهم يصرون على أن يكونوا قريبين من أنقاض منازلهم، وأشلاء أجساد ذويهم، لاعتبارات عدة، لا يفتأ هؤلاء يترجمونها، وفي مطلعها إصرارهم على البقاء في مكانهم، رغم كل ما تم، وعدم القبول بأن يسكنوا في- مخيمات- فوق ترابهم، وإن كانت الحاجة إلى الخيم جد ضرورية، لاسيما في ظل زمهرير الشتاء القارس، القارص، الجحيمي، وهم في العراء، إذ لم يطلب أحد منهم خبزاً، أو ماء، أو أدوية، من بين ضروريات مقومات الحياة والعيش، فالمسكن مطلبهم الأول، المسكن: وطن. المسكن عفرين، وجنديرس، وما يتبعهما، ناهيك عن أمر آخر يمكن قوله، هنا، من خلال متابعتي وهو أن ابتعاد ابن عفرين عن حطام بيته يفتح المجال أمام لصوص الاحتلال المرتزقة الذين راح بعضهم يعملون- كمتعهدين- لنبش ما تحت الأنقاض للسطو عليه، وثمة قصص أليمة تم تناقلها شفاهاً ومنها أن أحد الذين كانوا يرفعون أنقاض إحدى العمارات ما إن وجد قرطاً ذهبياً في أذن إحدى نساء عفرين حتى سحبها، من دون أن يتأكد أهي حية أم متوفية، بطريقة وحشية يندى لها جبين البشرية، وهذا ليس غريباً عن مجرمي الخطف وطالبي الفديات وفارضي الاتاوات وحارقي أشجار الزيتون وقتلة الابرياء!

لابد لنا. كل عن طريقه أن يطلق النداء، إلى المجتمع الدولي، إلى المنظمات الإغاثية الدولية أن تعنى بواقع مكان محتل. كارثته مضاعفة، كما كارثة مهجر خارج بيته، من المدن السورية، وغدا من منكوبي الزلزال في هذه المدينة في تركيا أو تلك، مع الظن بأن إمكان إنقاذ هذا الأخير، ومساعدته، قد تكون أكثر، وإن راح عنصريو تركيا يستغلون هذه الكارثة ليؤلبوا على السوريين جميعاً، ناهيك عن شعور السوري، ضحية الزلزال، في تركيا، وهو تحت الأنقاض أن أفضلية الإنقاذ إنما هي للتركي؟!

لقد تأكد لجميعنا، مرة أخرى، أن العالم من حولنا منافق، إذ إن كبرى دول العالم ومن بينها دول عربية ومسلمة هرعت لمدِّ يد العون لتركيا، ذات الإمكانات العظيمة- وفعل المساعدة إنساني- إلا إن السوريين في مكانهم- وهكذا بالنسبة لأهلنا في جنديرس- ظلوا خارج خطط المساعدات الأممية، الإسلامية، العربية!!!!؟؟

حقيقة، استطاع إقليم كردستان- وعبر جمعية البارزاني الخيرية- أن يرسل أول قافلة إلى عفرين المحتلة، وإن رحنا نسمع قصصاً، عما تعرضت له المعونة من سطو، رغم إن هذه الجهة عاملت كل المتضررين، بروح إنسانية تدل على خصال الكردي الذي لا يتخلى عن قيمه حتى في ساحة الحرب ومع عدوه، كما إن منع المعارضة إيصال معونات الإدارة الذاتية يدل على أنها بحق- تابعة- للمحتل التركي، ولا قرار لها. لا رأي، وما والمهيمنون من وجوهها، إلا طلاب منافع، مأجورين، لاسيما بعد أن بات واضحاً أنهم لا يمثلون أحداً من السوريين- خارج أسرهم- وقد آن الأوان للدول التي شمرت عن سواعدها وزكت هذه المؤسسة سحب اعترافها، بهؤلاء!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلطجات السوشيال ميديا: وفرض ثقافة الابتذال
- سيكولوجيا الاستذئاب الافتراضي: إيذاء القريب والخذلان أمام ال ...
- اكتمال دورة الكوارث: عندما قال الزلزال: ها أنا!
- صناعة التاريخ بعد فوات الأوان عن إدعاءات السيد محمد خليل أيو ...
- مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر تصدر ثلاثة مجلدات لأعما ...
- عبد الرزاق بوكبة يكتب بعنوان-الشاعر الكردي إبراهيم اليوسف يص ...
- ثلاثة مجلدات تختصر أربعين سنة من قصائد الشاعر إبراهيم اليوسف
- .. إبراهيم يوسف: روايتي أطلقت أسئلتها الاستفزازية حول العالم ...
- صلاح رسول: سنة على الغياب!
- في انتفاضة جينا أميني: حين يكون الدم ديناً في رقابنا ما الذي ...
- كردستان الشرقية وانتفاضة- جينا أميني-
- معلومة للتاريخ....... طيب تيزيني ومشروع مجلة فكرية أجهضته ال ...
- سنديانة سري كانيي «رأس العين» في المناضل الشيوعي أحمد رمضان
- موقع جدلية يحاور إبراهيم اليوسف
- سادن الحكمة الجميل: في وداع الكاتب محمد سيد حسين1
- سادن الحكمة الجميل: في وداع الكاتب محمد سيد حسين
- بعد حرب العشر سنوات:هل التعايش بين السوريين لايزال ممكنا؟
- الإبداع الكردي في سوريا ومعادلة الرقابة على النشر
- تلويحة حارس دجلة الأخير في غيابة أحد أعمدة ديركا حمكو إلى مح ...
- لاتترك المنبر وحيداً* في غياب الأديب المربي والعالم الجليل م ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - منكوبو عفرين يطلبون خيماً لامخيمات!