أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن خليل غريب - الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية. الحلقة الرابعة: (4/ 9): ثالثاً: الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية














المزيد.....

الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية. الحلقة الرابعة: (4/ 9): ثالثاً: الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7530 - 2023 / 2 / 22 - 11:10
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


إذا كانت التشريعات الدينية تستند إلى أصول نصوص مقدَّسة ناطقة باسم الله، يعني أنها تشريعات إلهية مطلقة، كما يصفها رجال الدين، فلا يجوز للبشر أن يتدخلوا فيها، وأن لا يجتهدوا فيها لأنهم بذلك يخالفون الأوامر الإلهية. ولأن لكل دين، سماوياً أكان أم كان غير سماوي، له نصوصه المقدسة. ولأن معظم المجتمعات على مستوى الدولة الواحدة متعددة الانتماءات الدينية، بل إن التعددية وصلت إلى داخل التجمعات البشرية الصغرى على مستوى المدينة أو الحي أو الشارع أو حتى المبنى السكني الواحد، وهذا يعني أن تداخل المقدسات المتناقضة يقود إلى أن تقوم كل عائلة بمفردها ببناء دولتها الدينية لكي تحافظ على مقدساتها الخاصة. هذا غني عن القول يقود إلى ما يشبه ليس تفتيت الكتلة إلى ذرات، بل تفتيت الذرات إلى أقل منها، الأمر الذي يؤدي إلى ما يشبه التفجير النووي في داخل المجتمع الأكبر، فكيف يكون الحال إذا حصل هذا التفجير في داخل الكتل الأصغر؟
من البديهي القول باستحالة بناء الدول على قواعد وأسس الفكر الديني وتشريعاته. وهنا، لا بُدَّ من اللجوء إلى المفاهيم الوضعية والاستعانة بها من أجل بناء دولة موحدَّة التي لن تتم سوى بتوحيد التشريعات التي تساوي وتعدل بين شتى مكونات المجتمع مهما كان عددها، ومهما بلغ حجم كتلة هذا المكون أو ذاك.
من أجل التفتيش عن حل لتلك المعضلة، وإذا رحنا نفتش في ذاكرة الفكر الإنساني وفي تجارب البشرية الحديثة والمعاصرة، فلن نجد حتى الآن من حل آخر غير الاستفادة من الفكر العلماني، وتجارب الدول التي طبَّقت العلمانية. ولأننا لن نلجأ للتفتيش عن مفهوم للعلمانية لأنه كتب الكثير عنها، بل نختصرها بإيجاز أصبح منتشراً، وهي أن العلمانية هي نتاج الفكر السياسي الإنساني الذي يفصل وظيفة رجل الدين عن وظيفة رجل السياسة، أي فصل الدين عن الدولة، بمعنى الاعتراف بالدين من دون إقحامه في الميدان السياسي. وفصل وظيفة رجل السياسة عن وظيفة رجل الدين. وباختصار لكل منهما حقله الذي يعنى بشؤونه. وبما يعنينا الكتابة عنه هنا، وبما تقتضيه أصول الدراسة المعنونة بالبحث عن الديموقراطية، ستقتصر على توضيح العلاقة بين الديموقراطية والعلمانية.
من بديهيات القول، وبعد أن بحثنا عن مفهوم الديموقراطية في ميزان الفكر الديني، ووصلنا إلى نتيجة أن الفكر الديني، بما هو فكر مقدَّس، لا يعترف بالفكر الديموقراطي أكثر من حرية الاجتهاد التي لن تقبل من أي كان إذا لم يكن منتسباً للمؤسسة الدينية، أو إذا لم يكن معترفاً به منها. ففي الدولة الدينية لا مكان للديموقراطية على الإطلاق، لأنه كما يزعم رجال الدين، لا يجوز أن تستوي أحكام الله مع أحكام البشر. ومهما قام رجال الدين أو فقهاؤه بتزويق معنى الشورى أو تجميله، فلا يجوز أن ينوب نصان أو أكثر عن عشرات الآلاف من الأبحاث والدراسات والرؤى الفكرية لمئات السنين. ولأن الديموقراطية نتاج الفكر الوضعي، كيف نراه بمنظار العلمانية ذات النتاج الوضعي أيضاً؟
بنتيجة كل الأبحاث والدراسات وجدنا أن تعسف الفكر الديني أدى إلى إنتاج فكر جديد بعيد عن التعسف والإكراه، وهو الفكر العلماني الوضعي. وإذا كنا نبغي الوصول إلى مبدأ العدالة والمساواة بين كل مكونات المجتمع الدينية بالحقوق والواجبات في تشريعات موحدة، ففي النظام العلماني سنجد الحل. ولكن، المساواة بين مكونات المجتمع الدينية قد لا تحقق المساواة بين طبقات المجتمع. عدالة هنا، واعتداء هناك. وهذه إشكالية من إشكاليات العلاقة بين الديموقراطية والعلمانية. فكيف ننظر إلى تلك العلاقة؟
-أولاً: أصبح من المحتم القول إن الديموقراطية والفكر الديني خطان متوزايان ولن يلتقيا.
-ثانياً: أصبح من الواضح القول إن الديموقراطية والعلمانية خطان يلتقيان في نقاط، وقد يفترقان في نقاط أخرى. وإن نقاط الالتقاء تتلخص بحرية اختيار الشعب للدستور الذي يوحِّد، الذي على أساسه تتم صياغة القوانين والتشريعات التي تخضع لها وترتضيها مكونات المجتمع الدينية على اختلاف مشاربها. وأما نقاط الافتراق فقد تكون ماثلة بعامل تعسف السلطة بحق الطبقات الاجتماعية، ولأن لهذا بحث آخر، نوجز نتائج هذا الجزء من الدراسة بالقول: إذا كان معنى التلازم لغوياً (تلازم الشَّيئان، أي تَعلَّقا تعلُّقاً لا انفكاك فيه)، فإن مفهوم الديموقراطية متلازم مع مفهوم العلمانية، إذ لا وجود لديموقراطية خارج النظام العلماني، إذا غاب هذا النظام تغيب الديموقراطية. وأما إشكاليات العلاقة في الجوانب الأخرى فلن تفسد لتلازمية العلاقة بينهما ودَّاً.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلازم الديموقراطية والعلمانية: الحلقة الثالثة: (3/ 9): المس ...
- الحرية والديموقراطية مفهومان متكاملان ومتلازمان: -الحلقة الث ...
- آراء في المسألتين الديموقراطية والعلمانية: -الحلقة الأولى: ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- مراجعة كتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- من بين حقول أشواك الاستيطان تنبت أزهار شهداء فلسطين
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية الحلقة الرابعة (4/ 4)
- عرض كتاب (تهافت الأصوليات الإمبراطورية) الحلقة الثالثة (3/ 4 ...
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية (الحلقة الثانية (2/ 4)
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية (الحلقة الأولى 1/ 4)
- الطائفية السياسية النظام الذي يفترس أبناءه
- الفكر القومي ثابت جامع لمصالح التعدديات الدينية والعرقية
- في مواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي ...
- في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الش ...
- في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الش ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف الحلقة ا ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف تأصيل تا ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف / تأصيل ...
- نظرة إلى الوضع العربي الراهن من زوايا مختلفة عن المواقف التق ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن خليل غريب - الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية. الحلقة الرابعة: (4/ 9): ثالثاً: الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية