عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 7530 - 2023 / 2 / 22 - 08:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حيث أن العاطفة كسلطة داخلية في تعريفها العام: هي حالة ذهنية كثيفة مسترسلة بشكل عـفوي نحو الجهاز العصبي، بعيدًا عن الجهد والإدراك، وهي أصلًا جزء رئيسي من تكوين الإنسان عندما جُبِلَ عليها بفطرته. وتستدعي إما حالة نفسية إيجابية كالمحبة والعطف والرحمة، وإما سلبية كالبغض والاشمئزاز والانتقام. ويشكل التحول بالتوقف عندها لفترات أطول، جزءًا لا يتجزأ من الشعور العام. وقد تتكون من مجموعة انفعالات متباينة تدور حول موضوع واحد، وقد تثير العاطفة الواحدة أكثر من انفعال. وتعتبر عنصرًا أساسيًّا في عملية اتخاذ قرارات الإنسان وتخطيطه المتعجل في حياته. وعملية التسيد العاطفي، الذي هو تعبير عن انحياز لكوامن الروح والقلب وبما ينضح عنهما، تحت عناوين مختلفة، بالحب والرحمة والكره والتجلد والغلو في سلوك واحد من هذه الجوانب، ليكون مأسورًا بقيودها، وبإدراك مشوه في اتخاذ القرار.
وقد يكون الشخص ميالًا لأن يعتقد أن شيئًا ما، له تأثير عاطفي إيجابي، ويعطيه شعورًا لطيفًا، حتى لو كان هناك دليل على عكس ذلك. أو أن يكون مترددًا في قبول الحقائق الصعبة غير السارة والتي تتسبب له في المعاناة النفسية. ويمكن أن تكون تلك العوامل إما فردية ذاتية، وإما مرتبطة بالعلاقة بين الأشخاص تحت التأثير الجمعي.
وسلطة العاطفة تأتي من تأثير فجوة التعاطف، حيث إن تعامل تأثير فجوة التعاطف يكون مع الأفراد الذين يعانون من صعوبة في تقدير القوة التي لها تأثير دافع لسلوكهم. وخلصت الدراسات إلى أنه عندما يعتقد الشخص أن لديه شعورًا أقوى من ضبط النفس في المواقف، فيكون لديه سيطرة أكبر على دوافعه. كما يميل بعض الأفراد إلى المبالغة في تقدير قدراتهم على ضبط النفس، وخاصة عندما يؤكد البعض عليهم بانهم ذو قدرة عالية على ضبط النفس، فكلما قيل للشخص إن لديه قدرة عالية على ضبط النفس، سيمنحه تحفيزاً اكبر وسيعتقد بذلك، وسيُظهر مستويات أعلى من ممارسة التحكم بالذات.
وما الانحياز أو (التحيز العاطفي) الا وهو تشويه في الإدراك، وارباك في صنع القرار بسبب العوامل العاطفية.
البقية في الحلقة القادمة>>>>>
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟