ح7.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادمتَ متقوقعا على ذاتك لارضاء حاجاتك الانانية!!).

عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 04:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

وكما اسلفنا في مقدمة الحلقة السابقة بعدم أحقية اي انسان يدعي بأنه حرا بشكل مطلق، ومهما كان زعمه بأنه يمتلك زمام حريته وهوالذي يستطيع أن يفعل ويتصرف كما يشاء، فلم يكن ذلك سوى محض افتراء ومغالطة كبرى بحق الواقع الانساني. فكل إنسان بطبيعته سجين في مجتمعه وفي نوازع نفسه الذاتية، ويكون خاضعا مؤتمرا لأدوات نزعتها المتعددة والمختلفة في عملية الانقياد لهذا التسلط ، وقد تكون خارجية أو داخلية، كلها تحاول أن تكبل الإنسان وترتهنه بنفس اسلوب السجن، وتخضعه لعقوبة الجلد في طريقة مخالفته كسلطة حاكمة، بعيدا عن ممارسة حريته بشكل مطلق.
وكما هو الحال في هذا النوع من النزعات الداخلية التي نعبر عنها بمصطلح:
سلطة نزعة الذات: التي تعبر عن الميّل في الاعتماد وبشكل كبير على التمركز حول ما تفصح عنه الذات، لإرضاء الأنا العميقة داخل النفوس. وقد ترتهن تحت هذا العنوان أكثر الظواهرالأخرى في عملية التفكير والسلوك، وباعتماد التهرب من عنصر النقد، أو بالتستر بعناوين مشروعة في عملية الطموح، قبل افتضاح حالة الطمع والغرور والتفرد، وقد يصل الأمر بمثل هؤلاء إلى ممارسة النرجسية بأبشع صورها المجنونة، عندما ينفلت لديهم عِقال الحكمة، متشبثين بحبال الوهم في تسلق عناويين الانتصار، و الزعم بامتلاك الريادة والابتكار والإلهام، والادعاء في حالات معينة الاقتران بالوحي من وراء الطبيعة، أو بامتلاك قدسية العصمة من عدم ارتكاب الخطأ، ترفعا على أصل انتماءهم، غير مكترثين في ركوب عناوين التبرير، والفخر المبطن والغرور. للتسويق على أكبر نسبة من العقول المستهانة وللحصول على المؤازرة والولاء.
وعملية ممارسة وصف الانحياز الأناني أو (الانحياز المتمركز حول الذات ): هو الميّل إلى الاعتماد بشكل كبير على منظور الفرد الشخصي، أو عندما يكون له رأي عن نفسه أعلى من سقف الواقع، نتيجة الاستجابة للحاجة النفسية في إرضاء الأنا.
و باستنتاج المحصلة النهائية، ستؤكد بأن كل الأشخاص الذين يمارسون التمركز حول الذات من أجل ارضاء الأنا ، وبكل العناويين النزعية لديهم سيقعون في اختلال حقيقي وتشرذم داخل الذات بعيدا عن مطابقة العنوان الحر على ذواتهم.
البقية في الحلقة القادمة >>>>>>

#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات