|
قمع الطوارق وفشل الديمقراطية في مالي يفقد رئيسها مكانته الدولية
أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل
الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 10:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ الإطاحة بالرئيس المالي السابق موسى تراوري الذي حكم البلاد منذ 1968-1990 بالحديد والنار وأكمل الخط الفرنسي المرسوم لحكومة مالي ضد الطوارق كان لابد للرئيس المنجدر من السنغالي أن يبرر وجوده في القصر الرئاسي الذي أعتاد المواطنين الماليين رؤية البمبار والملنكي فيه من أمثال موديبو كيتا المنلكني وموسى تراوري البمباري . ولإيجاد مبرر مقبول لإنقلابه ركب موجة مساندة الحركة الطلابية في باماكو التي قادها كمارا وهو الطالب الجامعي الذي إغتالته الشرطة المالية أثناء مظاهرات ضد الرئيس المالي موسى تراوري الذي حبس عن الطلاب منحهم الدراسية 6أشهر متتالية كما فعل مع المدرسين وموظفي الدولة لأنه وكبار مسؤولي نظامه كانو ينهبون المساعدات الدولية المقدمة للحكومة والشعب المالي ويقدمون فواتير كاذبة للمنظمات الدولية ولصندوق النقد الدولي ومنظمات الدعم الدولي الأخرى تبرر النهب المنظم للمال العام وإفقار الشعب. وبعد فشل اتفاقية تمنرست الموقعة بين الحكومة المالية وكل من الحركة الشعبية لتحرير أزواد بقيادة إياد غالي والجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد بقيادة أحمد ولد سيدي محمد الأستاذ الجامعي كانت فرصة ذهبية ليسوق الرئيس الإنقلابي أمادو توماني توري نفسه كزعيم أسود أفريقي معادي للبيض وقادر على الثأر للعبيد والمستعبدين الذين يروجون لفكرة الثأر من البيض على عهود الرق فشن حملته ضد الطوارق والعرب في تمبكتو وأطلق جملة كوكاجي ومعناها بلغة السنغاي التمشيط والإبادة الجماعية فقتل في ليرة وقندام وكيدال ومنكة ونكل بالشيوخ والإطفال والنساء فأرتفعت أسهمه في بورصة السود كزعيم قتل أكبر عدد من البيض. وأصبح امادو توماني توري رمز من رموز الشعب الأسود ليس في مالي فقط بل على صعيد القارة الأفريقية حيث أنجز مالم ينجزه زعيم في تاريخ إفريقيا وهو قتل قرى ومدن للبيض بأكملهاورد للأفارقة الذين بيعوا في أمريكا والعالم العربي الإعتبار حيث قتل من البيض ما أثلج صدور الماليين والأفارقة جميعا وليكمل مسرحيته فبرك مرحلة انتقالية من عام 1990-1992 دامت 18 شهرا حاول خلالها أن يخلي شمال مالي من سكانه البيض العرب والطوارق قام خلالها بإبرام صفقة مع الفا عمر كونار بأن يرشح كوناري للرئاسة ويتقدم بدعم من أمادو توماني توري ويبقى في الرئاسة فترتين رئاسيتين يتلقى فيهما توجيهاته من أمادو توماني توري وفي نفس الوقت يقدم الأخير نفسه كوسيط في الأزمات الدولية ويقربه من العرب "مصر ودول الخليج وليبيا" حتى يتم تسويقه كشريك في الحرب على الإرهاب تمهيدا لجولته القادمة مع الطوارق حتى يجد العرب والغرب معه في مشروعه إزالة البيض من الوجود فسوق منذ عودته للسلطة التي لم يخرج منها قط سوى أنه عاد للواجهة بعدما كان في ظل في زمن الفا عمر كونار. فسوق لكذبة أن للطوارق علاقات مع الإسلاميين الجزائريين ومع القاعدة ليبرر أي مذابح يقوم بها ضدهم وقد أرسلت واشنطن بعثات من المخابرات بل حتى السفيرة الأمريكية السابقة في مالي تنقلت بحرية في مناطق الطوارق دون حراسة فلم تر غير شعب مسكين مكسور الجناح يراد له أن يعيش هامش الحياة لأن ذلك ما تريده حكومة مالي له أن يباد إما بالقتل أو بالإهمال ونسق مع مجلس وزاء الداخلية العرب وضع قوائم لمعارضي مالي ضمن الإرهابيين المطلوبين عربيا وإفريقيا خصوصا ممن ينتقدون مساندة بعض الأنظمة العربية لحكومة مالي في حربها ضد الطوارق والعرب وتصوير الكتاب ودعاة حقوق الإنسان الطوارق على أنهم محركوا الإرهاب ورؤوس الفنتة في المنطقة. وعلى الصعيد الديمقراطي الداخلي وجدت الأحزاب المالية التي رخصت لها الحكومة عقب إقصاء موسى تراوري الذي جعل سياسة الحزب الواحد حزب الشعب المالي هي السياسة المعتمدة في مالي وجدت الأحزاب المالية التي يبلغ عددها أكثر من 65 حزبا سياسيا نفسها أمام سياسة الأمر الواقع جنرال أمادو توماني توري يمسك بخيوط اللعبة الديمقراطية ويسخرها لذاته وللترويج لنفسه على أنه صانع الديمقراطية أزاح نظام الحزب الواحدوجلب التعددية ورحل طواعية عن القصر الرئاسي الذي وصل إليه بانقلاب وعاد إليه رئيسا منتخبا رغم اني كل المراقبين المستقلين للانتخابات المالية عام 2002 شهدوا بأن الفائز الحقيقي هو إبراهيم بوبكر كيتا الرئيس الحالي للبرلمان المالي الذي أرغم على التنازل عن فوزه للحليلولة دون قتال بين السود لأن عليهم أن يوفروا قوتهم لعدوهم المشترك البيض العرب والطوارق. بات الجميع مقتنع أن لا ديمقراطية في مالي هناك جنرال عميل للدول الكبرى فرنسا وواشنطن دفع للسلطة في مالي من أجل الحرب العالمية ضد الإرهاب وله تجربة في سحق شرائح من شعب محسوب على دولته وضع رئيس مالي حاليا كحليف ضد الإرهاب يشبه وضع الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي سمح له بسحق الأكراد بالكيماوي في حلبجة لأنه في نظر الغرب يتصدى لتصدير الثورة الإسلامية في إيران الكذبة التي أطلقها رئيس مالي حول علاقات مزعومة بين الطوارق والإسلاميين هي التي منحته شيك على بياض ليفعل ما يشاء بالطوارق من جهة ويزور الانتخابات ويلعب بالأحزاب السياسية المالية كما يشاء. إن دخول الأمازيغ واليهود على خط التعاطف مع الطوارق وإعتماد ما يحدث للطوارق على أنه معاداة للسامية قد يدفع رئيس مالي للبحث عن مخرج له فالإدارة الأمريكية بدأت تتخلى عنه خوفا من التصويت العقابي لليهود ضد الإدارة والحزب الذي يتورط في دعم رئيس معادي للسامية مثل أمادو توماني توري كما أن أنظمة الإعتدال في العالم العربي وخاصة مصر والمملكة العربية السعودية إذا ما تأكد لها تعاطف اليهود مع الطوارق فإنها قد تنأي بنفسها عن مالي ،يبقى أن الجزائر وليبيا تنظران بقلق لتقريب الرئيس توماني توري منسقية عرب مالي منه ليضرب بها الطوارق في أي مواجهة بين الحكومة والطوارق لأن ذلك قد يشعل فتيل حرب أهلية بين الأمازيغ والعرب في طول المغرب الكبير وعرضه كما أن المغرب يعتبر دوران منسقية عرب مالي في فلك الحكومة المالية تحالف ضمني بين البولساريو وحكومة مالي ضد وحدته الترابية وقد يرمي المغرب بثقله خلف الطوارق ويشجع القصر الملكي مستشاريه اليهود لضرب المصالح المالية داخل فرنسا لأن وحدته الترابية مهددة بدعم عرب مالي وحكومتهم للبولساريو كما تخشى البولساريو نفسها بأن سياسة ضرب الطوارق بالعرب التي تستخدمها مالي قد تؤدي لقيام حلف طوارقي مغربي برعاية البربر المغاربة واليهود يفقد البولساريو أي مؤطئ قدم لها في شمال مالي الذي تستخدمه قواعد خلفية ضد المغرب. دول شمال إفريقيا تشعر بالخطر على أمنها القومي من حلف مالي والعرب ضد الطوارق وما له من آثار سلبية كل الدول المغاربية فالجزائر ترى في ذلك تقوية للإسلاميين ضدها والمغرب يرى فيه تقوية للبولساريو وتهيدي لوحدته الترابية وليبيا ترى فيه ضياع لنفوذها في المنطقة والغرب يرى فيه تحالف بين الزنوج والعرب لمعاداة السامية ودول الإعتدال العربي سترى في ذلك إضرار بمصالحها مع الغرب. لقد أدى فشل الديمقراطية وقمع الطوارق إلى فقدان رئيس مالي مكانته الدولية والإقليمية
#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية الطوارق في معادلة التنافس الفرنسي – الأمريكي بإفريقيا
-
هل يؤدي فشل اتفاق بين مالي والطوارق إلى التعددية الجبهوية وا
...
-
الطوارق في معمعمة البحث عن حلفاء غير الأنظمة العربية
-
الطوارق الرقم الأصعب في المعادلة المغاربية
-
الانقلاب الصحفي
-
وئام الشجعان
-
فشل اتفاق السلام بين مالي والتحالف الديمقراطي من أجل التغيير
-
الشرق الأوسط الجديد
-
11 كارثة كونية ضرب الأقليات باسم مكافحة الإرهاب
-
معاناة كيدال وجرح الطوارق :قائد المقاومة يدعو القوى الكبرى ل
...
-
كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة
...
-
الطوارق وطن بلا حدود وقمع بلا قيود
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|