غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 19:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
_
لقد كان الوطن العربي حتى سنوات قليلة_ كما يقول المفكر الماركسي الراحل فؤاد مرسي_ "مجتمعاً قبلياً أو شبه قبلي، لم تتحول قبائله بعد إلى شعوب تنتمي إلى أوطان قطرية أي لم تنجح بعد في الارتفاع إلى مستوى التوحيد القطري." كما هو حال دويلات الخليج والسعودية واليمن وليبيا وموريتانيا. كذلك فإن معظم الدول العربية_ حتى اللحظة الراهنة ونحن في عام 2023_ لم تتخلص من مرجعياتها الطائفية والمذهبية والتراثية الرجعية والخرافية؛ كما أن معظم بلدان الوطن العربي ما زالت تعيش حالة غير مسبوقة من التبعية والخضوع للامبريالية إلى جانب اعترافها بدولة العدو الإسرائيلي مما أدى إلى تكريس حالة شديدة الخطورة من تعميق التخلف الحداثي يسبب عجزها عن تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمواطنة ؛وعجزها في المعرفة العلمية ؛وعجزها في التقدم الصناعي وعجزها عن تحرير المرأة وتمكينها.
وإذا كانت الأقطار العربية الآن قد طورت اقتصادها على أسس رأسمالية إلاّ أنها ضمن علاقات رأسمالية تابعة ومختلطة مع بقايا الإقطاع والقبائل والعشائر والطوائف، وبالتالي فإنها مازالت مجتمعات رأسمالية مشوهة. بل إن تطورها الرأسمالي لم يصب في مجرى تطوير أسواقها الداخلية المفتتة بقدر ما ربطها أكثر من ذي قبل بالسوق الرأسمالية العالمية. ولذلك _ كما يؤكد د.فؤاد مرسي_ تخلفت عملية تكوين السوق القومية العربية حتى الآن، وتخلفت القضية القومية العربية بأسرها. ولم تعد قضية الهوية العربية مطروحة فقط من منطلق القومية بل أصحبت مطروحة أيضاً من منطلق الدين.
أخيراً لا بد من التأكيد بوضوح شديد: إذا كانت المرحلة الرأسمالية قد فشلت في قيام الأمة العربية الواحدة ؛ فإن هذا الهدف التاريخي لن يتحقق إلا في ظل الإشتراكية.وإن جدلية التطور _بتعبير د. فؤاد مرسي _ سوف تلقي على عاتق الإشتراكية مهمة استكمال بناء الأمة العربية. فهذه المهمة مثلها مثل بقية مهام الثورة الوطنية الديمقراطية العربية قد عجزت الرأسمالية عن إنجازها.
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟