أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً مادمتَ مُرتَهَناً للوهمِ وتتوهُ بالخيال!!)














المزيد.....


ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً مادمتَ مُرتَهَناً للوهمِ وتتوهُ بالخيال!!)


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 10:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ومثلما اسلفنا في مقدمة الحلقة السابقة بعدم أحقية اي انسان يدعي بأنه حرا بشكل مطلق، ومهما كان زعمه بأنه يمتلك زمام حريته وهوالذي يستطيع أن يفعل ويتصرف كما يشاء، فلم يكن ذلك سوى محض افتراء ومغالطة كبرى بحق الواقع الانساني. فكل إنسان بطبيعته سجين في مجتمعه وفي نوازع نفسه الذاتية، ويكون خاضعا، ويأتمر لأدوات نزعتها المتعددة والمختلفة في عملية الانقياد لهذا التسلط ، فقد تكون خارجية أو داخلية، كلها تحاول أن تكبل الإنسان وترتهنه بنفس اسلوب السجن، وتخضعه لعقوبة الجلد في طريقة مخالفته كسلطة حاكمة، بعيدا عن ممارسة حريته بشكل مطلق.
وكما نود هنا من التوقف بأهم محطة في طريق الحقيقة، وتناول إحدى النوازع الداخلية المتعددة و الملازمة للذات في حلها وترحالها و حلمها وسكناتها ، وكل واحدة قد تختلف عن الأخرى، ولكن معطياتها واحدة بالأهمية والخطورة. مرورا باخطر النزعات التي تتمثل في: ( تسلط الوهم والخيال)، الذي يجعل من الإنسان مباحا في طريقة استعباده من الداخل، و تابعا منقادا، وهو يتوجس طريقه كالاعمى الذي ينتظر يد المساعدة للعبور إلى الجهة الأخرى من الطريق.
فنزعة الوهم والخيال: ما هي الا قوة ذاتية ستكون سلبية بدون أدنى شك في معظم حالاتها، إذا لم تستثمر بتحفيز العقل للإبداع وباستفزاز العزائم، وتعتبر من أخطر السقوف المهددة لارتهان إرادة الإنسان، وجعله مكبلًا تحتها بعقل مشوش وعاجز برسم الاتجاهات والأهداف الحقيقية، فمادام يزرع بذور التمنيات في حقول الخيال، فلا يحصد إلا الخرافة والبؤس والاستخفاف بعقله.
عقولنا شاشة تستعرض أغرب الفيديوهات التي يصورها مصور بارع يدعى الخيال، متى صار يصول ويجول في مروج خصبة تتخطى الأفق بالانفلات وراء سرابات الوهم ، وبعد ان صار هذا المصور متقناً لكل الفنون بالإخراج والتقطيع والتأليف، بالمعقول الممزوج احيانا بنسبة كبيرة من اللامعقول في ممارسة نسج الشائعات والأقاويل والأساطير.
اللائي قد تعاد قراءتها من جميع مستويات الفطنة والذكاء والطموح بالتمدد والارتقاء جيلًا بعد آخر، وهم يقتبسون ويقتطعون أو يضيفون إليها حسب العرض والطلب في سوق الأفكار، بقصد تسويقها على طوابير الأغبياء والمغفلين، الذين يجهلون كل شيء، أو يتجاهلون المنطق والحقيقة الدامغة من أجل إرضاء الهوى، والاتفاق على القيام بعملية سك الموروث في قوالب فكرية جاهزة بدون أدنى إجهاد بعملية التفكر والاجتهاد، بعد أن اعتادوا ثقافة الارتهان لواقع السُّبات الطويل. وكما حصل بفرض الهيبة والاحترام لحد التقديس لرموز قد تكون وهميه وجعلها خالدة في اذهان الناس.
وبعد ان مورست على الصّعيد المجتمعي فنون الخداع والوهم بأسم الدين والتقاليد، لتنهل منها العقول التي ألغت دورها وهويتها من رحيق الخدَر اللذيذ، وهم المغيبين في نعيم الوهم الأبدي.
وقد حرصت اكثر المنظومات العاملة في هذا الاتجاه، ومنذ القدم على صناعة وترسيخ هذه الثقافة في تجاويف الوجدان والخيال، من خلال تسويق الأدبيات المفعمة بثقافة الغيبيات والروحانيات، لتحصد غلة محصولها من العقل الجمعي، بشكل متهافت ومستفز بهيمنته الغريبة على طبيعة النسق القيمي والسلوكي.. ويمكننا وصف الوهم: بأنه طائر حر يصول ويجول ويحط في أرجاء مروج الخيال الواسع، وهو الذي لا يعترف بحدود المكان والجغرافيا، ولا بمحدودية الزمان عبر الأجيال.
وما وهم الخيال الا صناعة متكاملة يسوّقها العقل البشري على نفسه ابتداءاً، ومن ثم السعي بتروّيجها بين أكثر عدد ممكن من حوله، لتطمئن القلوب وتخلد في حشرها مجتمعة، وليكون لها أنسةً وعيدًا.
البقية في الحلقة القادمة >>>>>>



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ح4.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! الإنسان الحر ليس حراً ...
- ح٣.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! اعتماد تاريخ صنا ...
- ح٢ شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! .. لا حرية ولا حيا ...
- ح١.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!
- بانوراما تسييس العقائد بين التكتيك والستراتيجيه لبلوغ الغاية ...
- هل سفينة نوح والطوفان تزييف آخر للتاريخ؟!!
- حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!
- حزام العفةِ بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- ج٣.. المبحث الثالث.. مسلّمات عقلية في الاستنتاج يوم اس ...
- (ج٢) كذبو علينا.. آدم ليس بأبي البشر!!
- كذبوا علينا..آدم ليس بأبي البشر!!
- لأننا لِسنا أحرار..سبع مسائل إنسانية تبحث عن إجابة !!
- جراديغ بغداد عبر حقبتين، بين التسلية البريئة وممارسة الرذيلة ...
- اسباب وعلل تصحر النقد الجاد، وافول نجم النقّاد!!
- هل كل من أكل سمك الجِرّي.. من الامام علي متبري؟؟!!
- حزام العفة بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- مجرد هلوسة خواطر في زمن الاحباط والانحطاط!!
- المرأة محتاجه الي دفعه قويه من الرجل وحسب تقارير منظمة العمل ...
- شمهوده تحذركم بليلة الانتخابات..إياكم والسياسي ولو كان نبيا! ...
- الفكر الشيوعي وجدلية التغيير المدني في مظهر حياة المرأة داخل ...


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً مادمتَ مُرتَهَناً للوهمِ وتتوهُ بالخيال!!)