صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 13:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعد هيئة الاتصالات في العراق من الهيئات الرجعية والمتخلفة جدا، فهي أحد اهم أذرع سلطة الإسلام السياسي، انها بمثابة "محكمة تفتيش"، خصوصا بعد تسلم الجزء الأشد تطرفا من سلطة الإسلاميين "الإطار التنسيقي"للحكم، هي اليوم تشرع القوانين الأكثر تشددا، حتى تضيق الخناق على منتقدي سلطتها، وقد دشنت حملتها بما أطلقت عليه تسمية "المحتوى الهابط"، وبالتعاون مع القضاء المتخلف، بقيادة الإسلامي الرجعي "فايق زيدان"، وصبي الداخلية، الجاهل والامي "سعد معن".
من المعروف ان "المحتوى الهابط" هو صناعة سلطة الإسلاميين، أي انه عمل سياسي بامتياز، تمت مراكمته لسنوات، أرادوا منه تبرير سن قوانين تجيز لهم اعتقال وسجن من يرونه "محرضا عليهم او منتقدا لسياساتهم"، هذا من جانب؛ ومن جانب أخر هم يمرون بأزمة مصيرية، فوجودهم وبقائهم في السلطة جدا مهدد، هناك فصيل مسلح كبير تم اقصاؤه، وهو يشعر بالامتهان، كونه افلس من الكعكة، لهذا فأن خياراته مفتوحة؛ ثم هناك غلاء معيشي حاد، نتيجة لعبة صعود الدولار؛ وهناك أيضا احتجاجات العقود والمعطلين عن العمل، وفوق كل هذا فأن الصراع الأمريكي-الإيراني يتفاعل اكثر واكثر، بالتالي فأن حملة "المحتوى الهابط" هي للفت الأنظار عما يمرون به من ازمة.
زياد العجيلي، رئيس مرصد الحريات الصحفية في العراق، وصف قانون هيئة الاتصالات ب "اللائحة العقابية"، وقال يبدو ان "عقوبات صدام حسين وحدها لا تكفي"، فالمطلع على هذا القانون يشعر بالخوف والهلع، هو بالحقيقة استكمال لمشروع "دولة دينية ديكتاتورية"، اثنان وثلاثين صفحة سوداء، هي مجموع صفحات هذا القانون الرجعي، تشتمل على ست وثلاثين مادة عقابية، على كل من يتجرأ وينتقد السلطة الإسلامية.
القضية ليست "محتوى هابط" فهذه سخافة، والقضية ليست ب "اهازيج العنود"، ولا بمشاهد "ايناس وتيسير وهمسة وبنين وعسل وام فهد ورزان وسارة وعبود سكيبه وحسن صجمة وسعدون الساعدي وعلي الشريفي"، هؤلاء ليسوا بذلك التأثير على المجتمع، هؤلاء كانوا البوابة لعمليات قمع قادمة، بوابة لإسكات الأصوات المنتقدة لهم، والتي تفضح نهبهم وسرقاتهم وتدميرهم للبلد، وذيليتهم وتبعيتهم وخضوعهم للدول الاخرى.
هيئة الاتصالات، الذراع الإعلامي لسلطة الإسلام السياسي، لم تكلف نفسها عناء محاسبة شركات الاتصال، والتي تقدم أردأ خدمات اتصال، من هاتف الى انترنت، وبمبالغ خيالية جدا؛ هيئة الاتصالات وبقيادتها الظلامية تنقض على كل إذاعة ووسيلة اعلام تحررية؛ هيئة الاتصالات تستنفر كل طاقاتها في أيام الطقوس الدينية، حتى تساهم بنشر الرجعية والتخلف؛ هيئة الاتصالات المتخمة بعمليات الفساد والرشوة لا تريد احد ينتقدها؛ انه عصر "محاكم التفتيش الإسلامية".
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟