كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 10:31
المحور:
سيرة ذاتية
نلتصق منذ طفولتنا بأوطاننا، التي ننتمي إليها مثلما ننتمي إلى أمهاتنا. قد نضطر إلى مغادرتها لبضعة أيام لكن أرواحنا تبقى مغروسة فيها، فالوطن أجمل قصيدة حب محفوظة في ذاكرة أعمارنا. وطني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ. نازَعَتني إِلَيهِ في الخلدِ نَفسي. .
ولكن ماذا لو كانت الوخزات كلها تنهال عليك من أبناء وطنك في العراق، ومن أبناء جلدتك في العراق، ومن الذين نشأت وترعرعت وتعلمت وعملت معهم في العراق ؟. وماذا لو اكتشفت متأخرا ان المتنفذين في العراق لا يريدونك، ولا يستسيغون وجودك بينهم ؟، وماذا لو اكتشفت ان الذي ينتقدك فاشل، والذي يحاربك حاقد، والذي يطاردك جاهل، والذي يسعى لتشويه صورتك مرتزق، حتى لم يعد لديك أي مسوغ لإلقاء اللوم على الغرباء، فالمقربون منك فعلوا الأسوأ ؟. فما بالك لو علمت ان معظم الذين عملت معهم لا يتذكرون تضحياتك من أجلهم، بل يتذكرون ما لم تستطع القيام به لتحقيق تطلعاتهم الانتهازية. لا شك انك فقدتهم الآن وإلى الأبد، ليس لأنهم ماتوا، بل ماتت أرواحهم الوطنية. .
من هوان الدنيا ان ترى أصحاب القرار في العراق يميلون لتصديق الكاذب، وتكذيب الصادق، ويأتمنون الخائن، ويخونون الأمين، ويعطون قيمة لمن لا قيمة له، ويختارون الغشاش والمراوغ والمتزلف والأحمق ليضعونه في أرقى المناصب، ويرفعونه إلى أعلى المراتب ؟. .
اقوى مشاعر الإحباط والخذلان تشعر بها عندما ترى نفسك مضطهداً ومظلوماً ومستهدفاً ومعزولاً، وتتعرض للتعسف السياسي، وتطاردك مضخاتهم الإعلامية دونما ذنب. .
قال لي أحدهم ناصحاً: السمكة التي تغلق فمها لن يصيدها أحد، أحذر فهناك من يتصيد أخطاءك. .
فقلت له: كلامك يعني ان العراق تحوّل إلى غابة غير صالحة للعيش. .
ويا أهل يثربَ لا مُقام لكم بها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟