أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حمزة رستناوي - مقالة على هامش الزلزال!














المزيد.....


مقالة على هامش الزلزال!


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 04:47
المحور: المجتمع المدني
    


أولا- في حضرة الفجيعة والمُصاب الجَّلل لا يستقيم سوى التعاطف مع الضحايا ومدّ يد المساعدة للمتضررين قدر المُمكن والمُستطاع. في الساعات والأيام الأولى ينبغي تجنّب الخطاب العقلاني- العلمي المحايد الذي يمكن تأجيل الخوض فيه لاحقا، كما ينبغي الابتعاد عن السجالات والمُهاترات ذات الخلفية القومية أو الدينية أو السياسية أو المناطقية احتراما لآلام الضحايا والمُصاب الجلل، ومن يتورط في هكذا سجالات أو يجد في كارثة الزلزال فرصة للفخر بالنفس والانتقاص من الآخر المُختلف عنه مناطقيا أو قوميا أو دينيا هو انسان منغلق الذهن سيء الخلق...ولا يليق.

ثانيا- لنتوقف عند خبر (عشائر دير الزور ترسل قافلة كبيرة من المساعدات) للمتضررين من الزلزال في إدلب، وقد كتبت كل عشيرة إسمها على الشاحنة ضمن القافلة، بالتأكيد هذا فعل خير وتضامن حقيقي يُشكر المساهمين به، بالمقابل لنفكر بشخص من سكان دير الزور دونما نسب عشائري كبير! لنفكّر في شخص يكتب تعليقا على الفيسبوك ( نحنا الشوايا في الرقة ودير الزور أهل الكرم والنخوة، خبّرونا عن الشوام !). إنّ فعل الخير جميل ورائع ولكن تعديل التسميات والنوايا يجعله أجمل وأعدل.. وكذلك التواضع وعدم استثمار الحدث للتنابذ والتنافخ يجعله أجود.

لنتوقف عند الموقف التالي: سلطة ذات إيديولوجيا قومية كردية سواء في كردستان العراق أو سلطة قسد بقوم بإرسال مساعدات للمتضررين وتشترط توزيعها في عفرين وجنديرس حيث تقطن غالبية كردية. بداية مجرد فعل المساعدة هو إيجابي فالأولوية هنا للإغاثة، وهو عمل بطولي شهم بالمعنى القومي الفئوي للجماعة الكردية، ولكنه بالتأكيد أقلّ من ذلك بالمعنى الانساني العام أو بالمعنى المؤسس لوطنية سورية جامعة ما تزال متعثّرة!

ثالثا- الزلازل هي ظواهر طبيعية لها أسبابها الجيولوجية، وهي ليس انتقاما وغضبا من الله وهي ليست اختبارا أو ابتلاء للمسلمين، بدليل كونها تحدث بغض النظر عن دين وعقيدة السكان المُتضررين.. وتشير الدراسات إلى وجود نشاط زلزالي حتّى في كوكب المريخ . هناك رجال دين يهود متعصبين فسروا الزلزال بكونه عقاب إلهي من الله على المسلمين ( الكفار حسب اعتقادهم)! حيث شبّه الحاخام الإسرائيلي شموئيل الياهو زلزال تركيا وسوريا (بغرق المصريين في البحر) وفق الرواية التوراتية وقال إن ( الكارثة عدالة إلهية) . لنتذكّر قبل أسبوعين تقريبا قام متطرف سويدي بحرق القرآن الكريم علنا وكان موقف الحكومة التركية هو الأشد تنديدا بهذا الفعل المُدان. وفق منطق غالب مشايخ المسلمين يجب أن يحدث الزلزال المُدمر في السويد وليس في تركيا والشعب(المسلم على مذهب أهل السنة والجماعة) القاطن في شمال سوريا!

رابعا- التفكير العلمي القائم على فهم السنن الكونية وقوانين الاجتماع الانساني يقارب موضوع الزلزال من منطق وقائي ومنطق علاجي. يتجلى المنطق الوقائي في وضع قوانين صارمة لهندسنه وتشييد البناء المقاوم للزلازل، وكذلك في وجود منظومة إدارية- سياسية جاهز للتعامل مع الكوارث الطبيعية بفعالية وكفاءة. الدول الاستبدادية المنخورة بالفساد كسوريا الأسد غير قادر على التعامل مع هكذا طوارئ وهي غير مُهتمة أصلا بموضوع الزلزال إلا ضمن حسابات معيّنة ليست الاعتبارات الانسانية ضمن أولوياتها.

خامسا- يمكن اعتبار الزلزال الصُدفة الذي ضرب شمال سوريا وتركيا بمثابة سلاح طبيعي مُسخّر لخدمة السلطة الأسدية في حربها على الانسانية والشعب السوري. لقد قامت هذه السلطة بتهجير غالب المتضررين من الزلزال من مساكنهم، وقد سعت هذه السلطة وطيلة 12 سنة لقتل وإذلال السوريين المعارضين لها ابتداء بالبراميل المتفجرة وصواريخ السكود والأسلحة الكيماوية والموت تحت التعذيب في المعتقلات! لو كان الأسد يملك قنبلة نووية، منطق السلطة التي يديرها يقول بأنه سوف يستخدمها في حربه، في حال أمن العقاب من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية! لنتساءل أليست مفاعيل الزلزال تساوي مفاعيل قنبلة نووية؟! لم يبدي الرئيس الأسد تعاطفا حقيقيا مع الضحايا ولم تقدّم مؤسسات الدولة ما يمكن أن تقوم به الدول في هكذا كوارث وأحداث! تم إغلاق المعابر باتجاه المناطق المنكوبة وتمت سرقة المساعدات الأممية على نطاق واسع وحجبها عن ضحايا الزلزال! هكذا سلوك ينبغي تفسيره كاستمرار للحرب بالأصالة والوكالة بما يخدم كل شيء عدا السوريين وحلمهم المشروع في إقامة دولة حديثة قوامها المواطنة المتساوية واحترام حقوق الانسان.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسماعيليون ، خرافة عبادة الفرج والصورة النمطية
- على هامش إسلام بلا معجزات، تعقيبا على أحمد الشمام.
- فداك أبي وأمي يا رسول الله ؟! عن سلمان رشدي
- فلم الخيمة 56 وأسئلة الثقافة الزائفة!
- عن مجزرة حي التضامن ولعنة الطائفية
- موفق زريق تعقيبا (على اسلام بلا معجزات) هل يمكن دراسة الدين ...
- أحمد الرمح تعقيبا على ( نحو إسلام بلا معجزات)
- المَظلوميّات ! حوار أعرج على تخوم الطائفية
- عن الاسلاموفوبيا وجريمة دهس لندن/ أنتاريو
- ليس انتصارا وليس هزيمة!
- فلسطين والنضال اللا-عنفي.. والصديق خضر قاسم.
- عن السيارات والاسلام وحوار -غير ودّي - مع فواز تللو
- حول الإله الشخصي ورسالة من السيدة الفاضلة
- تسع ملاحظات عن الاسلام و جريمة قتل الأستاذ الفرنسي
- عن حرق القرآن الكريم والقداسة والاحتجاجات
- عن العلويين وأحمد كامل وقلع العيون!
- مقالة في العيد، مناسبات للفرح ولكن!
- عن كورونا والاعجاز العلمي عند كونفوشيوس!
- من الطاعون إلى وباء كورونا.. مفاصل في تاريخ البشرية
- هل كورونا جند من جنود الله ؟


المزيد.....




- السلطات اليمنية:ماتتعرض له الموانئ منذ 2015 جرائم حرب كبرى ل ...
- العفو الدولية تندد بقصف حزب الله للمدنيين في إسرائيل!
- محكمة موسكو تصدر حكما غيابيا باعتقال عميل الأمن الأوكراني لن ...
- إدانة 25 باكستانيا احتجوا على اعتقال عمران خان
- إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
- عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حمزة رستناوي - مقالة على هامش الزلزال!