سلسلة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب (2)

توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 01:21
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

#كمن_له_سلطان

ربما يعارضني البعض قائلين من وضعك على كرسي سلطة لتحكم على علم مثل الطب النفسي...؟

وهنا استشهد بقول الكتاب المقدس "وكان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة)... وهنا اتجاهان في الوعظ والتعليم...

١ إتجاه الكتبة... وهو ترديد عظات من الكتاب المقدس بلا اختبار ولا حتى دراسة...
٢ إتجاه "كمن له سلطان" ولي هنا وقفة...

سلطان في اللغة الإنجليزية تدعى Authority وهي ما تم ترجمته في الأوساط والأروقة الأدبية والعلمية "ثقة" وجمعها "ثقات" وهي تعني لغويا ان يوثق في علمه وكلامه من العامة ويعتبر مرجعا بشريا يرجع إليه من قبل العامة...
وأنا أرى أن هناك ثلاث أنواع من الثقات Authorities

١ الثقة الإكاديمية الممنوحة من جامعة أو معهد علمي وغالبا الثقة هو من تربع على قمة "كرسي" في مجال علمي أو أدبي في الجامعة وهو بالطبع حائز على شهادات من الجامعة تفوق درجة الدكتوراة...

ولكن ألم نرى الفساد استشرى في هذا المجال... فهناك من يشترون الدرجات العلمية... وهناك من يؤجرون باحثين لكتابة أوراقهم العلمية وهم لا يفقهون أي شيء... ونجدهم أساتذة في الجامعات...! لن يخفى هذا عمن درسوا في أي جامعة انك ستجد ثمة من الحائزين على الدكتوراة جهلة فعليا حتى في مجالهم! وهناك دون مجاراة الحديث من وصلوا لوظائف عامة والجهل والعبط يقطر من شفاهم... وهذا ما عانينا منه مع الرئيس السابق وقد كان رئيس قسم في إحدى الجامعات... !!!!

وهذا ما يجعل الثقات الاكاديميون لا يستحقون الثقة التي نمنحها لهم للحكم على حياتنا...

٢ الثقة المستمدة من الخبرة Experience سواء من قراءة للغير عن أمور معينة دون اختبارها... أو رؤيتها رؤى العيان دون الحصول على الشهادات الأكاديمية التي تشهد بذلك ولكن صاحب الخبرة ربما لم يختبر ما ينادي به من علم أو أدب... ويفضله الكثير من الناس البسطاء فهو " أسطى" في حرفة... و "معلم" في تجارة... ورائد أعمال Entrepreneur في عمل ما Business ويتعلم منه الكثيرين... فهم أهل الثقافة!

ولكني أنتقد هؤلاء الثقات في إنهم " لم يختبروا أو يجتازوا أو يجربوا علومهم أو أدابهم... فهم مجرد أفواه فقط ولا يمكن للبيب أن يسلمهم مصير حياتهم...

٣ الثقة المستمدة من التجربة وهي أن يجتاز الشخص ويعيش فيما ينادي به عن اختبار وعن علم وعن تجربة... عندما تعيش في أمر ما، وليس أن تدرسه من فوق أكاديميا، أو أن تتثقف فيه في حياة الناس الأخرين وتتكون لديك خبرة دون تجربة، ودون إحساس، ودون شعور بمن يجتازوا أمور بعينها...

وهنا أؤكد أن هؤلاء الثقات هم أضمن الناس علما وتأهيل حتى ولو كانوا دون شهادات جامعية ودون ثقافة بل يمكنك الاستفادة العملية منهم حتى ولو كانوا بسطاء " عاميان وعديما العلم" كيوحنا الحبيب وبطرس الرسول لكن تجاربهم في الحياة الروحية والحياة مع المسيح عن تجربة وعيان "لمسته أيدينا" وحسية تجعلهم يتربعون على قمة الهرم الثقوي وترجع لهم "كمن لهم سلطان" فقط أقرأ خماسية يوحنا الرسول ( إنجيل يوحنا والثلاث رسائل المسماة باسمه ورؤيا يوحنا) ورسائل بطرس الرسول وعظته في يوم الخمسين... للتأكد إنهم ليسوا جهلة... وإن حكمت الجامعات الحالية على علمهم لمنحتهم عدة درجات دكتوراة بالمفهوم الحديث للعلم الأكاديمي... فلم يكن هناك سلطات جامعية أكاديمية في القرن الأول الميلادي...

وهنا أرجع للعنوان هذه السلسلة وهذه الخدمة التي بادرت بها وأتمنى أن ينضم لي من له إختبار ليشاركوني في هذه الخدمة للخدمة بحياتهم واختباراتهم حتى ولو كانوا عاشوا قصة تتلخص في عبارات بسيطة فهي أوقع أثرا من قراءة كتب عديدة (أصحاب الثقافة والخبرة) أو الرجوع لأساتذة في هذا المجال ( أصحاب السلطة الأكاديمية)

بإختصار لن يشعر بك سوى من إجتاز آلامك ويعرف بداية ونهاية الطريق... لن تستفاد سوى منهم...

من تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين (هذا مبدأ كتابي صاغه رب المجد والوجود الرب يسوع عن نفسه) ولكن بالطبع هو مبدأ يجب أن ينطبق على كل شيء في حياة الناس... (أسأل مجرب ولا تسأل طبيب)....

الشكر والمجد والسجود لرب الوجود وضابط الكل الرب يسوع المسيح المعلم العظيم...

#خدمة_أسأل_مجرب_ولا_تسأل_طبيب_للمجربين

#توماس_برنابا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات