أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أسماء عيسى سلامه - الوقاية لا التحليل














المزيد.....

الوقاية لا التحليل


أسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 16:34
المحور: حقوق الانسان
    


في أعقاب الكارثة التي تسبب بها الزلزال الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، بدأت التصريحات المختلفة، هناك من قال أنه تم التوقع بحدوث الزلزال من قبل خبراء وحتى عرافين، وتم تحديد المكان وقوة الزلزال بدقة كبيرة، وهناك من بدأ بالحديث عن آلية عمل الزلازل ومدى تأثيرها حسب قوتها، والتغييرات التي تحدثها في القشرة الأرضية وما عليها، وفي طبقات الأرض أيضا، وهناك من لمّح إلى إمكانية أن يكون الزلزال مفتعلا ( بفعل فاعل) والحديث عن مخططات خفية للسيطرة على العالم وتقليل عدد السكان، والإضرار ببعض الدول اقتصاديا وربما إزالتها عن الوجود. وهناك من تناول الهزات الارتدادية التي تبعت الزلزال في مناطق مختلفة، والزلازل الخفيفة التي ضربت مناطق أخرى كفلسطين الحبية والجزائر مثلا، وبدء التكهن بوقوع زلزال مدمر جديد في مناطق أخرى.
مهما كانت أسباب الزلزال الحالي والزلازل القادمة، فإن السيطرة عليها غير ممكنة، سواء كانت طبيعية أو مفتعلة، ستقع الكارثة بكل الأحوال، وسيكون هناك دمار وضحايا، مهما قيل قبلها أو بعدها، هذا لن يغير في الواقع شيئا، الأمر المهم الذي على الجميع الحديث عنه الآن والتركيز عليه هو الاستعداد المسبق للزلازل والعمل على محاولة الحد من تأثيرها، وتقليل عدد الخسائر والضحايا قدر الإمكان. فليس خفيا على أحد أن المباني تفاوتت في درجة تضررها من الزلزال، هناك ما لحقه دمار كلي، وسوّي بالأرض، وهناك ما انهار بشكل جزئي، ومبان أخرى صمدت في وجه الزلزال رغم شدته، في حين تشققت مبان أخرى.
هذه المباني على اختلاف درجة تأثرها بالزلزال لا بد من دراستها دراسة معمقة، للوقوف على أسباب هذه الدرجة من التاثر، لاستخلاص الدروس والعمل على مراعاة معايير عالية في تشييد المباني في المستقبل، خاصة في المناطق التي تعرف بأنها مناطق نشطة زلزالياً.
من هنا تقع المسؤولية الآن على الخبراء في الهندسة وتصميم المباني، لوضع بروتوكولات التصميم والتنفيذ المناسبة التي قد تساعد بطريقة فعالة في تقليل الخسائر المادية وبالتالي الضحايا إذا ما ضرب زلزال ما المنطقة. والتركيز على إلزامية التقيد بهذه المعايير وتشديد المراقبة على ذلك، خاصة حين يتعلق الأمر بالمباني ذات الطوابق التي يكون حجم الخسائر إن انهارت هائلا. وهي المباني التي توجه الكثيرون لها في السنوات الأخيرة بسبب التزايد السكاني وانحصار الأراضي المخصصة للبناء في التجمعات السكنية الكبيرة (المدن).
بداية من دراسة الأرض وطبيعتها، إن كانت رملية أو طينية أو صخرية، ومن ثم الأساسات التي تقوم عليها هذه المباني ومن ثم طريقة تصميم هذه المباني وتنفيذها.
مع ضرورة اجراء مسح ميداني في كل قرية ومدينة وموقع لمعرفة الحالة الانشائية للمباني القائمة التي تزيد عن ثلاثة طوابق واتخاذ قرار بخصوص عمليات وقايتها وتدعيمها للحد من مخاطر الزلازل عليها.
ومسألة الملاحقة القانونية لكل من يصمم او ينفذ تصميما لا يتضمن اعتبارات الزلازل من ملاك عقارات ومطورين ومهندسي التصميم والاشراف والمقاولين كل بدرجة مسؤوليته بما يعرف قانونا ب "غُرم المسؤولية".
لن يستطيع أحد إعادة الضحايا للحياة، ولا إعادة البيوت التي ضاعت مع انهيارها الذكريات، وفقدت المقتنيات، ولكن بالإمكان المساعدة في منع المزيد من الضحايا وتجنب الحزن والويلات، ولا مجال للتواني أو التخاذل في ذلك كله.



#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي المونديال
- مونديال قطر 2022..حقائق لا نقاط
- هواجس من المعركة


المزيد.....




- الجزائر تؤكد ضرورة تفعيل القرار 2730 لحماية المدنيين وعمال ا ...
- منظمات دولية في موقف محرج بعد كشف الأمن الليبي تورطها في قضا ...
- مجلس حقوق الإنسان يدين استئناف إسرائيل الحرب ويطالبها بمنع و ...
- طبيب شرعي: الاحتلال أعدم عمال إغاثة فلسطينيين ميدانيا
- ميانمار تعلن وقف إطلاق النار لتسهيل جهود الإغاثة من الزلزال ...
- ليبيا ـ تعليق عمل منظمات إنسانية بدعوى ممارسة أنشطة -عدائية- ...
- مجلس حقوق الإنسان الأممي يصادق على قرار حول تحقيق المحاسبة و ...
- الأونروا تدين استهداف عيادتها بجباليا: كانت تضم 160 عائلة فل ...
- نتنياهو يزور المجر غدا في تحد لمذكرة اعتقال الجنائية الدولية ...
- العفو الدولية: مذابح الساحل السوري جرائم حرب إرتكبتها مليشيا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أسماء عيسى سلامه - الوقاية لا التحليل