أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - وقفات مع الرفيق الحركي والثائر السناري الضالع أحمد يحى -حنفلة-(2)














المزيد.....

وقفات مع الرفيق الحركي والثائر السناري الضالع أحمد يحى -حنفلة-(2)


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 13:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


للمرة الثانية، وليست الأخيرة؛ وبعد مرور ثلاثة أيام علي رحيل الرفيق أحمد يحى "حنفلة" نعود لمطالعة الصحائف التاريخية للتذود بما فيها من نفائس العِبّر والحِكم، وهنا نقرأ من جديد صفحة رفيقنا وصديقنا المناضل السناري الضليع والسياسي الرفيع أحمد يحى "حنفلة"، والذي غادر عالمنا كما الأجداد والأباء، وهو في ريعان الشباب، ونحن اليوم نمر علي بعض المحطات التاريخية التي جمعتنا في تلك الحياة القصير؛ ومحطات حنفلة السياسية والثورية والإنسانية لا يمكن حصرها بصياغة الكلمات الإستذكارية لتأريخ مشاهد من سيرته ومسيرته؛ فهو مناضل فذ خاض معارك كبرى للتحرير والتغيير مع الشباب والنساء بغية بناء دولة السلام والمواطنة المتساوية؛ ففي مشواره السياسية والثوري الكثير من الملاحم الملهمة والعِبّر المؤثرة، وكان ممن دخلوا ميادين النضال عن طريق الحركة الشعبية، وخرج من باب الحياة عزيز النفس وشامخ الهمة وعالٍ الكعب وطويل الباع، وقد شارك بقوة وحماس في إشعال الشرارة الأولى لثورة ديسمبر المجبدة، وكان ممن حرروا شهادة ميلادها الخالدة علي أرض ولاية سنار مع مئات الشباب والشابات الذين صنعوا وصاغوا لحظة أعظم ثورة سودانوية أدت لإحداث التغيير والتحرر وفتحت طريق الديمقراطية والسلام والعدالة، وكانت لوحة حُلم بديعة ورائعة نقشها كافة المناضليين والمناضلات وبينهم الرفيق الباسل أحمد حنفلة مع هذا الجيل الصامد والجسور.

في ذاكرتي والكثير من الرفاق مشهد بطولي راسخ كان بطله الرفيق أحمد حنفلة حينما إستبسل أمام وابل من الهروات التي أطلقها علينا جنود من الأجهزة الأمنية في العام 2009م داخل مقر الحركة الشعبية بمدينة سنجة فيما عرف آنذاك بمظاهرات "الإثنين الأسود" التي نظمتها الحركة الشعبية قبل إنفصال جنوب السودان مع حلفائها في القوى الوطنية التي تناهض القوانيين المقيدة للحريات والحقوق المدنية، وفي ذلك اليوم التاريخي لفت إنتباهي ما قدم الرفيق أحمد يحى من مشاهد بطولية دفاعاً عن الرفيقات الصامدات في الصفوف الأمامية، واللائي كن يهتفن بأصوات عالية في مواجهة قنابل الغاز المسيل للدموع، وكان حنفلة حينها يخاطب الجميع بلسان المناضل الذي لا يهاب الموت في الدفاع عن رفاقه ومشروعه الفكري والسياسي، ولا يبالي بشيئ، وكانت تلك أول مظاهرة سياسية أعايشها بطابعها العنيف الذي جسد إستكبار النظام الإنقاذي في صورة تجلت فيها كل معانٍ الإستبداد، وقد أصيب في ذلك اليوم عدد كبير ممن شاركوا مخاطبة الجماهير من داخل دار الحركة الشعبية بسنجة الفتية.

في العام 2014م، كانت الحرب في أشد أعوامها، والمعتقلات تضج بعدد كبير من المناضليين، والنطق باسم الحركة الشعبية أو إظهار الإنتماء لها يمثّل أكبر جريمة في قانون النظام الإسلاموعسكري، وكنا حينها نمارس العمل السياسي والثوري في الخفاء بما يسميه بعض الرفاق وقتئذن "الكفاح السري"، ونعلم المخاطر التي قد نواجهها حال إكتشاف تحركاتنا في هذا الإتجاه إلا أننا نقوم بذلك عندما يتقدمنا أحمد حنفلة والرفاق الذين لم يركنوا للخوف ولم يبدلوا مواقفهم، وأذكر إجتماعًا سريًا عقد لمناقشة الراهن السياسي بترتيب من الرفيق حنفلة وعدد من المناضليين، وداهم موقع الإجتماع بسنجة أفراد من جهاز الأمن قبل ساعة الصفر المحددة "عندهم وعندنا"، ولحسن الحظ كان عددهم لا يتجاوز الـ(4) أفراد، وفي ذلك اليوم رأيت مجددًا مقاومة الرفيق أحمد حنفلة للدفاع عن المشروع والرفاق وإخراجهم من مخارج يعرفها بنفسه دون أن يبالي بما قد يلحق به إذا تم القبض عليه، وخرجنا بسلام وأصيب الرفيق أحمد حنفلة بضربات في أماكن متفرقة من جسمه، وهذا المشهد ومشاهد آخرى ظلت عالقة كالرماح في ذهني ومخيلتي، وأخر تظاهرة سياسية جمعتنا معاً كانت في العام 2021م أمام بوابة الأمانة العامة لحكومة ولاية سنار، ونعجز اليوم عن وصف شخصية رفيق ضحى بحياته كثيرًا لرفعة رايات السلام والديمقراطية ودفاعاً عن رفاقه وتحصينهم من أي سوء قد يطالهم بينما هم جميعاً يعملون في خندق واحد، وإن كانت أعمالهم تلك عندهم نضالاً في سبيل وطنهم وأفكارهم التي يؤمنون بها، وفي تقدير الخصم المستد انها من الجرائم؛ فقد إرتكبوها سوياً بايمان، ولكن الرفيق حنفلة كان في إستعداد لتصدر المشهد والدفاع عن الجميع وتحمل المسؤلية عن غيره، وأعتقد أن الوفاء للرفقة وروح الفدائية في شخصية حنفلة كلها جعلته قائدًا فذًا ورمزًا صالحًا للتطبع بصفاته في كل زمان ومكان، ويبقى حبه في قلوبنا وذكراه في عقولنا حتى الممات.

15 فبراير - 2023م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفــات مع الرفيـق الحركــي والثائــر السنـاري الضالـع أحمـد ...
- الحركة الشعبية: تنفي متابعة القائد مالك عقار ورشة القاهرة من ...
- قيادات سياسية وعسكرية بشرق دارفور تعود للحركة الشعبية - الجب ...
- تعليقاً علي رسالة القائد مالك عقار بعنوان ما بين الواقع والح ...
- إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم
- القائد مالك عقار بعيون شعبهِ ومشاهد من ذاكرة رحلة أولو
- ظاهرة الرفيق كرموش
- الحركة الشعبية: أحداث العنف بولاية جنوب كردفان
- الحركة الشعبية: بيان صحفي للمتحدث الرسمي
- الحركـة الشعبية - تصريح صحفـي
- تأملات ما قبل المرحلة الثانية للحوار السوداني
- تخريج الدفعة الأولى من الشرطة النسائية في مسار المنطقتيين ضم ...
- المكاشفة بداية الطريق نحو التغيير
- الحركة الشعبية: بيان صحفي
- الحركة الشعبية: إيضاح صحفي حول تقرير صحيفة اليوم التالي
- الحركة الشعبية تستنكر أحداث بليل وتطالب بلجنة تحقيق
- الحركة الشعبية: إحاطة صحفية
- الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال تنعي الدكتور جمال الكنين ...
- 19 ديسمبر والراهن السياسي
- القمة الآفروأمريكية


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - وقفات مع الرفيق الحركي والثائر السناري الضالع أحمد يحى -حنفلة-(2)