فرح تركي
كاتبة
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 00:51
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ماذا لو أرتدى أحدنا ثوبا قياسه أكبر من حجمه؟ هذه الرواية تجيب على هذا السؤال ومئات من التساؤلات التي تمر على البال في كثير من العلاقات الانسانية
حيث تتعارض المصالح مع الحب وتنتج كائنا هجينا بين الحب النقي والمنافع الاجتماعية والمادة فيكون معاقاً لا يمتلك الإمكانية للأستمرار في هذا الطريق.
الرواية وأحداثها في دولة الكويت جسدت أمور ووقائع غيبتها المنافذ الاعلامية والانطباعات لتشير إلى الفروقات الطبقية بين اهل الكويت وهذا العرض قد تجسد باحساس حقيقي متزن دون المبالغة من جهة ودون تهميش وجوده من الجهة الأخرى.
تبرز شخصيتين في أحداث الرواية وهما الاديب طالب الرفاعي الذي يتلقى اتصالا غريبا من رجل اعمال واقتصاد مشهور له سمعة كبيرة جيدة فيطلب منه موعدا للقاء ومن ذلك اللقاء تتجلى الكثير من الصراعات بين طالب ورغبته في تطبيق طلب التاجر وبين الحاح المقربين منه زوجته دلال، ابنته فرح، واقرب الاصدقاء.. وبين تعاطفه الحقيقي مع التاجر الذي يشعر من خلال سلسلة لقاءات بأنه يعيش مأساة داخلية وصراع سببت له مشاكل صحية بسبب الثوب
يأتي الثوب رمزية للإشارة إلى ولوج المرء إلى طبقة اجتماعية ليست من حجمه او مستواه فبدلا من ان يتماثل للثراء والنعيم يبدأ بفقدان أهله واصدقائه ويصل في نهاية الامر بخسارة نفسه وزوجته التي احبته وقدمت له الثوب الجديد الذي لم يكن على قياسه..
الرواية تفتح الأبواب المغلقة على اسرار البيوت فتفضح ركنا معنويا مؤلما وهو سلطة المال فوق سلطة الحب وكيف يتجرد أصحابها من عواطفهم ومشاعرهم ليكونوا حجارة تفلق الجباه وتدمي النفس قبل الجسد
تكمن الحقيقة.. في فضح سر تلك المنظومة، الا وهم الأثرياء وكيف يشترون او يبغون شراء الناس كأي شيء يشترونه... وله ثمن
يعيش البطل ذات الأمر وهو القبول بعرض التاجر وهو كتابة رواية عنه ولكن مقابل مادي ومن خلال موافقته تبدأ حلقة من المواجهات لا تنتهي بإكمال الرواية بل في نهاية مفتوحة تشوق وتغذي فضول بعلامات استفهام كبيرة ونعترف بالقول ما الذي حدث بعد ذلك؟
رواية الثوب رواية ناجحة من خلال طرحها لأغرب تساؤل قد يمر على أي إنسان،
وهي هل يستمر في حياته بمبدأه ام يبيع نفسه لأي شخص يبيع له ثوب وان كان ذلك الثوب أكبر من حجمه ليتخبط فيه ويتعثر..
#فرح_التركي
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟