ناهض الرفاتى
الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 11:35
المحور:
المجتمع المدني
يتمثل المحسوبية السياسية وهي تعيين شخص أو ترقيته في منصب ما على أساس الولاء الحزبي للرئيس أو المسئول ويستخدم المسؤولون في المستويات العليا ورقة الولائية لمكافأة الأشخاص الذين يساعدونهم في البقاء بالمناصب أوالحفاظ عليها أو في الوصول للمنصب ابتداء , هذه الممارسة أدت إلى القول "للمنتصر تذهب الغنائم" في كل المجتمعات المتقدمة والمتخلفة , ولكن درجة استخدام وممارسة هذا النظام يرتبط بالدين والنظام الأخلاقى الذى يسود في المجتمع بل تعبر في أحيان أخرى عن ثقافة الأخذ مقابل البيع , وفى جانب أخر يستخدم السياسيون نظام المحسوبية لطرد خصومهم السياسيين في حين يتهم المطرودون بأن هذه الممارسة تعاقبهم على ممارسة حقوقهم الخاصة بهم في الإختلاف ,ولو أتيح لهم نفس الفرصة لفعلوا كغيرهم ذلك دون طرفة عين , نظام الغنائم لم يعد يستخدم في جانب الفائز في الحصول على المنصب بل هي تتحرك في كل مكان له أربعة جدران بلا نوافذ , فاستخدام المحسوبية السياسية لمكافأة الوظائف للمؤمنين الحزبيين في كل مكان بل تمادى الأمر ليصبح الوظائف ممتلكات لصاحبها وامبراطوريته الخاصة التي لا يحق ان ينتقدها أو يحاول أن يعترض عليها أحد , والا فالحجيم مأوى للمخالف ,وفى الدول الفاسدة مثل الولايات المتحدة الامريكية تم شرعنه هذا النظام تحت مظلة القانون ففي المادة 2 يفوض الدستور الأمريكي سلطات التعيين لرئيس الجمهورية بتعيين عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين بما في ذلك القضاة والسفراء وموظفو مجلس الوزراء ورؤساء الوكالات والضباط العسكريون وغيرهم من كبار أعضاء الحكومة وهذا النظام موازٍ في العديد من دساتير الدول الذى يشرع "نظام الغنائم" في جميع مستويات الحكومة . ان النظام القائم على الجدارة من خلال الاختبارات التنافسية والترقية على أساس الكفاءة بدلاً من ذلك التحديد الحزبي هو المخرج من دائرة الفساد , وفى النصوص النبوية ما يؤكد طهارة الدعوه الإسلامية فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة وتسلم مفاتيح الكعبة من بني شيبة طلبها منه العباس ، ليجمع له بين سقاية الحاج ، وسدانة البيت ، فأنزل الله هذه الآية ، بدفع مفاتيح الكعبة إلى بني شيبة فيجب على ولي الأمر أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين ، أصلح من يجده لذلك العمل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم { : من ولي من أمر المسلمين شيئا ، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله وفي رواية : { من قلد رجلا عملا على عصابة ، وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه ، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين } رواه الحاكم في صحيحه وروى بعضهم أنه من قول عمر لابن عمر روي ذلك عنه.
#ناهض_الرفاتى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟