محمد مليطان
الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 04:41
المحور:
الصحافة والاعلام
أصبح تعثر الصحف الليبية وانقطاعها أمرا عاديا، ولا يثير أكثر من زفرة مصحوبة بـ(الله غالب) فما الذي يحصل إذا توقفت صحيفة عن الصدور..؟ قطعا لا شيء، وما الذي تحققه صحيفة تنتظم في صدورها..؟ الجواب أيضا لا شيء. فإذا ما كان الأمر سلبيا في كلا الاتجاهين فلا شيء فعلا يضير إذا ما توقفت صحيفة عن الصدور أو تعثرت وتأخرت عن مواعيد صدورها، فالصحف الليبية – كما هو معلوم من الواقع بالضرورة- مرتهنة للمؤسسات الرسمية في الدولة، تبعث بأمرها، وتتوقف بأمرها، وتموت بإذن الله بأمرها، ومصادر القرار في هذه المؤسسات لا تهتم أو بالأحرى لا تعي معنى أن تتأخر صحيفة عن موعد صدورها، ولا تكترث إذا توقفت عن الصدور أصلا، فالأمر سيان، ولا فرق بين توقف صحيفة أو مجلة عن الصدور وبين موت ذبابة مزعجة حطت على أنف جدع.
والحال هذه.. لم يبق أمام الصحفيين إلا أن يخترعوا طريقة جديدة تتلاءم مع المواعيد الحقيقية لصدور كثير من الصحف المحلية، وأن يجتهدوا غاية الاجتهاد في إقناع القراء بجدوى هذا الموعد الصحفي الجديد، بحيث لا يصدم القارئ إذا أخبره المكتبي بأن صحيفته لم تصل بعد أو أنها لن تصدر في موعدها، ولا يفرح إذا ما وجدها أمامه والتزمت هي بموعد صدورها لأجل غالبا ما يكون محدودا وتخدمه ظروف ورياح مصادر القرار.
في الأفق لا يلوح حاليا غير اقتراح واحد أعتقد أنه الأنسب وهو أن تضاف ضمن ترويسة الصحف عبارة (تصدر حسب التساهيل) بدلا من خلف الوعد، والكذب، وإراقة ماء الوجه بالزعم أن الصحيفة تصدر يوميا أو أسبوعيا أو شهريا، وهكذا يحتفظ الصحفيون بما تبقى من ماء وجوههم الذي تريقه المواعيد الكاذبة، ويوفر القراء الجهد، وكثرة السؤال عن أسباب التأخير والتوقف الذي يستقبلون الإجابة عليه بالعبارة التقليدية المعروفة سلفا (الله غالب).
#محمد_مليطان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟