الشرق الأوسط الجديد.. مواسم الحصاد

محمد مليطان

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 04:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

منذ أن عرفت ليبيا العمل السياسي الجديد (السلطة الشعبية)، والمؤتمرات تعقد كل عام مرتين، سواء على مستوى القاعدة (المؤتمرات الأساسية)، أو على مستوى القمة (مؤتمر الشعب العام)، ومنذ أن عرفت هذه المؤتمرات سُنَّة الانعقاد ودأبت عليها وهي تعرض كل عام بنوداً لمساءلة اللجان الشعبية والمتمثلة في أمنائها الذين لا يألون جهداً في سرد مراسلاتهم بدءاً من مراسلة الصفر حتى مراسلة الختام، ومنذ ذلك الحين ونحن ننتظر عقب كل مساءلة أن تعرض علينا أحكاماً تقضي بمعاقبة أمين (غير أمين) ولو بقص أظافره؛ لأنه سرق أموال الليبيين؛ أو لأنه حاول العبث والتلاعب بالأمانة التي حملها ولم يعترف أنه كان ظلوما جهولا..
لم يحدث هذا في سنين السلطة الشعبية بل لعل الوجوه التي بقيت تطالعنا كل عام منذ أن عرفنا السلطة الشعبية لم يحدث وأن شعرت ولو بشيء من الخجل، وأوحت لنفسها أن خلي الوفاض، ولا شيء يمكن أن تقدمه للشعب الليبي بعد كل هذه السنين أكثر مما قدمت، ولعل المفارقة الأكثر مسخرة أن نستمع في مؤتمر الشعب العام إلى مساءلة أمين لجنة شعبية عامة وتتم بعد مساءلته إدانته بالتسيب والقصور والتقصير، ثم يعاقب في نهاية الدورة نصف السنوية بعزله من منصبه، وتنصيبه على رأس لجنة شعبية عامة أخرى ليمارس من جديد دوره الذي اعتاد عليه منذ سنوات.
وجود ليبيا متربعة في العربة الأخيرة من القطار العالمي وفق تقارير منظمات الشفافية العالمية لا يمكن بحال من الأحوال أن نفسره بأنه مؤشر إيجابي يصب في مصلحة ليبيا ولا يمكننا بحال من الأحوال أيضاً أن نعذر المسؤولين الليبيين أو نعتذر عنهم في تواجدنا في ذيل قوائم التقارير العالمية المعنية بجودة الأداء الإداري والشفافية، ولا يمكن أن يتم التسامح مع هؤلاء المسؤولين على تشويه اسم ليبيا بإرغامه على التواجد على رأس قوائم تقارير الفساد الإداري والمالي المتمثلة أشهر أعراضه في المحسوبية والرشوة.
لم يعد أمامنا وقت طويل للتفكير في جدوى أن نكون أكثر جرأة وشجاعة في مواجهة أنفسنا ومقاضاة الفاسدين دون أن يكون عمرهم المديد في تقلد المناصب القيادية حصنا أمينا يقيهم شر القضاء النزيه وشر الحاسدين، فرياح التغيير والإصلاح لابد أن تسوق سحبا ممطرة حتى على الصحراء القاحلة، ولذلك فإن من الحكمة أن لا نستقبل الغيث باللعنة والثبور؛ بل بالزرع والحصاد.

#محمد_مليطان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات