أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٣














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٣


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٣
إِنَّ المُنافِقين يُّخادِعونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُم وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى يُراؤونَ النّاسَ وَلا يَذكُرونَ اللهَ إِلّا قَليلًا (١٤٢) مُّذَبذَبينَ بَينَ ذالِكَ لا إِلى هـاـؤُلاءِ وَلا إِلى هـاـؤُلاءِ وَمَن يُّضلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُو سَبيلًا (١٤٣)
المنافقون الذين يذكرهم القرآن، على أنواع، فمنهم منافقون حقا، لأنهم رأوا في الإسلام، بعدما قويت شوكته، لأنفسهم مصالح مادية ومعنوية، دون أن يكونوا قد اقتنعوا به في داخلهم، ومنهم من تظاهر بالإيمان بالإسلام اتقاءَ سطوة المسلمين المتعصبين لدينهم، وحفظا لحياتهم، أو درءً عن أنفسهم الحرج الشديد، الذي لا يُتحمَّل عادة، أو الذي لم يكونوا هم ليتحملوه. والذين اختاروا (النفاق) من غير اضطرار، أو (التقية) مضطرين، بإظهار خلاف ما يضمرون من عقيدة، من الطبيعي إنهم عندما يقومون للصلاة مع بقية المسلمين، وهم غير مقتنعين بها، لا يمكن أن ينتظر منهم أن يقوموا إليها بحماس وشوق، بل سيقومون إليها مترددين، وكسالى كما تصف الآية، لأنهم يفعلون شيئا هم غير مقتنعين به، وبالتالي لا تراهم يلهجون بذكر الله بالتسبيح والحمد والشكر والاستغفار، كما يفعل المسلمون، بما علمهم نبيهم. أما تذبذبهم بين المسلمين الذين أصبحوا جزءً منهم من الناحية الاجتماعية دون الناحية الروحية، وبين قومهم الذين بقوا على شركهم، أو على أي عقيدة كانوا عليها، ولم يلتحقوا بالمسلمين، لعدم اقتناعهم بالإسلام، أو لأنهم رأوا في الإسلام ضررا لمصالحهم. والتذبذب طبيعي لهؤلاء، كونهم لم يستطيعوا أن يُجروا القطيعة الكلية مع قومهم، بما في ذلك قطيعة المشاعر من مودة وحسن معاشرة، وذكريا عمر.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ أَتُريدونَ أَن تَجعَلوا للهِ عَلَيكُم سُلطانًا مُّبينًا (١٤٤)
وتأتي هذه الآية مكملة لما قبلها بنهي المسلمين من اتخاذ غير المسلمين، الذي يسميهم القرآن بالكافرين، أي غير المؤمنين بالإسلام تحديدا، أن يتخذوا منهم أولياء، مهما كانت العلاقة وثيقة بينهم، كأن يكونوا من ذوي قرباهم، أو من أصدقائهم قبل الإسلام. قد يبرر هذا النهي عندما يفهم التولي ليس على نحو الصداقة وحسب، بل عندما يشمل التناصر، وهنا يمكن التفهم لذلك، لأن التناصر قد يكون مما يضعف الدين الجديد، أو يمرر التآمر عليه. وإلا فإذا أصر بعض المسلمين على ما يعتبره مؤسس الإسلام توليا للكافرين، فسيكون لله عليهم سلطان مبين، دون أن توضح الآية ماهية هذا السلطان الإلهي المبين، لكن يمكن أن يفهم منه أمران، إذا ما ضمت إليه الآايات القرآنية الأخرى ذات العلاقة، وهو إما بما سيسلط الله المسلمين على (الكافرين)، بقتلهم أو نفيهم أو إجبارهم على اعتناق الإسلام، ولو من غير قناعة، وإما بما سيستحقونه من عذاب شديد أبدي في نار جهنم في الحياة بعد هذه الحياة.
إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصيرًا (١٤٥) إِلَّا الَّذينَ تابوا وَأَصلَحوا وَاعتَصَموا بِاللهِ وَأَخلَصوا دينَهُم للهِ فَأُلـاـئِكَ مَعَ المُؤمِنينَ وَسَوفَ يُؤتِي اللهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا (١٤٦)
هذه الآية تقرر إن المنافقين سينالون من العذاب الأخروي، ما هو أشد من عذاب سائر الكافرين، أي المعلنين عدم إيمانه بالإسلام، فالدرك الأسفل من النار، أي الطابق السفلي من الجحيم، يمثل العذاب الذي يكون على أشده وأوجعه وأخزاه. ثم تستثني الآية من هذا الوعيد الذين تابوا من المنافقين. الغريب إن الآية تسمي الاقتناع لاحقا بالإسلام توبة، فالاقتناع وعدم الاقتناع ليسا بفعلين إراديين، ليكون الإقلاع عن الفعل السيئ والتحول إلى الفعل الحسن توبة، لكن الآية تعتبرهم تائبين، عندما يقتنعون لاحقا بهذا الدين، ويخلصون دينهم هذا، الذي هو الإسلام، أن يخلصوه لله، فمن الطبيعي أن يكون حالهم عندئذ حال بقية الملتحقين بركب الإسلام والطاعة المطلقة لنبي المسلمين، باعتبارها طاعة في طول طاعة الله، وطاعة من طاعة الله، وهذا صحيح تماما، إذا اعتبرنا مؤسس الإسلام حقا نبي الله ورسوله الذي «لا يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يّوحى».
ما يَفعَلُ اللهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم وَكانَ اللهُ شاكِرًا عَليمًا (١٤٧)
فعلا إن الله يتعالى عن أن يشتهي تعذيب خلقه بلا مبرر، والآية تجعل شرط درء العذاب عن الإنسان، أن يكون مؤمنا، والإيمان بالله لا يكون إيمانا حسب القرآن، ما لم يكن مقترنا بالإيمان بالإسلام، ومن ثم ألا يكتفي بمجرد الإيمان، بل أن يكون شاكرا لله، معبرا عن شكره بالقول والشعور والفعل، بما في ذلك بالعبادة، التي لا تكون إلا وفق ما شرعه مؤسس الإسلام، حيث لا تقبل غيرها، والالتزام التم بشريعة الإسلام، بالإتيان بما أوجبه، والنتهاء عما حرّمه. والصحيح أن يقال «ما يَفعَلُ اللهُ بِعَذابِكُم إِنِ استَقَمتُم وَصَلُحتُم»، بل «ما يَفعَلُ اللهُ بِعَذابِكُم إِلَّم تَفعلوا سوءً وَّلَم تَظلِموا أَحَدًا، آمَنتُم بِما آمَنتُم أَو لَم تُؤمِنوا بِما لَم تُؤمِنوا بِهِ»، بل يمتنع العدل الإلهي عن تعذيب حتى المسيئين، إذا علم عنهم أنهم كانوا مجبَرين، وإنما عملوا السيئات من غير اختيارهم، لكن من توجه إليه سوء أعمالهم، هم الذين سيستحقون التعويض عما أصابهم، بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا شامّة شمّت، ولا ذائقة ذاقت، ولا لامسة لمست، ولا شاعرة شعرت أو واعية وعت.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٢
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥١
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٠
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٤٩
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٤٨
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 147
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 146
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 145
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 144
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 143
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 142
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 141
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 140
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 139
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 138
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٣٧
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 1/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 4/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 3/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 2/5


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٣