أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - انخفضت قيمة الدولار في العراق, فهل ستنخفض اسعار المواد ايضا؟














المزيد.....

انخفضت قيمة الدولار في العراق, فهل ستنخفض اسعار المواد ايضا؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 20:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


استلمت من على تليفوني رسالة فيها كتاب مجموعة من البرلمانين العراقيين موجه الى رئيس وزراء السيد محمد شياع السوداني يدعون فيه الى تخفيض قيمة الدولار بوجه الدينار , بعد ان افقر صعوده شريحة كبيرة من المجتمع العراقي . حيث ان الكتاب ادعى ان رفع الدولار من 1128 دينار عراقي الى 1450 دينار ساهم في رفع الأسعار بمقدار 22%.
السيد رئيس الوزراء استجاب للضغوط الشعبية وقرر فعلا تخفيض قيمة الدولار الأمريكي من سعره القديم 1450 دينار الى 1300 دينار ابتداءا من هذا اليوم المصادف 8 شباط 2023.
القرار , بلا شك استقبل بالترحاب من قبل الكثير من العراقيين , معتبرين انه فاتحة خير , وانه سيجر أسعار السوق الى الأسفل .اي يؤدي الى انخفاض أسعار السلع والخدمات في الأسواق العراقية , خاصة وان معظم السلع الموجودة في الأسواق العراقية هي من صنع دول أخرى , مستوردة. وسوف يعم الخير والازدهار في العراق ويغيب شبح البطالة عنه .
ولكن الحقيقة , ان الاقتصاد لا يعمل على هذه الشاكلة . المتغيرات الاقتصادية ليس مثل حجر ترميه في بركة ماء فيهيج ماءها فورا على شكل موجات بين الصعود والنزول .المريض يحتاج الى وقت للشفاء وكذلك أي قرار اقتصادي لا ينتج ثمره الا بعد فترة زمنية تطول وتقصر بحجم القرار الاقتصادي . قرار انشاء معمل لإنتاج الكيمياويات من اجل استيعاب أصحاب الشهادات الجامعية يأخذ وقت طويل , ربما ستة سنوات .
حركة السوق بطيئة وتحتاج الى وقت لظهور تأثيرات احد المتغيرات على بقية القطاعات الاقتصادية . حالة السوق بسبب رفع قيمة الدولار او تخفيضه واحدا من الأمثلة على ذلك . قرار خفيض قيمة الدولار الأمريكي بوجه الدينار العراقي لا يظهر تأثيره على السوق الا بعد فترة طويلة , ربما سنة كاملة . لماذا؟
بائع إطارات السيارات في بغداد لا يمكنه تخفيض أسعار اطاراته لان الدولار هذا اليوم انخفضت قيمته مقابل الدينار . بائع الإطارات يدير عمله اليومي , اليوم او غدا مثل ما كان يديره قبل أسبوع , لان هذا البائع مرتبط بعقود وتعاملات لا يمكنه تغييرها بمجرد تغيير سعر الدولار . بائع الإطارات لا يستطع الطلب من المؤجر ان يخفض ايجاره السنوي لان الدولار قد انخفضت قيمته , ولا يستطع تخفيض أجور عماله , او مطالبة المجهزين بتخفيض أسعار الإطارات المخزونة في محله , على أساس انخفاض الدولار.
طبيب الاسنان هو الاخر لا يمكنه تخفيض أجرته لان الدولار قد انخفضت قيمته . أجور عيادته سوف تبقى كما هي , عقود مساعديه سوف تبقى بدون تغيير , وكذلك أجور عماله , وبذلك فأننا نعتقد ان أجور زيارة طبيب الاسنان سوف لن تتغير كثيرا بعد تخفيض قيمة الدولار.
حتى قيمة العقار في العراق سوف لن تتأثر كثيرا بتغيير قيمة الدولار . بيع وشراء العقارات يتم بالدينار وليس بالدولار . كما وان معظم المواد الداخلة في البناء هي عراقية الأصل وبذلك صعود ونزول الدولار سوف لن يؤثر على تكاليفه . وحتى لو افترضنا ان بيع وشراء العقارات في العراق تتم بواسطة الدولار , فان أسعار العقارات في العراق في هذه الحالة سوف تتصاعد , لان بائع العقار يرى بالدولار الجديد اقل قيمة من الدولار القديم , قبل التغيير.
وهذا ينطبق على أسعار الفواكه والخضر في العراق. يجب ان لا يتوقع أبو حميد ان سعر كيلو الباذنجان سوف يتراجع من 1500 دينار الى 500 دينار . المصدر لهذه البضائع هو الاخر سيقوم برفع أسعار صادراته بقدر رفع قيمة الدينار . بالحقيقة , سيكون المستهلك العراقي من المحظوظين اذا بقيت أسعار الفاكهة والخضر على أسعارها قبل التغيير.
وهذا ينطبق أيضا على أسعار الملابس واللحوم والمواد الطبية . المواطن العراقي يجب ان يعرف ان ليس سعر الصرف وحده يحدد أسعار البضائع المستوردة وانما هناك عوامل أخرى مثل النقل و الخزن , إدارة التوزيع . أسعار جميع هذه الكلف تصاعدت في الأسواق العالمية .
تذكر , ان موجة ارتفاع الأسعار قد تتوقف عن طريق الإجراءات الحكومية , اذا توفقت , ولكن سوف لن تتراجع الى سابق عهدها , وكل ما تستطع الحكومة من اجل رفع تأثير ارتفاع الأسعار على جيب المواطن هو رفع الأجور. حتى أوضح ما أقوله, ان أسعار السلع في العراق لم ترجع الى سابق عهدها بعد التغيير في العراق. وكل ما جرى في العراق هو رفع دخل المواطن العراقي من اجل الحصول على ما يحتاجه بيته من سلع بعد ان حرم عليه ارتفاع اسعارها وانهيار دخله السنوي في ظل النظام السابق.
الاجراء الحكومي الجديد جاء مع تصور ان أسعار النفط سوف تبقى في تصاعد , وكذلك موارد الخزينة العراقية , وهو افتراض غير واقعي . أسعار النفط قد تتغير في أي لحظة . اعتقد كان من المفروض بوزارة المالية العراقية تثبيت سعر الصرف للدولار بمبلغ 1450 دينار , مع فتح نوافذ جديدة لمساعدة الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة . قرار الوزارة المالية الجديد سوف يزيد من الطلب على الدولار , وترتفع أسعاره في السوق السوداء, وبالأخير سوف ترتف أسعار السلع والخدمات اكثر , ولكن هذه المرة مع نسبة عاطلين عن العمل اكبر من السابق .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرابح والخاسر من قرار بغداد رفع قيمة الدينار؟
- ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟
- من ذاكرة التاريخ: فشل مشروع فيدرالية محافظة ديالى العراقية
- من ذاكرة التاريخ: فشل تحويل محافظة صلاح الدين العراقية الى ا ...
- من ذاكرة التاريخ : من الذي دعا الى فيدرالية جنوب العراق ومن ...
- حقائق مذهلة حول قلب الانسان , وكيفية العناية به
- كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟
- البصرة كشفت مقدار حب العراقيين لبلدهم
- النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها
- بعض النظريات التي تتحدث عن سبب الحرب في اكرانيا
- مشكلة ايران في العراق
- حقيقة الحرب في اكرانيا
- جذور تراجع الثقافة الوطنية في العراق
- تجار بغداد .. لا تقلقوا , انه الفساد وليس الاقتصاد
- دعم الطبقة الوسطى الطريق الامثل للتقدم الاقتصادي في العراق و ...
- العرب يتحدثون عن التهديد الروسي الاخير للغرب
- هل سينعكس قرار تسعير النفط الروسي سلبا على نفط الشرق الاوسط ...
- كيف فقدت بغداد رونقها وتراثها؟
- نوع السلام القادم الى اكرانيا
- ملاحظات زائر لبغداد


المزيد.....




- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
- الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
- مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار ...
- تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس ...
- وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
- قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد ...
- استمرار تدهور مناخ الأعمال بقطاع السيارات في ألمانيا
- بحضور ماكرون.. السعودية توقع اتفاقيات مع شركات فرنسية
- مصر.. ساويرس يمنح الجامعة الأمريكية أكبر تبرع في تاريخها ويت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - انخفضت قيمة الدولار في العراق, فهل ستنخفض اسعار المواد ايضا؟