أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - المناضل-ة - راهن النضال لأجل الحُقوق الأمازيغية وما العمل لفرضها؟














المزيد.....


راهن النضال لأجل الحُقوق الأمازيغية وما العمل لفرضها؟


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 11:01
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



وجهت 45 جمعية أمازيغية، منها مستقرة خارج البلد، رسالة إلى الملك مستعطفةً إياه لاعتماد رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية مؤدى عنها. يعري هذا التوسل حالة التردي التي هوت إليه الحركة الأمازيغية كما تشكلت منذ نهاية ستينيات القرن الماضي.

بعد عقود من انطلاق الحركة المدافعة عن حقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، وعشرين سنة من إعلانها الرسمي جزءا من هوية البلد، وعشر سنوات من ترسيمها في دستور 2011، لا زالت قضية الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية بعيدة عن المبتغى.

هذا ما تُجمع عليه الجمعيات الأمازيغية رغم صخب الدعاية الرسمية، أوجز تقرير صادر عن الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (أزطا/ 2022)، على سبيل المثال، واقع المسألة بقول “لا تزال الأمازيغية في وضعية “قرار مع وقف التنفيذ”، حيث لا زالت تراوح مكانها في التشريع والواقع”. فرغم تصنيفها لغة رسمية منذ سنة 2011 إلا أن %9 فقط من التلاميذ يدرسون الأمازيغية، ولا تتجاوز حصتها في المؤسسات الإعلامية العمومية نسبة %6… إلخ.

يعزى هذا الواقع إلى ما آل إليه نضال الحركة الأمازيغية بكل تفرعاتها الجمعوية والشبيبية والحزبية. منذ انطلقت الحركة الجمعوية المعروفة باسم “الحركة الثقافية الأمازيغية”، ارتكز مطلبها الرئيس على “مأسسة الأمازيغية”. أي إدماجها في مؤسسات البلد القائمة مع سعي إلى “دمقرطتها” وفق الصيغة المألوفة التي أرستها المعارضة الاتحادية بما طبعها من نزعة ديمقراطية ناقصة.

أدمج النظام منذ مطلع سنوات 2000 معظم هذه الحركة الجمعوية في مؤسساته، وعلى رأسها المعهد الملكي الأمازيغي، وجرى إفساده بفتح باب التمويل على مصراعيه. وفي عز الانتفاضة الإقليمية سنة 2011، شاركت هذه الجمعيات في خطة النظام المتعلقة بالتشاور حول “دستور جديد”، مثمنة ما قام به من دسترة اللغة الأمازيغية واضعة آمالها على صدور القوانين التنظيمية لتفعيل تلك الدسترة. وتقتصر انتقاداتها على تناقض واقع التفعيل مع النص الدستوري المعتبَر إنجازا تشريعيا.

وبعد أكثر من 10 سنوات تشتكي هذه الجمعيات من نتيجة تلك الخطة، أي استمرار تهميش الأمازيغية في المنظومة التشريعية. تقلص جسم تلك الحركة الجمعوية وتحولت إلى ما يشبه مراكز لرصد الخروقات وتنبيه الدولة إليها، مع المطالبة بإشراك فعلي لها لتقويم تلك الاعوجاجات.

أما القسم الشبيبي من الحركة، أي الموجود داخل الجامعة، فمحكوم بطرح شوفيني مغرق في يمينيته ونزوعات مناطقية، قاصرا خطابه على البعد الهوياتي/ الثقافي المحض وشعارات بالغة السطحية، وتورط في اقتتال مع فصائل طلابية أخرى فابتلى بأسوء أمراض الوسط الطلابي التي ظل بمنأى عنها في بداية برزوه، ما بدَّد قوى شبيبية مهمة.

أدى التركيز على الجانب الثقافي/ اللغوي وحصر المطلب في المأسسة، إلى التغافل عن التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بالقرى المغربية طيلة العقود السابقة. أدى تغلغل علاقات الاقتصاد الرأسمالي الى تدمير صغار المنتجين والتمليك الخاص للأراضي الجماعية والتحفيظ الغابوي، وتوالي سنوات الجفاف البنيوي… هكذا، نزح سكان القرى نحو المدن وهوامشها بالدرجة الأولى، وتعمق تهميش تلك المناطق، وبذلك أصبحت الأمازيغية (ثقافة ولغة) في حكم المهدد بالاندثار.

تفجرت حراكات شعبية في مناطق أغلب سكانها ناطقين بالأمازيغية، ولكن غياب الاهتمام بقضايا النضال الاجتماعي، جعل عموما تلك الحركة (بجمعياتها وشبيبتها) خارجها وغير فاعلة فيها.

وتقتصر تقارير جمعياتها على المطالبة بنفس ما يطرحه النظام: توفير مقومات إقلاع اقتصادي حقيقي، يضع حدا لاقتصاد الريع، ويمكن من إعادة توزيع الثروة على قواعد الإنصاف والعدالة الاجتماعية والمجالية.

يستدعي النضال من أجل إحقاق فعلي للحقوق الثقافية للناطقين بالأمازيغية، دمجا لتلك الحقوق في إطار أشمل يعيد إعادة تأسيس الحياة الاقتصادية والاجتماعية وفق مصلحة الأغلبية المفقرة في المدن والقرى (الطبقة العاملة وصغار المنتجين- ات).

وبهذا، سيكون لانخراط الشبيبة الأمازيغية في حركات الاحتجاج الشعبي، وتسلحها بمنظور تحرري جذري، دور في تخصيب نضال الحركة من أجل الحقوق الثقافية بالنضال من أجل المطالب الاقتصادية والاجتماعية .

يستدعي الأمر القطع مع المنظور الموروث عن المعارضة البرجوازية ناقصة النزعة الديمقراطية القائم على البحث عن تفاهمات مع الاستبداد من أجل “دمقرطة” البلد. فتبرم الحركة من وضع الأمازيغية لا يُعزى إلى ما يرد في تقاريرها حول “عجز الدولة عن تقديم بدائل وحلول ملموسة واقعية”، بل يعزى إلى غياب ما يجبر الدولة على الاستجابة لتلك المطالب؛ أي النضال.

لا سبيل لتحقيق الحقوق الديمقراطية الشاملة، ومنها القضاء على جميع أشكال الميز اللغوي/الثقافي، وضد عنف السياسة النيوليبرالية، ولأجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأجراء-ات وصغار المنتجين-ات القرويين-ات والنازحين-ات نحو المدن، إلا عبر بديل شامل يتعارض مع نظام تسخير كل شيء (طبيعة وبشر) لصالح الرأسماليين، بديل لن يتأتى سوي ببناء ميزان قوى عمالي وشعبي عظيم.

فقط بناء حركة أمازيغية تحررية بديلة مناهضة للرأسمالية بمنظور تغيير شامل وعميق هو ما سيتيح وضع أسس إقرار فعلي للحقوق كاملة بما في ذلك الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، فلنعمل على بنائها وتعزيزها وربطها بالنضال التحرري الشامل.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضخم قضية صراع طبقي بين الرأسمال والعمل
- اتفاق 14 يناير 2023: قنبلةٌ ناسفةٌ للعمل النقابي
- مدونة الأسرة أغلالٌ لن يكسرها غير كفاح النّساء الجَماهيري
- عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة
- شركة فيلدس Feldts Maroc : قهر الأجراء بالاستغلال المفرط تحت ...
- “الهجرة القسرية”: وجه آخر للمأساة الاجتماعية المتفاقمة
- عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال س ...
- تمتين التحالف بين الكيان الصهيوني والنظام المغربي وواجبات من ...
- لا رهان على توحيد اليسار الإصلاحي البرجوازي: البديل يسار عما ...
- تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج ال ...
- من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...
- أممية مايك ديفيس Mike Davis
- المُؤسسات المالية الدولية أداةُ استعمار جَديد
- التّغيرات المُناخية المُتطرفة تَستدعي البَديل الاشتراكي الاي ...
- نعي: فرانسوا شينيه François Chesnais ، أحد الوجوه الرئيسة لل ...
- بلاغٌ بشأن حذف صفحة المُناضل-ة من طرف إدارة فيسبوك
- موجاتُ كفاحٍ شعبي قادمة: العبرةُ في سَابقاتها


المزيد.....




- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - المناضل-ة - راهن النضال لأجل الحُقوق الأمازيغية وما العمل لفرضها؟