-تيك توك- ذئب في ثياب حمل 2/1

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 03:09
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

قبل الحديث عن جيل "تيك توك" لا مندوحة من الحديث عن "أجيال الألفية" أولا. بإيجاز قد يكون مخلا بعض الشيء، يتعلق الأمر بمواليد :
- فترة ما بين 1965 و 1980 ويطلق عليهم جيل "إيكس" X ،
- فترة ما بين 1980 و 1995 ويطلق عليهم جيل "ي" Y ،
- فترة ما بين 1995 و2010 ويطلق عليهم جيل "زيد " Z. (1)
ومن المعلوم أن خصائص الأجيال تتغير كثيرًا على مر السنين. وعموما جيل الألفية والجيل "زيد" ، يعني أولئك الذين يولدون في جو " الفضاء التكنولوجي".
____________________________
(1) - "الجيل Z " هو جيل الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 (على الرغم من أن الحدود تختلف وفقًا للتعريفات) و 2010. يخلف الجيل Y ويسبق الجيل X أو "ألفا". يتم تعريفه على أنه جيل ولد عندما كانت الاتصالات الرقمية راسخة بالفعل في المجتمع. ومع ذلك ، يجب التعامل مع أوصاف "الأجيال" هذه بحذر ، لأن تحديد تجانس الإدراك والفكر والسلوك بين مختلف الناس على أساس المعيار الوحيد لفترة الولادة يمكن أن يكون تبسيطيًا . ترتبط معظم طوائف هذا الجيل بطوائف الأجيال السابقة . وبالتالي ، فإن تعبير "جيل Z " يستخدم للحصول على تسلسل منطقي في الأبجدية بعد الأجيال X و Y - بالإضافة إلى ذلك ، قد يرتبط حرف " Z " بمصطلح " zoomer " ، وقد يشير إلى " Zapping" (طريقة لمشاهدة التلفاز تتمثل في تغيير القناة باستمرار ، وفي أغلب الأحيان بتردد عالٍ ) أو "zapper. يُطلق عليه أيضًا "الجيل الصامت الجديد".
_______________________________________


فيما يلي بعض الأساسيات لفهم أفضل لكيفية عمل شباب الجيل "زيد" Z:

- لم يعرفوا أبدًا الحياة بدون اتصال بالشبكة.
- إنهم ملتصقون بالهاتف (حتى أكثر من جيلY)، لكنهم يفضلون المناقشات وجهاً لوجه في العمل. الواحد لا يمنع الآخر!
- إنهم مستهلكون كبار لمنتجات تكنولوجيا الألعاب (بما في ذلك أجهزة الألعاب).
- إنهم يهتمون بخصوصياتهم أكثر من جيل Y (الذين ينشرون كل شيء تقريبًا في كل مكان). يستخدم جيل "زيد" Z شبكات ذات دوائر مغلقة ونطاق محدود في الوقت المناسب. هم أكثر انتقائية في ما يشاركونه بينهم.
- إنهم "محاورون": يتجنبون المواجهة ويستخدمون الحوار لفهم الحقائق المختلفة من حولهم.
- بالنسبة لهم التواصل مع الحقائق المختلفة هو ثراء،
- واقعيون وعمليون.
- الشعور بالانتماء للمجتمع (للمجموعة) مهم جدا. يريدون أن يكونوا جزءًا من نظام بيئي محلي ويشعرون أنهم يساهمون فيه.
- وفقًا لهم، فإن أهم ميزة في القائد – الرئيس- المسير – المدير... هي التواصل الجيد. إنهم يطمحون لفتح حوار مع رؤسائهم.
- إنهم يعملون وفق نمط تعدد المهام. لذلك فإنهم يرغبون في الحصول على قدر من الاستقلالية في تنفيذ المهام الموكلة إليهم.
- على عكس جيل Y، فهم لا يسعون إلى التقدم بمساعدة مرشد، لكنهم يفضلون رسم مسارهم الخاص. علاوة على ذلك، يختار الكثير منهم الأعمال الحرة والمقاولة.

فما هي قيم الجيل "زيد"؟

بالنسبة للجيل « Z»، تعتبر قيمة المتعة أساسية لرؤية العمل. ويتبع ذلك التوازن بين الصحة والرفاهية في العمل والحياة الشخصية. للتكيف بنجاح مع الجيل Z في العمل، من الضروري تقديم وظائف تلبي هذه القيم.


و ماذا عن "تيك توك"؟


مع 800 مليون مستخدم نشط شهريًا في جميع أنحاء العالم ، استحوذت "تيك توك" اليوم على الشباب. بعد أن أصبح هذا التطبيق الصيني ضروريًا في بضع سنوات فقط ، يُحدث ثورة في المشهد الرقمي واستخداماته . و لم يعد من الممكن تجاهله . كما استثمر فيه الكثيرون عبر العالم لمخاطبة مجتمعاتهم. فما الذي يجعل نجاح هذا التطبيق الذي يتحدث عنه الجميع اليوم؟

حسب معطيات 2022 احتل المغرب المرتبة الثالثة عربياً بـ 20 مليون مستخدم، بنسبة 58 في المائة من عدد السكان. بينما احتل المركز الـ 33 على مستوى العالم من حيث عدد المستخدمين بعد كل من مصر ثم السعودية، وتليه الجزائر ثم السودان ً.
يبدو أن جيلٌ "تيك توك" المتحلي بالجرأة ، أضحى يشكل تحدّيًا غير مسبوق في وجه المسؤولين والقائمين على الأمور. هذا الجيل لم يعد يطيق العيش تحت وطأة رياء المنظومات الحاكمة في مختلف المجالات والأصعدة. أبناء جيل "تيك توك" لم تعد تخفى عنهم خافية، وتخلصوا من نصيحة "الآباء" الذين اعتبروا أن الصمت هو الاستراتيجية الأفضل للبقاء وتجنب المشاكل.

إن جيل "تيك توك" يتمتع بدرجة مختلفة من التواصل عن طريق الإنترنت، ما أتاح له تكوين آراء عالمية وتوقعات مختلفة عن حياته. إن استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة أضحى شائعٌ ولن يقو أي شكل من أشكال القمع والترهيب من كبح جماحها، ولا مجال اليوم لإقبار أو إسكات الأصوات الغاضبة في البلاد كما كان في السابق.

لهذا الجيل مطالب وانتظارات ومفاهيم وتصورات ورؤى لم تكن الأجيال السابقة تجرؤ على التكلّم عنها في العلن وبالوضوح الممل. وجيل "تيك توك" هذا، قد يكون يشكل نحول 60 في المائة من الساكنة ( عموما ما دون سن 39 عامًا) وسيطبع مستقبل المغرب أراد من أراد وكره من كره.


فما هو" تيك توك" بالضبط؟

هو تطبيق للهاتف المحمول من الصين، تم إطلاقه التطبيق في سبتمبر 2016، هو قبل كل شيء تطبيق إبداع خالص، ولا توجد فيه أخبار ولا مقالات. بفضل المرشحات وتأثيرات التسارع أو الحركة البطيئة، يحصل المستخدمون على مقاطع صغيرة يمكن بعد ذلك مشاركتها على المنصة.

منح "تيك توك" لمستخدميه من صغار السن مساحة للتعبير عن أنفسهم بالمحتوى الخاص بهم‏‏. كل هذا يساعد على تفسير سبب شعبية "تيك توك". وتعكس شعبية "تيك توك" الهائلة أيضاً أحد أهم الاتجاهات التكنولوجية في العقد الماضي، وهو التحول من حواسيب سطح المكتب إلى الهاتف المحمول. كما أنه يعكس التغييرات الأخيرة في سلوك مستخدمي الإنترنت، مثل قصر فترة الانتباه، و أدى هذا لجعل العديد من منصات الفيديوهات القصيرة لاعبين رئيسيين.

ولكن من هم ملايين المستخدمين الذين يتدفقون على "تيك توك" وينفقون أكثر من 824 مليون دولار أمريكي على تطبيق الفيديو القصير؟

اعتبارا من يناير 2022، كان لدى الولايات المتحدة وإندونيسيا أكبر جمهور على "تيك توك" مع 131 مليون وأكثر من 92 مليون مستخدم يتفاعلون مع منصة الفيديو الاجتماعية الشهيرة، على التوالي. في بداية عام 2022، شهدت إيرلندا ودول الشمال الأوروبي زيادة في تنزيلات "تيك توك" في متجر - Google Play- ، في حين شهدت أجهزة - Ios - زيادة في التنزيلات في أمريكا اللاتينية ونيجيريا . ومع ذلك، فإن ما يجعل التطبيق ظاهرة عالمية هي طبيعة "ديمغرافيته العمرية". يسمح "تيك توك" للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة وتحريرها ومشاركتها باستخدام الفلاتر مصحوبة بأحدث اتجاهات الموسيقى. في حين أن هذه الفرضية قد لا تبدو جذابة بشكل خاص لمستخدمي الإنترنت الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما، فقد أثبتت المنصة نجاحها الكبير مع الجماهير الأصغر سنا. كان 25 في المائة من مستخدمي "تيك توك" في الولايات المتحدة من المراهقين أو حتى الأصغر سنا، وهو جيل من مستخدمي الهواتف الذكية بشكل مكثف وهم ذاتهم الذين يتصفحون المحتوى الشائع بشكل مستمر . واعتبارا من غشت 2021، كانت غالبية منشئي المحتوى على "تيك توك" تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، وهو عامل يساهم في شعبية النظام الأساسي بين مستخدمي جيل الألفية الحالية.


اعتبارا من يناير 2022، كان 25 في المائة من مستخدمي "تيك توك" من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و24 عاما، في حين شكل الرجال في نفس الفئة العمرية حوالي 18 في المائة من قاعدة مستخدمي النظام الأساسي. من خلال متابعة مقاطع الفيديو الخاصة بأشخاص آخرين والتعليق عليها والإعجاب بها، أنشأ مستخدمو "تيك توك" نظاما بيئيا جديدا لمحتوى الفيديو عبر الإنترنت وبل أنتج شبكته الخاصة من المشاهير المراهقين. هكذا برزت منافسة شرسة تواجه - ByteDance - منافسة شرسة من وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، بما في ذلك "ميتا" مالكة فيسبوك وإنستغرام والعلامة التجارية الرائدة في السوق منذ سنوات. ففي عام 2021، تفاعل أقل من 60 في المائة من المستخدمين من مواليد منتصف التسعينات وما بعدها) في الولايات المتحدة مع تطبيق إنستغرام المملوك لشركة "ميتا" المالكة لفيسبوك.

في المقابل، كان 63 في المائة من المستخدمين في نفس المجموعة الديموغرافية ( الفئة العمرية) يستخدمون تطبيق "تيك توك" في عام 2021، هذا يعني هجرة كبيرة من المنصات القديمة إلى الموجة الجديدة من تطبيقات مقاطع الفيديو القصيرة وعلى رأسها "تيك توك".
يظهر ذلك بوضوح عندما سجل فيسبوك انخفاضا في التفاعل مع تطبيق الهاتف المحمول الخاص به، تبين أن مستخدمي "تيك توك" يقضون ساعات إضافية بنسبة 20 في المائة تقريبا على محتوى الفيديو الخاص بالمنصة مقارنة بالعام السابق. 

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات