أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين















المزيد.....


استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 17:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


تكشف حالة الانقسام داخل تجمع المستجلبين الصهاينة حالة من التصدع غير المسبوق في مشروع الحركة الصهيونية والمسيحية الصهيونية والغرب الاستعماري إلى فلسطين الذي تجسد عام 1948 في الكيان الصهيوني في معظم فلسطين التاريخية بدعم مباشر من دولة وعد بلفور من خلال الانتداب على فلسطين، وصل حد التحذير من حرب أهلية بين مكونات هذا التجمع المستجلب من 100 إثنية.
وتكشف مقاربة الكاتب والمراسل الصحفي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مقال له نشره في موقع ميدل إيست واي الإخباري يوم الأحد29 يناير 2023 ، عمق الأزمة التي هي بالمناسبة تجلي موضوعي لأزمة بنيوية عميقة تتعلق بطبيعة هذا الكيان منذ زرعه في فلسطين، الذي رأى أنه "سواء داخل إسرائيل أو خارجها، كانت المواجهة بين صقور المشروع الصهيوني الرامي إلى إنشاء دولة يهودية من النهر إلى البحر من جهة والتيار الصهيوني الرئيسي من جهة أخرى متأصلة ومتربّصة في الخلفية منذ إنشاء دولة إسرائيل نفسها". " وأن هذا الانقسام أُخفي تحت البساط مرات عديدة، لكنه يظهر الآن للعلن".
إن ظهور هذا التناقض بشكل بهدد بتحوله إلى تناقض تناحري، وصولا للحديث عن حرب أهلية جعلت رئيس الكيان الصهيوني يتسحاق هرتسوغ يقول: “أنظر إلى المجتمع الإسرائيلي والمواطنين والنظام السياسي والعامة. فأرى المعسكرات مهيأة وجاهزة على طول الجبهة لمواجهة شاملة على صورة دولة إسرائيل. وقلق للغاية من أننا على شفا صراع داخلي يمكن أن يلتهمنا”.
وهذا الخوف من تفجر هذا التناقض البيني الذي بدا بلا أفق للحل، يعود إلى كونه نتاج عملية هذا التجميع القسري لهؤلاء المستجلبين بكل تناقضاتهم الدينية والثقافية جعلت رئيس الكيان يقول: “أمام عيني الانقسامات في داخلنا، التي تزداد عمقا، ولا يسعني إلا أن أتذكر أنه مرتين في التاريخ – خلال عهدي مملكة بيت داود والحشمونيين (الحشمونائيم) – نشأت دولة يهودية في أرض "إسرائيل"؛ وانهارت مرتين قبل أن تبلغ الثمانين من عمرها”.
فيما قال إريك غولدشتاين، رئيس أكبر اتحاد يهودي في أمريكا الشمالية، يجب أن يكون هذا الوضع بمثابة جرس إنذار لكل يهودي إسرائيلي ليس لديه جواز سفر أوروبي ولا يتحمّل تبعات احتمالية نشوب حرب شاملة تبدو الحركة الدينية القومية عازمة على إشعال شرارتها مع 1.6 مليار مسلم حول العالم.
وأكد أنه ينبغي التفكير في مستقبل يتعامل فيه الإسرائيليين مع الفلسطينيين على قدم المساواة، بحيث يكون الصراع قائماً على الأرض وحقوق المواطنة وليس الدين. لا يوجد سوى وقت محدود لفعل ذلك.
وكان عامي أيالون، الرئيس الأسبق لـ"شين بيت"، قد قال قبل 11 عاماً: "نحن نفوز في كل معركة، لكننا نخسر الحرب". حدث ذلك في الجزائر وفي جنوب إفريقيا، وسيحدث في "إسرائيل" أيضاً.
إن التقرير بخسارة الحرب يعود في الأساس إلى أن الكيان كنموذج استيطاني يشبه نموذج الجزائر وجنوب أفريقيا وروديسيا ويختلف جذريا عن نموذج الولايات المتحدة الأمريكية ونيوزيلندا واستراليا لأن أهل الأرض الذين هم العامل المقرر في كسب الحرب يعيشون في أرضهم ، وهذا الوجود هو كلمة السر في هزيمة المشروع الصهيوني كما حدث في الجزائر وجنوب أفريقيا.
وهذا الوجود ينسف القواعد التي يقوم علبها الاستعمار الاستيطاني، الذي ينشأ ضمن قواعد ثابتة وضعها المؤرخ الأسترالي "الأبيض" باتريك وولف ، الذي يرى أن هذا النوع من الاستعمار يستهدف الأرض أولًا والأرض أخيرًا، وأن المستعمر المستوطن جاء ليبقى وأن الاستعمار الاستيطانيّ لا ينتهي في الزمان أو المكان، فهو استعمارٌ لا رجعةَ عنه، لأنه قائمٌ على منطق الإبادة لأهل البلاد بالمعنى الماديّ، والمعنويّ، والسياسيّ، والثقافيّ، ومن ثم السطو على هوية أهل البلاد و"استدخالها" في هوية المستوطن الجديدة.
وإذا كان الوجود الفلسطيني داخل فلسطين هو عامل مركزي في تفاقم أزمات الكيان فإن الكاتب ديفيد هيرست يستحضر نموذج تاريخي يضيف بعدا آخر بتشبيهه هذا الانقسام الذي يشق الصف الصهيوني، بالانقسام في الجانب الفرنسي قي نموذج الاستعمار الفرنسي للجزائر. حيث عاش المستوطنون الفرنسيون، الذين عُرفوا باسم أصحاب "الأقدام السوداء"، في الجزائر منذ القرن الـ19 وتعاملوا مع البلاد باعتبارها امتداداً للأراضي الفرنسية، بدلاً من كونها مستعمرة في إفريقيا وتجلَّى ذلك في مقولتهم الشهيرة: "الجزائر جزء من فرنسا بقدر ما بروفنس جزء منها".
منذ البداية، كان "المستوطنين" جزءاً لا يتجزأ من المشروع الاستعماري الفرنسي. أعلن المارشال توماس روبير بيجو، الحاكم العام للجزائر خلال فترة خضوعها للاستعمار الفرنسي، أمام الجمعية الوطنية الفرنسية في عام 1840 أنَّه "يجب بناء مستوطنات أينما وُجدت مياه عذبة وأرض خصبة في الجزائر دون الانشغال بمَن تعود إليه ملكية هذه الأراضي".
ومع ذلك، لا تزال النقطة الحاسمة في المقارنة متوافرة. عندما انقسم صف منظمة "الجيش السري"، ضاع المشروع الاستيطاني في الجزائر بأكمله. وثمة نقطة أخرى حيوية بالنسبة للفلسطينيين، وهي أنَّ المقاومة الجزائرية والمقاومة في جنوب إفريقيا لم تنتصر عسكرياً -لقد كانا أضعف كثيراً في هذا الصدد من خصومهما- لكن مواصلة الصمود والمقاومة ورفض الاستسلام كانوا السبيل لتحقيق الانتصار في كلتا الحالتين.
ويبدو أنه فات الكاتب البريطاني أن أصحاب البلاد في الجزائر، كانوا هم العامل المقرر في كنس الاحتلال وأصحاب الأقدام السوداء ، وهم كذلك في فلسطين لأن هذا الوجود هو نفي لنظرية الاستعمار الاستيطاني الذي يقوم على النفي المادي لأصحاب البلاد عكس ما جري في أمريكا ونيوزيلندا واستراليا عندما أبيد سكان تلك البلاد الأصليين. ليستوطنها المستعمرون الغرباء على جماجم أهلها.
هذا الدرس في النموذج الجزائري والجنوب أفريقي من موقع التشابه، ووفق مفهوم المخالفة في النماذج الأخرى، هو ما يجعل الصهاينة يستشرفون حتمية نهاية مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين . ومن ثم عدم اليقين في استمرار وجود هذا الكيان في فلسطين، وعدم اليقين الصهيوني هو من جانب آخر يقين فلسطيني مطلق، أن هذا الاحتلال إلى زوال إن عاجلا أو آجلا.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الفلسطينية.. فقدان القدرة على الرؤية والقراءة
- وهم حل الدولتين .. والخيار البديل
- وجود الكيان الصهيوني المحتل.. هو العار
- مشاكسات / سلطة تساوي التنسيق..! ذروة التهافت
- مشاكسات / لغة كي الوعي!!.. أمريكا..سارقة..!
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (3/3)
- الشعبية.. تصريحات الفصائل لا تُسمن ولا تُغني من جوع
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (2/3)
- مشاكسات / قلق على منْ؟!.. لا عهد لهم..!
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (1/3)
- الكيان الصهيوني .. واحتدام مأزقه الوجودي
- مشاكسات / تدني لغة الخطاب.. التصفيق ..معيارا للديمقراطية..!
- جنرالات صهاينة.. وقرب زوال - إسرائيل-
- مشاكسات / شراكة.. ضد منْ! .. حماس والحريات..!
- فتح وحماس.. -غير جديرتين بالتمثيل والقيادة-!!
- السلطة الفلسطينية.. فقدان الصلة بالواقع
- مشاكسات / إلهام.. وفساد .. التطبيع ليس خيانة..!
- الجبهة الشعبية.. الهدف المرحلي والتيار الثالث
- مشاكسات / السلطة.. أي دور؟ ... فخر.. بماذا..؟!!
- لوثة المونديال.. التطبيع الذهني.. النفاق


المزيد.....




- ترامب يوقع مرسوما بفرض عقوبات على الجنائية الدولية
- بيسكوف: لم تناقش روسيا والولايات المتحدة تنظيم لقاء بين بوتي ...
- وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروس ...
- سياسي عراقي: انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قد يتأخر
- -الغارديان- : ترامب سيضطر إلى مراعاة مصالح روسيا والصين
- الخارجية الأمريكية: نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة سيكون مؤقتا ...
- خلافات بشأن حكومة لبنان: اجتماع لعون وسلام وبري ينتهي بلا تص ...
- الطيران الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان وشرقه رغم اتفاق ...
- دعوة للانتباه.. مسار ضم وتهجير الضفة بدأ
- جوا وبحرا.. كاتس يدرس السماح لسكان غزة بالسفر عبر إسرائيل


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين