قرار مجلس الأمن الدولي 1483 ، قرارلسلب حق تدخل جماهير العراق في تحديد حكومتها

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 505 - 2003 / 6 / 1 - 06:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

بعد مضي 13 سنة على أكبر جريمة وأكثرها مأساة في التاريخ، رُفع الحصار عن العراق يوم 22 / 5 / 2003 بقرار من مجلس الأمن الدولي. 13 سنة والرضع والأطفال والشباب والنساء والرجال يتعرضون للموت البطيء وسوء التغذية بسبب السياسة الرجعية واللاانسانية للحصار الاقتصادي الذي فرض من قبل أمريكا على جماهير العراق. في فترة الحصار، فقد مليون ونصف من البشر حياتهم وتعرض البقية الى انواع الامراض بسبب حرمانهم من المياه الصالحة للشرب. سياسة امريكا هذه كانت تهدف مباشرة الىتطبيق تفوقها على الصعيد العالمي وفي مواجهة رقبائها ولا تمت بصلة الى ادعاءاتها الزائفة بـ " تضعيف الدكتاتورية " أو " ان الحصار مفروض على حكومة صدام وليس الشعب العراقي ". ان وقائع حياة جماهير العراق خلال 13 سنة الماضية تبرهن هذه الحقيقة وكذلك سياسة الابادة الجماعية لامريكا ضد الانسان والانسانية، تلك السياسة التي اعترض عليها احرار العالم كافة، الا ان امريكا كانت تمنع اللقمة عن أفواه اطفال العراق بالصواريخ والقنابل والطائرات الحربية.
رغم ان رفع الحصار الاقتصادي عن العراق كان امنية ومطلب جماهير العراق وجميع الاحرار ومناصري الانسانية في العالم، وان هذه الخطوة هي من مصلحة جماهير العراق وكان من المفروض ان يرفع هذا الحصار منذ امد بعيد، الا ان امريكا لم تخط هذه الخطوة الا عندما توالمت مع مصالحها الاستراتيجية كتثبيت نظامها العالمي الجديد واضفاء الشرعية على تفوقها على الصعيد الدولي، اقدمت على هذه الخطوة بعد ان هدمت العراق ودمرت ركائز المجتمع. اثر حربٍ مفروضة، دمرت كافة المؤسسات الخدمية من شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والنظام الصحي ووضعت جماهير العراق في أجواء الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار على الصعيد الاجتماعي وكذلك في الصراعات القومية والدينية. وفي نفس الوقت وبعد ان زال الحصار عن العراق بموجب هذا القرار، الا ان امريكا واستناداً الى محتوى القرار نفسه، تريد صرف موارد وأموال جماهير العراق وفقاً لمصالحها، حيث سيتم الاستيلاء مباشرة على هذه الاموال ويصرف معظمها على مسائل كـ " نزع أسلحة الدمار الشامل " تلك المسألة التي لا وجود لها، أو تصرف على ادارتها " المدنية في العراق " وكأن جماهير العراق قد استأجرتهم، وبهذه الطريقة تريد تجويع جماهير العراق وابقاءها في حياة الفقر والعوز.
قرار مجلس الامن 1483 من وجهة نظر أمريكا، ليس من أجل رفع الاحصار الاقتصادي والتخفيف من وطأة مصاعب حياة جماهير العراق، بل جاء لأضفاء الشرعية على الاحتلال العراق وتثبيت غطرسة امريكا على الصعيد العالمي وتأمين سوق رائجة لشركاتها واضعاف صوت اعتراض الجبهة الانسانية في العالم بوجهها وبوجه سياستها في احتلال العراق، وفي نفس الوقت سلب حق تدخل جماهير العراق في تحديد الحكومة التي يريدونها. هذا القرار هو امتداد لسياسة الحصار الاقتصادي ومن أجل تقوية دعائم مصالح امريكا الاستراتيجية. قرار مجلس الامن هذا، أعطى ولأول مرة في تأريخه، الشرعية لاحتلال دولة من قبل أمريكا وبريطانيا ولفترة غير محدودة، أما بقية الدول الرأسمالية الكبرى كفرنسا وروسيا والمانيا والتي كانت حتى الامس القريب تقف ضد حرب امريكا على العراق من أجل مصالحها، نراها اليوم، ومن أجل نفس تلك المصالح، تخضع لتفوق امريكا وتوقع على " شرعية " دولية غير شرعية لامريكا.
ان قرار مجلس الامن هو في نفس الوقت قرار لاضفاء الشرعية على مجمل مساعي امريكا لفرض حكومة قومية ودينية وعشائرية، تلك الحكومة التي كانت امريكا لحد الآن في مسعى لتشكيلها مع أطراف المعارضة العراقية المنضوية تحت لوائها، وكما هو وارد في بداية القرار بصيغة مخادعة وتضليلية " نرحب بالخطوات البدائية التي خطتها جماهير العراق من أجل تأسيس حكومة تمثل كافة الاطراف على أساس سلطة القانون الذي يحفظ مساواة المواطنين في الحقوق وأمام المحاكم دون أي اعتبار للقومية والدين والجنس، وفي هذا الصددد نشير الى بيان الناصرية في 15 / 4 / 2003 وبيان بغداد في 28 / 4 / 2003 " هذا القرار ووفقا للعبارة أعلاه، يظهر مدى خداع وكذب حكومة امريكا وكافة القوى الكبرى المجتمعة في مجلس الامن حول ادعاءاتها، ففي الوقت الذي يتم الحديث عن حكومة ممثلة تحفظ مساواة المواطنين دون النظر الى القومية والدين. تتم الاشارة الى اجتماعات الناصرية وبغداد التي تمت على أساس القومية والدين بل وحتى على اساس العنصر الرجالي وتم اقرار بنود البيان بشكل سري بعيد عن أعين الجماهير.  انها ليست فقط لا تمت بأية صلة الى ممثلي جماهير العراق، بل تعتبر مسعى وسياسةً لامريكا والمعارضة المنضوية تحت لوائها للحيلولة دون تدخل الجماهير في اقرار وتحديد حكومتها المطلوبة.
أيتها الجماهير التحررية والمحرومة في العراق!
قرار " مجلس الامن " هذا ليس فقط من أجل سلب حق تدخلكم في تحديد الحكومة والسلطة التي تريدون، بل من أجل ايجاد ظروف اجتماعية وسياسية تحول دون الادلاء بآراءكم في ظروف مستقرة وآمنة والأتيان بارادتكم المباشرة ، لذا فان الطريق الوحيد هو عدم الاذعان لسياسات امريكا وادارتها القومية والدينية والعشائرية التي تنوي تشكيلها تحت خيمة البنتاغون.
من أجل تقرير مصيركم ومصير الاجيال القادمة، من اجل حياة أفضل تليق بكم وبالانسان المعاصر، تموضعوا في الميدان، نظموا و وحدوا صفوفكم وأفشلوا سياسات امريكا. لا تسمحوا بصرف أموال و موارد المجتمع في العراق في الادعاءات الكاذبة الزاعمة بـ " ايجاد اسلحة الدمار الشامل " و " للادارة المدنية في العراق ".

يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مقدمة صفوف هذا النضال و يسعى من أجل كسب اوسع تأييد و تضامن من أحرار العالم من اجل اخراج أمريكا و أفشال كافة المخططات و المساومات التي تنوى المعارضة البرجوازية العراقية فرضها على جماهير العراق تحت غطاء " حكومة دمقراطية فدرالية".

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
26 / 5 / 2003
للاتصال بقيادة و مقرات الحزب في بغداد والمحافظات :
بغداد- الباب الشرقي، نهاية شارع الرشيد، مقابل الاتحاد العام لنقابات العمال.
- تلفون 008821667760311  من الساعة 7- الى الساعة 8 مساء بتوقيت لندن.
كركوك- المحكمة القديمة، وسط المدينة، مقابل دار الانضباط.
الناصرية- شارع الكورنيش، قرب بناية المحافظة.
عنوان الحزب في الخارج:

www.wpiraq.org / E- mail: [email protected]
BM BOX 8927 LONDON  WCIN  3XX UK
Tel: 0044 7796 25 7020/ 0044 7890 06 5933

 

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات