-1 - رجال ونساء :
بينما كنت انبش في تربة الإنترنت الخصبة عن عجائب الدنيا التي لا تنتهي،عثرت في جريدة السياسة الكويتية على خبر يقول بأن رجلا اندونيسيا يعمل في بيع الأجهزة الالكترونية أنتحل صفة ضابط بالجيش بعد شراءه لباسا عسكريا وارتداءه كي يستحوذ على قلوب الصبايا.واستحوذ بالفعل على قلوب ستة منهن لكن السابعة جلبت له الحظ السيئ. فوالد الأخيرة يعمل جنديا وأكتشف الضابط المزيف.قال الرجل الذي لم يوفق في الحظ السابع أنهن كن يتركنه عندما يخبرهن بحقيقته وبأنه تاجر وليس ضابطا في الجيش. هذا الرجل الذي استطاع أن يحظى بستة نساء عبر ارتداءه الزى العسكري،لم يكن تعسا في تجربته الأخيرة،لكن الحظ خذله كما خذلته النساء. ومصيبته تبقى صغيرة أمام مصائب الآخرين. ففي دول أخرى يقوم الشباب بفعل كل شيء من اجل الاستحواذ على الصبايا لكن دون فائدة،حتى اللباس العسكري كلباس المارينز الأمريكي الذي أصبح معروفا في العراق والكويت وقطر وباقي الدول العربية،لم يساعد الشباب على استحواذ عقول وقلوب النساء. وهذه القصة تذكرني بالنكتة السوداء التي كان يحلو لبعض معتقلي معسكر أنصار تكرارها. وهي أنه لو كان لدورات المياه في السجن المذكور بيوت أرحام لكنا أمام معجزة فعلية مصدرها معتقلو أنصار.
*
-2- جنرالات وحثالات :
أما في فلسطين المحتلة حيث الجيش الإسرائيلي يعربد ويقوم بكل أنواع البشاعة،فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تم تعيين قائد الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي اللواء الدرزي يوسف مشلب في منصب منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.وبهذا يحل اللواء الدرزي المتصهين مكان اللواء الصهيوني عاموس جلعاد.ومعروف أن المشلب أصبح لواءا في يونيو حزيران 2001 وبهذا يكون أول ضابط درزي يرتقي هذا المنصب،خاصة أنه لم يحصل سابقا أن رقي أي من الذين عادوا أمتهم ووطنهم وساهموا بكل وقاحة في بناء الجيش الصهيوني وخاضوا حروب إسرائيل جميعها ضد الفلسطينيين والعرب،لمثل هذا المنصب الرفيع في جيش الإرهاب الإسرائيلي.
لا يعرف مشلب وغيره من أبناء الطائفة الدرزية مدى الألم الذي يعصر قلوب أبناء جلدتهم،حين نراهم يقاتلون مع الاحتلال وجيش إسرائيل المتخصص في الإرهاب والقمع والتنكيل ضد الآمنين من الفلسطينيين والعرب الآخرين (لبنان،سوريا،الأردن،مصر).ويزداد الأمر تعقيدا عندما نتذكر بطولات الطائفة الدرزية في التصدي للاستعمار في لبنان وسوريا والدور القومي والوطني البارز للقيادات الدرزية العربية مثل سلطان باشا الأطرش وكمال و وليد جنبلاط والوزيران العريضي وحمادة وغيرهم من أبناء الطائفة الدرزية،الذين قاتلوا لأجل عروبة لبنان ومن أجل استعادة الجولان ولأجل تحرير فلسطين من الاحتلال.كم هو مؤلم فعلا أن نرى العرب من الدروز والبدو وهم يخدمون الدولة التي شردت إخوانهم واحتلت وطن آبائهم وأجدادهم. أما ترقية مشلب لهذا المنصب تستدعي من الطائفة الدرزية فتح بيت عزاء لتقبل التعازي بموت الكرامة عند بعض أبناءها من المفتخرين بهذا الحدث.
*
-3- طويل القامة ،مرفوع الهامة :
قرأت كذلك في جنة الإنترنت الحارقة خبرا طريفا عن مؤتمر طويلي القامة الغرب أوروبيين،الذي عقد في برلين مؤخرا. وقد شارك في المؤتمر المذكور حوالي 600 شخص من مفرطي الطول من كافة أنحاء دول أوروبا الغربية. وقد تداعى المجتمعون لدراسة الخطر المحيط بهم نتيجة توسيع الاتحاد الأوروبي،بما سيؤدي إلى حدوث قصور في الوفاء باحتياجاتهم.ومن تلك الحاجات مثلا أن دخول أعضاء جدد للإتحاد الأوروبي من دول شرق أوروبا مما يعني أن متوسط طول الفرد الأوروبي سوف يصبح أقل مما كان عليه قبل دخول الأعضاء الجدد.ومعناه كذلك أن الصناعات التي سيضع الإتحاد معاييرها ستكون لأشخاص أقصر،وهذا يشمل كذلك مقاعد الطائرات والسيارات والأثاث ومنتجات عديدة ستصبح غير متوفرة لهؤلاء القوم.ويبلغ طول أطول المشاركين في المؤتمر 220 سنتيمترا .
هؤلاء القوم من حقهم أن يتمتعوا بكل شيء مثلهم مثل غيرهم من سكان أوروبا الموحدة.ولذا سوف تأخذ السلطات المختصة قضيتهم بعين الاعتبار. لأنهم يعيشون في دول محترمة وليس في أشباه الدول كما حال دولنا العتيدة. حيث لا يجد بعض الناس طعاما أو منامة،عداك عن عدم معاملتهم كبشر من الذي يفترض أنهم جاءوا لسدة الحكم كي يعيلوا الناس ويخففوا معاناة البشر.
*
-4- الأندبندنت وعودة أبو ساطع :
كما عثرنا في الإنترنت على خبر من الأندبندنت البريطانية يقول بان أمريكا ستلقى بالعراق نفس مصير وجودها في لبنان. وهذا الكلام صحيح والاستنتاج طبيعي ويعبر عن معرفة ووعي من قبل الذي كتب التحليل في الجريدة المذكورة. وكنت في أحدى مقالاتي عن الوضع العراقي ذكرت ذلك بالضبط وقلت أنه سيأتي اليوم الذي سيخرج فيه عراقي يقوم بنفس العمل الذي قام به أبو ساطع اللبناني يوم قاد شاحنة ملغومة ودخل بها مقر المارينز في بيروت سنة 1983. نقول هذا طبيعي لأنه لا يوجد في البلاد العربية سوى أقلية ضئيلة تكن الود لأمريكا ومنها من يعمل مرتزقا أو مجبرا على خدمة الأمريكان،لكن باقي الناس في بلادنا يعرفوا أن عدو العرب الأول هو أمريكا لأنها حامية إسرائيل والعامل القوي الذي يشجعها على ضرب العرب والتنكيل بالفلسطينيين والاستمرار في سلبهم أرضهم وحريتهم وسيادتهم. وأكثر من ذلك فأن أمريكا لا تفوت فرصة لتؤكد انحيازها المطلق لإسرائيل. وهناك حادثة حصلت إثناء مفاوضات كمب ديفيد الطويلة بين عرفات وبارك وكلينتون تؤكد ذاك الانحياز المستمر والذي برأيي أنه غير قابل للتغير على المدى القريب.فلما كان الرئيس الفلسطيني يرفض كل العروض الأمريكية الإسرائيلية التي بطبيعة الحال لا يمكن الموافقة عليها لأنها تسلب الحق من أصحابه وتحتال على ما تبقى منه لسلبه بطريقة حديثة،مقوننة وبموافقة المسروق نفسه.وقد جاء في الصفحة 26 من" أوراق إسرائيلية رقم 10" وهي التي تحمل أسم" مقايضة الوهم" صادرة عن دار مدار في رام الله في تموز يوليو 2002. أن باراك تذكر كيف أن الرئيس كلينتون تحدث مع عرفات عن الهيكل الأول وبقاياه تحت الأرض على جبل الهيكل وكيف أن عرفات أجابه بأنه لا يوجد هناك أي شيء.فأجاب كلينتون بأنه ليس اليهود فقط ،وإنما أنا أيضا أؤمن بأن هناك بقايا من هيكل سليمان تحت الأرض. وهنا همس احد مساعدي كلينتون "وهو يهودي"(يمكن أن يكون دينس روس) في أذن الرئيس بأن عليه أن يقول لعرفات : أن هذا هو رأيه الشخصي وليس الموقف الأمريكي الرسمي.
تصوروا لوحدكم كم هم منسجمون في آرائهم وأفكارهم مع النظرة الإسرائيلية،وكم هم منحازون للموقف الإسرائيلي،فالوسيط الأمريكي الذي يفترض به أن يكون وسيطا نزيها يتبنى الموقف الإسرائيلي عبر الدائرة الضيقة التي تقود السياسة الأمريكية. مثلا في عهد كلينتون كان مجلس الأمن القومي الأمريكي يتألف من اليهود الأمريكان بأكثر من 90%.ورغم هذا لم يكن أكثر سوءً وانحيازا لإسرائيل مثل المجلس والإدارة الحالية بقيادة الرئيس جورج بوش الابن وأركان إدارته العنصريين.
*
-5- الجلبي مَصْدَرْ أم مُخْبِرْ ؟
جاء كذلك في صحيفة نيويورك تايمز أن المصدر الرئيسي حول أسلحة الدمار الشامل العراقية كان أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي،وقالت إحدى الصحافيات العاملات في الجريدة "جوديث ميللر" أن مصدرها الرئيسي هو الجلبي الذي يتمتع بعلاقات وصلات وثيقة مع مسئولين رفيعي المستوى في البنتاغون.هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أمريكا لم تكن مهتمة بالبحث حقيقة عن سلاح دمار شامل في العراق،لكنها كانت مهتمة أكثر بالبحث عن أسباب لتتمكن من احتلاله وإعادة ترتيبه حسب أهواءها و"بزلم" وقادة من أمثال الجلبي ومكية وعلاوي وجماعة طاق طاق طاقية طاقيتين بعلية،دولتنا المغيبة لا سنية ولا شيعية ولا بعثية ولا عربية ولا قومية ولا شيوعية ولا نصرانية ولا أسلامية،فقط محمية بريطانية أمريكية.
*
-6- كتابات وجميل صالح تفاهات نهج عليل وطالح :
أما في موقع كتابات الذي تحول لبريد للقراء،ولمنبر للمتأمركين والمتصهينين وغيرهم من أصحاب القناعات التي لا تخدم العراق والعراقيين،وحيث يصول ويجول ويتحكم بالموقع بعض الذين لا يروا ولا يبصروا أكثر من أنوفهم،من مروجي اللواط والزنا والسحاق والكفر بالعروبة والجهر بالولاء لأعداء المكان والأرض والإنسان في العالم العربي، وللأفكار الموروثة عن الفاشية والمستمدة من التعاليم التخوينية البائدة.هناك وجدت خبرا مثيرا مع صورة مثيرة أيضا،وصاحب الخبر والصورة المنشورة شخص يُدْعَى أو يَدَعِي أن اسمه جميل صالح،مع أنه لا جميل ولا صالح،لكنه عليل وطالح. المهم أن عنوان الخبر كان كالتالي " جميل صالح : وكر الشر والدسائس في بغداد .. سفارة فلسطين" مع تعليق مأخوذ من قصيدة للشاعر مظفر النواب. أما الصورة فكانت من داخل سفارة فلسطين في بغداد حيث صورة محطمة للرئيس الفلسطيني عرفات،بفعل الغزو الأمريكي العنصري الذي تعرضت له السفارة قبل أيام و بدون أي احترام للقانون الدولي وللعلاقات الدولية.واضح أن الأمريكان يبحثون عن سبب أو حجة يبررون فيها تصاعد الهجمات والمقاومة ضدهم،وأسهل شيء تلبيسها للفلسطينيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال الأمريكي بالاعتداء على السفارات والقنصليات،ففي بداية احتلالها لبغداد حطمت تلك القوات المحتلة أبواب البعثة الدبلوماسية النرويجية بكل وقاحة. أن نشر تلك الصورة في كتابات أمر عادي،لكن الغير عادي والمعيب هو القبول بنشر الجملة الوقحة مع الصورة المذكورة. وهذا خير دليل على ما كنا نحذر منه سابقا من أن المعارضة العراقية المتأمركة والمتصهينة سوف تقوم بالعدوان على الفلسطينيين وبإقامة سفارة للكيان الإسرائيلي مكان سفارة فلسطين. والغريب أن أصحاب موقع كتابات ومنذ أن سقط العراق بيد الأمريكان أصبحوا مع هذه الوقاحات والخيانات. بعد تجربة ليست بالسهلة أو القليلة مع العراقيين،أصبحت أعرف و للأسف الشديد أن كلام الليل العراقي مدهون بزبدة ويمحوه النهار فورا. كما أن هناك من بينهم منافقين وسماسرة ودجالين حتى جهاز كشف الكذب لا يصلح معهم لأنهم منافقون محترفون ومدربون. وفي النهاية نقول:لا جميل صالح ولا عماد صالح ولا حتى عبد الحسين ولا غيرهم من عبيد أمريكا وإسرائيل وكل أعداء الدنيا والدين سوف يكسبوا معركة احتلال بلاد العرب. لأن هذه الأمة حية ولن يكون مصير الاحتلال سوى الزوال و مزبلة التاريخ.