أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلسطين














المزيد.....

خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلسطين


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    



كتب م.علي أبو صعيليك

لن يكون المجلس العسكري في السودان آخر حلقات مسلسل الهرولة والانبطاح في حضن الصهيونية العالمية، فقد بدأت الأحداث تتسارع في السنوات الأخيرة وتنكشف خيوط اللعبة وتتزايد التحالفات من خلال اتفاقيات التطبيع التي يمكن قراءة نتائجها من قراءة تاريخ الكيان الصهيوني الاستعماري في المنطقة العربية.

عودة نتن-ياهو للحكم كان المؤشر للاستمرار في إكمال سلسلة التطبيع المجاني الذي ظهر على سطح الأحداث بشكل مفاجئ ودون أسباب ظاهرة، والتطبيع مع العدو في حقيقته بدأ منذ معاهدة كامب ديفيد 1977 مع مصر وتلاها ما تلاها من اتفاقيات أوسلو 1993 مع السلطة الفلسطينية ووادي عربه 1994 مع الأردن، وهي دول دخلت سابقاً في حروب مع الاحتلال.

أما الموجة الحديثة من التطبيع والتي قد تكون السودان أحدث حلقاتها، فإنها تتميز بالبعد الجغرافي عن فلسطين وتأتي بعد مرحلة "الربيع العربي"، ولا شك في أن حكومة الاحتلال تسعى من خلالها للبحث عن مكتسبات في العالم العربي قد تكون مقدمتها اتفاقيات اقتصادية وتبادلا تجاريا وتنسيقا أمنيا وعسكريا.

وفي المجمل فإن هذه الاتفاقيات تحتاج لجهد أمني واستخباراتي عالي المستوى ومكلف جِدًّا وذلك من أجل استمراريتها لأطول فترة زمنية، فهي على المدى البعيد محكوم عليها بالفشل وذلك للعديد من الأسباب، أبرزها أن الكيان الصهيوني بحد ذاته أبرز أسباب فشلها، فهو كيان استعماري لا يعترف إلا بالمصالح ويبحث عن التوسع ولا يثق بأحد في المنطقة.

كذلك فإن تلك الاتفاقيات لن تخرج عن إطارها الرسمي فهي لا تمتلك أي حاضنة شعبية، والشعوب العربية لا تختلف عن الشعب الفلسطيني في نظرتها للاحتلال بأنه كداء السرطان في الجسم العربي، ولا بد من إزالته حتى تحظى هذه المنطقة بالسلام الحقيقي.

أدركت حكومات الاحتلال استحالة اختراقهم لشعوب المنطقة وهي التي تشكل تهديداً وجودياً للكيان، وذلك أحد أسباب لجوئها لهذه السلسلة الأمنية من التوسع الجغرافي في العلاقات، خصوصاً مع فشل الاحتلال في فرض سيطرته على الشعب الفلسطيني وتطور مقاومته، فجاءت سلسلة التطبيع الحديثة دون أي مقابل، وذلك ما يثير الشكوك حول خفايا تلك الاتفاقيات والأدوار المطلوبة من جميع الأطراف.

وبمراجعة تاريخية للوضع الداخلي في جميع الدول التي وقعت سابقاً اتفاقيات مع الاحتلال، فإنها لم تر خيراً منذ توقيع تلك الاتفاقيات المشؤومة، وتعيش مصر والأردن مراحل صعبة، بينما أصبحت السلطة الفلسطينية معزولة تماما عن الواقع والشعب الفلسطيني وأصبح دورها محصوراً بالتنسيق الأمني مقابل مالي، وفقدت قيمتها وبريقها الذي صنعته المقاومة يوما ما.

وأما تأثير تلك الاتفاقيات على الشعب الفلسطيني في الداخل والمهجر، فإنها في المرحلة الأولى لها تأثيرات متعددة لا تلبث أن تزول بمرور الوقت ويبقى منها الأثر المعنوي، فالدول العربية في حقيقتها امتداد قومي وديني لتحرير فلسطين وترتبط مع الشعب الفلسطيني في وحدة المصير.

والمقاومة الفلسطينية بشقيها التنظيمي والفردي اشتد ساعدها كثيراً وقد أصبحت في السنوات الأخيرة خارج إطار توقعات المؤسسة الاستخباراتية اليهودية، والدليل على ذلك ما تسرب من أخبار عن متطلبات بلينكن ومدير جهاز المخابرات العامة الأمريكية في اجتماعاتهم مؤخرا مع قيادة السلطة الفلسطينية، وطلبهم فرض إعادة السيطرة على بؤر المقاومة في نابلس وجنين والتي أصبحت تمثل عبئاً كبيراً على الاحتلال كما فعلت غزة سابقاً.

وفي كل الأحوال، لن يقترب تأثير الاتفاقيات المجانية من المستوى الذي وصل له تأثير زلزال اتفاقية كامب ديفيد قبل أكثر من أربعة عقود، والتي وعلى الرغم من وقعها الصعب في حينها إلا أن مقاومة الشعب الفلسطيني تطورت كثيراً بعد تلك المعاهدة، رغم أنها جاءت كالخنجر المسموم من الشقيق الأكبر في خاصرة العرب جميعاً.

لا شك في أن الكيان الصهيوني يعمل وفق مبدأ "النفس الطويل" وفق خطوات مدروسة جيداً على الصعيد الاستخباراتي، ولكن خيبته ستبدأ من سوء نواياه الاستعمارية وطموحاته التوسعية، ولذلك فإن أول مسمار سيدق في نعش الاحتلال ويكتب نهاية وجوده في المنطقة أن اتفاقيات التطبيع ستعمل بمرور الوقت على "تدويل الأزمة" وتوسيع رقعتها الجغرافية والشعبية وتدخل أطراف أخرى في قلب الحدث بعد أن كانت ولزمن طويل تكتفي بالمراقبة من بعيد والدعاء.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل التحرير الفلسطيني يذيق الاحتلال العلقم ويبث الروح في الأ ...
- حرق القرآن الكريم بحماية أمنية جريمة سويدية رسمية وليست فعلا ...
- التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق ...
- من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري: لابد أن تشرق شمس الحرية
- ومتى كان وجه أوروبا جميلاً أيها الواهمون، بل هو قبيح منذ الأ ...
- هل انتهت كأس العالم، يبدوا أنها مستمرة حتى تتغير موازين القو ...
- اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة
- وتستمر المغرب في صناعة أسباب الفرح لأمة في أشد الحاجة للفرح
- ليست مجرد فرحة بانتصار رياضي، بل هي صفعات للمحتل الصهيوني
- على ماذا راهنت الصهيونية في تواجد صحافتها في قطر وسط الشعوب ...
- الصهيونية قائمة على التّطرّف، فلماذا نفضل يسارهم على يمينهم؟
- نظرية لافروف حول احتلال فلسطين ليست مجرد أقوال ساخرة
- سياسة الاغتيالات التي يمارسها الكيان الصهيوني تؤكد حقيقته ال ...
- لماذا ننتظر الحرب على أحر من الجمر!‎‎
- التجربة السريلانكية.. دروس وعبر قبل أن تتكرر عربياً
- خرج بينيت بجرائمه من المشهد وبقيت فلسطين رمزاً للحرية
- الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎
- القتل والتهجير والاستيطان هو المنهج الصهيوني الثابت برغم تغي ...
- تأثيرات مسيرة الأعلام على الكيان الصهيوني
- رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلسطين