سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 14:02
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
نخط تعليقنا من أخر خط تماس في جغرافيا الرسالة التي سطرها القائد مالك عقار اير مساء أمس الأول؛ في توصيف المشهد السوداني، وقد جال القُراء والمهتميين بقضايا هذه البلاد علي الخريطة السياسية التاريخية والمعاصرة بين سطور الرسالة التي جعلتنا نتأمل المسافة بين الواقع السوداني المُعَّاش وأحلام لم نتبين الطريق إليها، وقد أتت رسالتهِ مزيلة بعبارة "إذا المصالح لم تجمعنا سوف تفرقنا المطامع" وليست العبارة من البلاغة والرصانة والواقعية فحسب إنما نقرأ في طياتها حكمة نورانية ملهمة للتأمل والإستنارة في ظِل واقع سياسي سوداني مفخخ ومنفتح علي إحتمالات التشظي والتشرزم والإنهيار الكلي إذا لم نختار إجراء حوار موضوعي من أجل إنتاج حلول إستراتيجية شاملة وليس فتح بوابات الجدل للتسويف وتسويق الأوهام في واقع لا يتحمل، وأعتقد من لا يتعلم من التجارب لا يمكنهُ إنتاج خيارات جيدة تقودهُ للسير باتزان نحو المستقبل دون أن يقع مجددًا في الأفخاخ الماضوية.
لقد إبتدر القائد مالك عقار رسالتهِ مُخبرًا القُراء عن تجاربهِ السياسية وما إستلهمهُ من العِبّر في الرحلة من ساحات العمل السياسي إلي معترك الكفاح المسلح؛ حيث مكث طويلاً في هذا الطريق الوعر مع المتغيرات الكبيرة التي شهدها تاريخ السودان "قبل وبعد إنقسام الدولة شمالاً وجنوباً"، وهنا يجب الإنتباه لعبارة وردت في صدر الرسالة التي نحن بصدد محاولة تحليلها وفيها عبارة معبرة لقياس المسافة "بين الواقع السوداني والحُلم السوداني"، وأعتقد أننا بحاجة للإجابة علي سؤال الحُلم السوداني بمخاطبة الواقع بواقعية، وأعتقد أيضا أن "المسافة والحُلم" ينحصران في "الأزمة والحل"، وأن المشكلة الأساسية أننا لم نختار بعد الطريق الأمثل للخروج من الأزمة التاريخية المتكورة من حين لآخر بغية النفاذ إلي حُلم سودان السلام والديمقراطية والمواطنة المتساوية وبحث الكيفية المثلى للحد من وقع صدمة إنقسام الدولة بوضع خطط عقلانية للتكامل مع جنوب السودان.
من هنا جاء النقد الواقعي الصريح الذي قدمهُ القائد مالك عقار للواقع السياسي السوداني بيد أنه ذكر بأن ذلك الوضع المأزوم أضر بالسودان ولكنهُ قابل للتغيير إذا توفرت الإرادة الوطنية والمصداقية لتحقيق ذلك، وهذا في قولهِ "ليس هنالك عدمية في الوصول إلي حلول لكن التنازع وعدم الوفاق وتعدد المنابر والتدخلات الخارجية وتباين المطامع بين المكونات السياسية تاكيدًا علي طول المسافة"، وهذه من المعضلات المعقدة للغاية، وهي ما جعل المسافات بعيدة بينما البلاد تحتضر وتنهار وتتسع تلك الهوة بقدر إتساع أرض الوطن، وقد أصبح السودان مفتوحًا للأجندة الخارجية بسبب حياكة المماحكات السياسية الداخلية التي لا مناص من تدميرها لمستقبل السودان في حال إستمرار الإبحار نحو المجهول، وعلي خارطة هذا العالم الشاسع الذي نعيش فيهِ نحتاج أن نصنع موقع مميز ولائق للسودان الجديد.
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟