عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 18:30
المحور:
الطب , والعلوم
يقول محرر مجلة اللانسيت الطبية العالمية الصادرة يوم الرابع من شباط/فبراير الحالي أنه "لا يمكن أن نستمر بالأعتقاد بالفكرة التي تقول أن تكلفة وتعقيد أسلوب رعاية مرضى السرطان سيظل مشكلة مستعصية على الصحة العالمية ..
وتكتب المجلة : من السهل الشعور باليأس من مرض السرطان، فهناك تفاوتات عالمية في رعاية مرضى السرطان ومكافحته، وهي تفاوتات وأختلافات بين الدول متجذرة بعمق، والحقائق صارخة تتكلم عن نفسها. فمعدلات البقاء على قيد الحياة من سرطان الأطفال، على سبيل المثال، تزيد عن 80٪ في البلدان ذات الدخل المرتفع مقابل 20٪ في البلدان منخفضة الدخل.
ولابد من القول أن هذه الفوارق أنما تنشأ من الأختلافات الهائلة في الخطط الصحية الخاصة بالوقاية من السرطان ورعايته – بما في ذلك التعرض لعوامل الخطر المسببة للسرطان، وفي توافر برامج الصحة العامة، وفي الوصول إلى التشخيص والعلاج .
أضافة الى أهمية ملاحظة التباين في تواجد خدمات السرطان العالية الجودة بين الدول، بما في ذلك العلاج الإشعاعي والعمليات الجراحية المعقدة والعلاجات الجديدة. دون أن ننسى أهمية أحداث تطورات كبيرة في البنية التحتية، والقوى العاملة، والتعليم والتدريب، مما يحتاج الى تكاليف قد تكون مذهلة. ولابد من خطوات عملية يمكن أتخاذها لتحسين الموقف من مرضى السرطان في العالم:
أولاً ، تغيير طريقة التفكير في الصحة العالمية. هناك مبادرات دولية للسيطرة على العديد من أنواع السرطان والقضاء عليها. إن الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية، بما في ذلك السرطان، مكرس في أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك ، فقد تم إهمال الأمراض غير المعدية من قبل المجتمع الصحي العالمي، حيث لا تزال الأمراض المعدية وصحة الطفل تهيمن على أمثال مؤسسة جيتس والصندوق العالمي، حتى عندما يصبح السرطان سببًا رئيسا للوفاة.
ففي عام 2021، تجاوزت المساعدة الإنمائية للصحة 9 مليارات دولار لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز ، مقارنة بما يزيد قليلاً عن مليار دولار للأمراض غير المعدية. ومن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب لهذا الإغفال، من تنوع السرطان إلى الأفكار القديمة حول ماهية الصحة العالمية، ولكن الفكرة القائلة بأن تكلفة رعاية مرضى السرطان وتعقيدها هي مشكلة مستعصية على الصحة العالمية ستلعب دورًا أيضًا. وهذا مما لا يمكن أن يستمر.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟