أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/2















المزيد.....

-الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالاميرالركابي
من الصعب، ان لم يكن من غير الوارد ان يتابع المتلقي مامراد عرضه هنا، بجوهره وخلفيته، من دون ان ناتي على المنهجية المتبعة في قراءة موضوعنا مدار البحث، وعلى وجه التحديد مرتكز قراءة التاريخ بناء على الاليات الازدواجية كاليات تفاعلية مجتمعية، كما نعتمدها زاوية للنظر الى التاريخ وحدثانه، فالمجتمعات براينا هي حكما وكينونة "ازدواج"، منه الازدواج الازدواجي وهو نوع فريد يختص به وادي الرافدين، وازدواج احادي تغلب فيه الاحادية، ولاتنشا المجتمعات ابتداء على هذه الحال، بل على العكس تنشا احادية قبل ان تتوفر على الاسباب والوسائل الضرورية لتحولها للازدواج، وهو ماينطبق على الصنف اللاارضوي من المجتمعية، قبل ان تلتقي مع الصنف الارضوي النازل اليها من الشمال، من "عراق الجزيرة"، فتغدو الازدواجية الاصطراعية وقتها قائمه وفاعلة، في حين تكون المجتمعات الاخرى احادية، الى ان تخترقها التعبيرية اللاارضوية التي تنتج بفعل اصطراعيتها الافنائية، نمطها التعبيري الدال على صنفها وهي ممتدة خارج ارضها.
ويخالف مامر في اعلاه طبعا، المنظور الاحادي للمجتمعات وتاريخها سيرورة ومقصدا، وهو ماكان يستدعي على الارجح تخصيصا منفردا، يبحث في المنهجية المقترحه من زاوية كونها انقلابا في الرؤية والمقاربة، الامر الذي نواضب وكنا قد عرضنا جوانب منه تكرارا عبر مانكتبه في هذا المنبر بالذات، وان يكن ماسلف لايغني كما تبين لنا بالمناسبة الراهنه، عن التركيز والتخصيص الذي سنحاول جهدنا التعرض له في السياق وخلال البحث في التطورات المنوي عرضها هنا، لما نجده ضروريا لاجل تفسير سيرورتها، ومايقف خلف متغيراتها من العوامل والاسباب العائدة لفعل الازدواج المزاح من المشهد حتى اليوم، وبحسب الرؤية الاحادية الغالبة كمنهج وممكنات ادراك.
وبما يخص حالتنا في الجزيرة العربية ابان وخلال الثورة الاسلامية، من المهم توضيح ناحية غاية في الاهمية، تخص البنية الجزيرية من ناحية علاقتها بالعقيدة كاحادية قبلية، فكون هذا الكيان هو احادية لادولة، الاحتراب فيها بديل "للعمل" في الارض، يمنحها قربا خاصا من العقيدية اللاارضوية، فهي على سبيل المثال ليست مثل بنية مصر المعاكسه تكوينا كاحادية دولة، المجتمع فيه يتجسد في "دولة وطنيه" تتوقف دينامياتها عند حدودها، مايجعل من علاقتها بالعقيدة اللاارضوية حاجة ومتنفس ضد الكلية الاحادية، وليس مايقارب التماثلية البنيويه، والامر هنا يحيلنا لناحية اساسية هي تلك التي تمر بها المجتمعات، من الاحادية الى الازدواج، الى مابعد الازدواج، فالاختراقية اللاارضوية تحدث بالاحرى ابتداء بحسب الظروف ونمطية المجتمع الذي تخترقه، لتنشا حالة تاقلم واعادة تشكل، ماتلبث الاحادية بموجبها تعود محاولة استعادة موقعها ودورها، وقد تضطر لتغيير بعض اساليبها وطرق فعاليتها، الى ان تضع اللاارضوية في المكان الذي تستحقه، ولاتستطيع الاحادية اجبارها على التخلي عنه، ووقتها نتوفر على المجتمعية الازدواجية بحال استقرار، بمعنى اننا امام حالة احادية اولا، واختراقية ثانيا، وازدواجية نهائية.
ماتقدم يحيلنا لنقطة هامه نجدها حرية بلفت الانتباه ضمن السياقية التفاعلية لموضعي البؤرة الازدواجية المجتمعية، واحادية اللادولة المتحولة الى الازدواج الاحادي، فالاصطراعية العقيدية القبلية بحالة الجزيرة كانت محكومة للانتقال من حالتها الدنيا، وعودة القبلية الاحادية للفعالية على سبيل استعادة المكانه والدور، الى الحالة الاعلى الازدواجية المجتمعية الامبراطورية، فكان واردا، لابل من قبيل ملايمكن تحاشيه، تحول العقيدية كقبيله الى اللاارضوية الرافيدينه بعد محطة انتقالية، برزت اثناءها القبلية بصيغتها لاالاحترابيه التقليديه، بل "التجارية الاموية" المضادة للعقيدية ساعة نشاتها، مرتكزة لقاعده هشه، فارض الشام موضع بلا تشكل كياني، وهي ممر امبراطوري غير قادر على التحول الى نظام مستقر، في حين قامت الدولة الاموية باعتبارها حضورا لكتله برانيه من خارج المكان، بدون ديناميات خاصة، هم المقاتله بمواجهة الروم، بينما كانت العقيدية والقبيله الاحترابيه تتشكل في ارض مابين النهرين في الكوفة، مولدة حال اصطراعية عقيدية قبلية، تمثلت بسلسله من الانتفاضات، لتنتهي بسقوط دولة بني اميه، المرتكزه بالاساس الى قوة مفعول "الفتح" بالدرجة الاولى.
ومن عرب الجزيرة الى عرب اللاارضوية العراقيين، حدث التحول الذي جعل ابن البادية علي بن الجهم، يتغير من القول للخليفة مادحا: "انت كالكلب في حفاظك للعهد... وكالتيس في قراع الخطوب" الى " عيون المها بين الرصافة والجسر... جلبن الهوى من حيث ادري ولاادري" بعد برهة زمنيه قضاها في بغداد، فاذا حصل هنا الانتقال من الاحترابيه بخلفية اقتصاد الغزوالقبلية، الى احترابيه النمطية المجتمعية اللاارضوية، وعودة الابراهيمه الى ارضها، فلا بد ان نقف في الحاصل، امام قانون سار في ارض السواد، ظل فاعلا دائما، قائما ومستمرا على مر القرون، مع تبدل الاقوام والسلالات النازلة الى ارض الخصب من اطراف القوس الاعلى، شمالا وشرقا وغربا، حين لايظلون هم ذاتهم ويصبحون اخرين كينونة هم ابناء الازدواج واصطراعيته.
ليست اللحظة التي انبثق فيها الاسلام الابراهيمي الجزيري لحظة واحده، ولا هو وماتمخض عنه دعوة وفتح وانتشار عربي، او مايسمية القوميون المغالون، التعريب، فالجزيرة توقفت عن الفعالية بذاتها مع قرابة منتصف الفترة الراشدية، لينتقل الحدث الحاصل في المنطقة الى الطور الاعلى باعتباره انطلاقة "دورة تاريخيه" ازدواجية ثانية، تبدا مع انزياح ثقل ووطاة الاحتلال الفارسي عن الاليلات الازدواجية الرافدينيه، والتي تشير بعض العلامات الى انها كانت بالاحرى ليست في حال غياب كلي، الامر الذي سرع دينامياتها في حينه، بالاضافة لعامل الانقلاب القبلي التجاري الاموي الذي اذكى التفاعليه الازدواجية.
عند هذا المنعطف، تتراجع الجزيرة العربية بعد ماوفرتة من الاسباب الهامة بالتحريرية والفتح، او الافق الامبراطوري الممتد الى حدود الصين، ليولد الجزء الاهم من الدورة المنوه عنها فتعاد صياغة الاسلام والعروبة نفسها، بما فيها اللغة والشعر الذي هو تعبيرية الجزيرية ماقبل العقيدية، فيقعدان ويوزنان، وتحل المذهبية والموجة الشعرية الثانيه مابعد الجاهلية، عدا عن الفقه والتاريخ والحديث، والانتقال الى مابعد النبوة ب "الامامة"، سوى ماقد حصل من انتقال القبلية، من قبلية صحراوية، الى ازدواجية امبراطورية مع العباسيين وهروبهم من الكوفه سيرا مع القانون البنيوي الناظم للبنية الرافدينيه، حيث لادورات ولا تجليات نهوض وصعود الا الامبراطورية، ومايقابلها من كيانيه مستقلة بذاتها، وقوانين بنيتها بلا اعلان.
وكما هو القانون الناظم لازدواجية الكيانيه، وكما حال بابل المدينه الامبراطورية القابعة داخل اسوار ها، والمحصنه اعلى وامنع تحصين يمنحها "الاستقلال" عن المجتمع الاسفل اللاارضوي، ويجعلها حكما "مدينه امبراطورية" بلا تواصل مع المجتمع الاسفل، بل تصارع، فان كان لها من سلطة او نفوذ فهو مايتحقق بالغزو الداخلي المكلف للغاية، تعود بعده الامبراطورية الارضوية للانزواء داخل مدينتها الحصن، وقلاعها، وعسكرتها السلالية، وتلك نتيجه عادة ماتولد بالتجربة، حين تنزل الاقوام الاحادية التكوين الى الاسفل متوهمه قدرتها على السيادة والحكم، الى ان تقتنع باستحاله ماهي طامحه له، فتضطر لبناء موقع مستقل ومدعم بالاسوار والخنادق،في بابل، وبعدها بغداد، فالامبراطورية الازدواجية غير الامبراطوريات الاحادية ونماذجها الرومانيه والفارسية، او حتى الصينيه، مع اختلاف الديناميات، والقانون المتولد عن الازدواج والاصطراع الازدواجي.
هكذا قامت مرة اخرى دورة ازدواج كونية، بعد السومرية البابلية الابراهمية، لتاخذ هذه المرة اسم العباسية القرمطية الانتظارية، وتختلف من حيث سياقات التشكل والانبعاث بعد الانقطاع الاول، مع تغير في التفاصيل واشتراطات التشكل، مايجعلنا من حيث المنهج وخريطة التناول الخاصة بهذا الدور من تاريخ المكان، معنيين بالعودة الى اسسه التكوينه وكياناته وتفاعليتها الاجمالية، لننظر بعين تتعدى اللحظة الاولى، او انبعاث الشرارة بالدعوة الاسلامية الاحترابية، كي نطابقها مع المسارات اللاحقة، بالتوقف عند الكيانيه الامبراطورية الفاعلة كونيا على مستوى المعمورة لمايقرب من خمسة قرون، ولنتصور تاريخ هذاالدور لو ان حضور العراق قد ازيل، او امحي من اللوحة، ثم نحاول بعدها ان نتخيل صورة المنطقة والعالم الشرقي الممتد الى الهند وحدود الصين، لابل والعالم برمته، ومنه اوربا التي تبدا بوراثة الامبراطورية العباسية، مع سقوطها في القرن الثالث عشر.
الاسلام الكيانيه المركزية الكونيه، والعاصمة الكوسموبوليتيه المركز التجاري العالمي ومحط الفعالية والتفاعلية بين الشعوب الشرقية، وما انتجته كوحده على الصعد كافه، ماقد حول الاسلام، وجعل منه نظاما حيا تفاعليا مشتركا، ماكان ليكون على الاطلاق، لو ان المسالة توقفت بالفتح لوحده، ولكانت الصورة واللوحة التي انتهى او افضى لها "الفتح" الجزيري، مما لايمكن، بل من المستحيل تخيله، فضلا عن توقع انتهائه لما انتهى اليه من دخول المنطقة الشرقية مابعد فارس دائرة الابراهيمه الاقرب الى الدائرة المنشا، وهو ماتكفل به العراق الامبراطوري الازدواجي، ومايحسم القول بشان الاسلام وبداياته، واذا ماكان واردا اعتباره منجزا جزيريا عربيا، ام نقطة انطلاق لدورة تاريخيه ازدواجية ثانية، بعد تلك الاولى ذات الخاصيات المماثلة على مستوى المعمورة، الامر الذي لم يكن للجزيرة فيه اي مكان، او حتى مجرد حضور.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/1
- كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/5 النداء الأعظم: ياابناء ارض ...
- كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/4 النداء الأعظم: ياابناء ارض ...
- كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/3 النداء الأعظم: ياابناء ارض ...
- كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/2 النداء الأعظم: ياابناء ارض ...
- كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/1 النداء الأعظم: ياابناء ارض ...
- طبقات ماركس والامبريالية النمطية الغربيه؟*
- حزب/اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/4
- الحزب/ اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/3
- حزب/ اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/2
- الحزب/اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/1
- -المهدي-وشرط-الحضور-قبل-الظهور-؟/ 3
- -المهدي-وشرط-الحضور-قبل-الظهور-؟/2
- -المهدي-وشرط-الحضور-قبل-الظهور-؟/1
- غائبان-المهدي-والوطن/كونية العراقية؟
- -التاريخانية اللاارضوية-والازدواج المجتمعي؟/3
- -التاريخانية اللاارضوية- والازدواج المجتمعي؟/2
- -التاريخانية اللاارضوية- والازدواج المجتمعي؟/1
- الانتقال للذاتيه الكونية ونهاية الايديلوجيا/ ملحق
- إبراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/4 مكرر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/2