أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - د. وسام روك : رفعْتَ رأسَنا عاليًا














المزيد.....

د. وسام روك : رفعْتَ رأسَنا عاليًا


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 14:14
المحور: المجتمع المدني
    


صُدمْتُ ، صُعقْتُ ، تزعزعتُ فالحَدَث عنصريٌّ وأكثر ؛ موجع ، مؤلم ، يتسربل بالحقارة والتكبّر الاجوف والنّظرة الاستعلائية المقيتة.
كلّ هذا حدث في مستشفى " هعيمِك " في مدينة العفولة يوم الثلاثاء الفائت ، حيث وضعت أمّ نصراوية زوجة طبيب مولودها الثالث وادخلوها توًّا الى غرفة هناك ، حيث تواجدت سيدة يهودية ، فما أن سمعت تلك السّيّدة أن الامّ القادمة بعد الولادة تتحدّث مع زوجها باللغة العربية ، حتى " قامت قيامتها ولم وتقعد" فانتفضت وبدأت تصرخ وتطالب وتقول أنّها لا تريد أن تتقاسم غرفتها !!! مع امرأة عربية، فراحت تصرخ وتصرخ حتى ملأت المشفى صراخًا فجاءت إدارة المشفى لائمة ورافضةً طلبها قائلة :
هنا يا سيدتي مستشفى وليس فندقًا !
والعائلة العربية ذاهلة وصامتة..
ولم ترض تلك " المستورة" واستمرت بالصّراخ والليل في منتصفه، ناسية انها ولدت على ايدي أطباء وممرضين اكثرهم عربًا ، فقرّر الطبيب وزوجته أن يتركا الغرفة طوعًا لينتقلا الى غرفة أخرى .
ما أحلاه من طبيب ... اسمعوه يقول لوسائل الاعلام التي تناقلت الخبر :
كُنّا سنكون فرحين وسعيدين بوجودنا مع أناس آخَرين في غرفة واحدة. موقف المستشفى كان رائعًا .
وتابع قائلًا : لا نحمل في قلوبنا ضغينة أو شيئًا سيئًا ضد هذه المرأة بل نتمنّى لها ولغيرها صحةً وسلامًا.
واستطرد قائلًا : إنّه حَدَث صغير ولكنه ترك صرخة صارخة مُدوّية في القلب.
إنّه ليس الحادث الوحيد في البلاد ، فقد فعلتها في عام 2016 امرأة وزير المالية سموتريتش الذي كان آنذاك عضوًا في الكنيست ، فرفضت التواجد بالغرفة مع امرأة عربية .
وعلّل آنذاك عضو الكنيست سموتريتش على ذلك قائلًا : امرأتي ليست عنصرية ولكنها تريد أن ترتاح فالأمهات العربيات يحتفلن بولادتهن مع عائلاتهنّ احتفالًا ، ثم استدرك قائلًا في الحقيقة لا يتوقف الامر هنا، فالكل يعلم أن هناك حرب بيننا وبينهم، ومن الطبيعيّ ان ترفض زوجتي ، فمن يدري فقد يقتل بعد عشرين سنة الطفل العربيّ هذا ابننا !
تخيّلوا معي لو أنّ سيّدة يهودية وضعت مولودها في مستشفى في مدينة لشبونة البرتغالية او في أمستردام الهولندية ورفضت امرأة مسيحية هناك ان تشاركها المرأة اليهوديّة غرفة المشفى ، لقامت الدنيا ولمّا تقعد حتى الآن ولهدرت وسائل الاعلام الاسرائيلية هدرًا ملأ الآفاق .
ثمّ تخيّلوا معي لو أن عضوًا في الكونغرس الأمريكي او في أي مكان في أوروبا او العالم ، صرخ وتلفّظ وعبّرَ كما عبّر وزير ماليتنا سموتريتش حين كان عضوًا في البرلمان الاسرائيليّ.
اشفق على هؤلاء البَّشَر وأُصلّي من اجلهم لعلّ ربّ السّماء يفتح عيون قلوبهم ، فيعرفوا أنّ الانسان أيًّا كان لونه وقوميته ودينه ورأيه هو أخ وخليقة الله .. نعم ولن تقنعنني يا هذا بأنّك تحبّ ربّ السماء ولا تحبّ أخاك الانسان الذي يسكن بجانبك حتى ولو كان يعبد الحجر!
وأمّا للدكتور الجميل وسام روك – والذي لا أعرفه شخصيًّا – فأزفّ له ولزوجته اضمامة فلّ ونسرين بمناسبة قدوم المولود الثالث كما وأزفّ مثلها للمولود اليهودي .
ولا يسعني إلّا أن أزجي للدكتور وسام قصيدة جميلة حُبلى بالمحبة ، عابقة بشذا التقدير ، مُتسربلة بسربال الإنسانية الزّاهي وأقول :
رفعْتَ رأسنا يا رجل ... رفعْتَ رأس الإنسانية عاليًا وقزّمْتَ من حيث لا تريد ولا ترغب أولئك المُتعالين والناظرين من علٍ على البشر ؛ هؤلاء المُتعالين الذين يذكر التاريخ قبل ألفيْن ونيّف من السّنين كيف أن اجدادهم أكلوا وشربوا وشفوا وصرخوا بعد يومين : ليُصلَب ... ليصُلب .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتين كفى !
- لبناني ولبنانكم
- أنا انسانٌ حُرٌّ
- نوّابنا العرب والصّمت المطبق
- باقة فلّ أزفّها لكلّ طبيب
- ورد وجود والتابلِت
- ورحل الشّاعر الجميل
- عاشقٌ أنا للإنسان
- لوحات يرسمها البالون
- مونديال قطر هل سيقلب الموازيين ؟
- بن غفير لا أخافُكَ
- وتهاجر الطُّيور
- مَنْ لم يجمع معنا فهو فَرّقَ
- الـ ق . ط. ي . ع . ة
- زِخّي وازرعي الأيام فُلًّا
- دعيميّ الهوى
- مونديال قطر وموقد النّار
- دعوني ... أريد أنْ أُهاجر
- انسَ الوعِدْ
- أنا حرّاث جيّد !!!


المزيد.....




- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - د. وسام روك : رفعْتَ رأسَنا عاليًا