أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعد محمد عبدالله - إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم














المزيد.....

إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 11:33
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ذكرني العِراك والتناطح الحاصل في الساحة السياسية السودانية وإنهيار الإقتصاد وإضمحلال الأمن وتفكك النسيج الإجتماعي في ظِل إصرار البعض علي التمترس خلف مواقف سياسية إقصائية تظهر تنمرًا غليظاً علي الآخر، وهنالك عدم إستشعار للمخاطر الوجودية المحدقة بهذه البلاد والمهددة لبقاء شعبها، ونحن نتوسط عالم طامع ومتغير وشريط إقليمي مضطرب جداً من القرن إلي الساحل الافريقي، ورغم ذلك لا نجد إستجابة لمشاريع ومبادرات التحول السلس إلي واقع جديد يضمن فيهِ الجميع موقعهم دون إقصاء طالما الحديث عن بناء دولة عدالة وسلام وحرية، وتذكرت هنا المقولة المهمة والملهمة التي أطلقها الرفيق القائد مالك عقار اير عضو مجلس السيادة الإنتقالي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال مخاطبًا جمع متنوع من الساسة والمثقفيين في مأدبة عشاء أقيمت بمنزل الرفيق القائد أحمد العمدة حاكم إقليم النيل الأزرق قائلاً "إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم"، وقد كانت مقولة مثيرة للتأمل وصالحة للتعميم علي المشهد السوداني إذا نظرنا خلف ما تحملهُ من مضامين وأبعاد سياسية عميقة وتتطابق مع واقع إقليم النيل الأزرق والسودان ككل، والمصالح الوطنية المشتركة كثيرة لكن البعض يركزون علي ما يفرق الناس أكثر من الأشياء التي تجمهعم، ونقرأ تقاطع المطامع الداخلية المقترنة بالمطامح الخارجية أو "العكس صحيح"، وفي كل الأحوال نضع تلك العبارة للنقاش الموضوعي في جميع المواقع.

لقد كان خطاب القائد مالك عقار في ذلك اليوم مختلفًا تماماً عن المعهود من حيث المفردات والعبارات ولونية المنهج الذي استخدم لإيصال رسائل للمثقفيين والسياسيين والمهتميين بمناقشة قضايا المجتمع؛ فقد أفرد مساحة معتبرة للتذكير بتاريخ نساء جميلات وملهمات جملن أحبار أقلام الشعراء وجعلن من أصوات المغنيين تلين وترن أوتارهم الرائعة بأسمائهن ونضالاتهن في الحقب الماضية، وكان بين الناس إحداهن، وتحدث عنها باعجاز وإعجاب شديدين، وعن آخريات بلسان أديب ومثقف نوراني عالٍ الكعب ومحب للجمال وحافظ للتاريخ ولديهِ رؤية للمستقبل، ولكنهُ أيضاً عرج ومزج حديثهُ بنقد صريح لواقع السودان مشيرًا لمثيري خطاب الكراهية والعنصرية ومن يسعون لتقسيم مجتمعات الإقليم لأحلامهم وأجندة الآخريين، وجميعهم ضحايا المطامع والمطامح، ثم أردف القول بوصايا الأباء والأدباء والحكماء مع حنكة سياسية كبيرة متحدثاً بعبارة "إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم"، وظلت تلك العبارة المثيرة عالقة في ذهني بينما أحاول قراءة إنعكاسات مشاعر الحضور وهم في مجلسهم يتقاذفون سهام الأنظار ويتمتمون بأحاديث لم أفهمها، في محاولة لإستجماع شظايا أفكارهم وتحليل كل ما يقع من كلمات علي مسامعهم، ألهم في تلك الأمسية المثيرة يفهمون العبرة بينما الأبرة تخنق الحلاقيم، وفي باطن الليل الكثير مما قِيل وما لم يُقال بعد.

منذ ذلك الوقت، ورغم رهق السفر من أولو إلي باو والدمازين، ومشاهد كثيرة تتزاحم في مخيلتي وتتملكني وتثير الأسئلة والإستفهامات كما هو حال رفاقي الذين كانوا يتجاذبون الحديث عن المشكلات السودانية التاريخية والمعاصرة وآمال الشعوب المطهدة والمهمشة في شتات الريف والمدن المريفة وتطلعات النازحيين واللاجئيين، ومعادلات بناء السودان الجديد، ولكني في الوقت ذاتهِ لم ألتقط أنفاس السفر حتى جلستُ مع نفسي طويلاً، آخذاً في التفكير بشأن ما قالهُ القائد مالك عقار في ذلك المحفل "إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم"، والسؤال هنا عن أي مصالح وأي مطامع؛ أعتقد هنالك من يستطيعون الإجابة، ولكن ما يهمنا الآن كيف نوحد أنفسنا وبلادنا، ويجب تحليل تلك العبارة قياساً وإسقاطًا علي الواقع المتأزم المُعَاش في كل بقاع البلاد، ولا أظن أن واقعنا السياسي والإجتماعي والإقتصادي والأمني يحتاج لتفاسير وتحليلات أكثر مما يحتاج لتفكير خارج المألوف لإيجاد حل يجنبنا الإنقسام والتشرزم والإرتهان لإرادة قوى آخرى، ويحتم علينا الواقع السياسي السوداني أن نتحمل مسؤلياتنا ونتقدم الصفوف بنضج لنضع مصالح شعبنا وبلادنا في مقدمة أولويات أجندتنا بغية العبور الآمن إلي دولة السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والإقتصادية من أجل إستشراف المستقبل.

2 فبراير - 2023م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد مالك عقار بعيون شعبهِ ومشاهد من ذاكرة رحلة أولو
- ظاهرة الرفيق كرموش
- الحركة الشعبية: أحداث العنف بولاية جنوب كردفان
- الحركة الشعبية: بيان صحفي للمتحدث الرسمي
- الحركـة الشعبية - تصريح صحفـي
- تأملات ما قبل المرحلة الثانية للحوار السوداني
- تخريج الدفعة الأولى من الشرطة النسائية في مسار المنطقتيين ضم ...
- المكاشفة بداية الطريق نحو التغيير
- الحركة الشعبية: بيان صحفي
- الحركة الشعبية: إيضاح صحفي حول تقرير صحيفة اليوم التالي
- الحركة الشعبية تستنكر أحداث بليل وتطالب بلجنة تحقيق
- الحركة الشعبية: إحاطة صحفية
- الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال تنعي الدكتور جمال الكنين ...
- 19 ديسمبر والراهن السياسي
- القمة الآفروأمريكية
- القمة الافريقية الامريكية
- الحركة الشعبية: اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- إتجاه العملية السياسية ومتطلبات التغيير
- تعليقاً علي الإتفاق السياسي الإطاري
- الحركة الشعبية: تعميم صحفي


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعد محمد عبدالله - إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم