عادل بشير الصاري
الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 16:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أروني شعبا واحدا من شعوب هذا العالم واجهته مشكلة من مشاكل هذه الدنيا، فأخذ يبحث عن حل لها في متاحفه ودفاتره القديمة ، ويسأل ماذا قال فلان في مسألة كذا في القرن العاشر، وهل فعل أجدادنا مثل هذا؟.
هل الإيطاليون أو اليونانيون مثلا يطبقون الآن نفس القوانين والأعراف والشرائع الأرضية التي كانت سائدة في عهد الامبراطوريتين : الرومانية والإغريقية ؟.
هل رأيتم بوذيا أو هندوسيا يوقظ أجداده من قبورهم ليسألهم عن حل مشكلة واجهته مع زوجته ؟.
هل قرأتم أو سمعتم أن إنجليزيا واحدا استعصت عليه مسألة اقتصادية، تكاسل عن إيجاد حل لها ، وبدأ يقلب في موروث القديس بولس أو في أرشيف إدارة الملكة فكتوريا ؟.
إلامَ نظل عالة على أباءنا وأجدادنا في كثير من شؤون حياتنا، نقتات مما تركوه لنا ولا نضيف إليه شيئا يذكر؟.
ولماذا كلما دعا مفكر أو عالم أو فقيه إلى رأي جديد نرفضه فورا ونلعنه ونتهمه بالردة عن نهج الآباء والأجداد؟.
ما هذه العقول الجامدة التي تحاول أن تتحدى سنة الله في خلقه ، وتجهل ناموس الحياة القائمة على التغيير والتطوير؟.
إن متعة الحياة تتحقق بالالتزام بقوانينها التي سنها الله سبحانه وتعالى، وهي قوانين التغير والتحول والتطور، ومن المؤسف أن الكثير منا يواجهها ويحاول طمسها بالمحاكاة والتقليد والتقديس ، والحق الذي جدال فيه أن الآباء والأجداد كانوا أنضج منا عقولا وأكثر شفافية وأصح فهما لسنن الله.
#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)