أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - قصي لبيب - أين العرب من هؤلاء العرب؟















المزيد.....

أين العرب من هؤلاء العرب؟


قصي لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 09:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


انضم إلي صوتي عربي آخر مهتم بقضية الصحراء الغربية، بعد أكثر من ثلاث عقود من الزمن، و إن كان صوتا باحا في دنيانا العربية، فإنه علي الأقل نطق، و المثل يقول: الساكت عم الحق كالناطق بالباطل.
إنه صوت السيد إبراهيم بخيت في صحيفة الــرايــــة الـقـطـريــة ليوم 9 تشرين الأول (اكتوبر) 2006 تحت عنوان: " الصحراء الغربية المنسية... جرحا نازفا منذ ثلاثين عاما يتغافل عنه العالم العربي و الإسلامي، و يترك أمر مداولته للعالم الغربي و الأمم المتحدة ".
كان صاحب المقال أكثر جرأة مني حيث استغرب قائلا: " تتعالي بعض الأصوات منكرة وجود أزمة في الصحراء، و أن هناك شعبا صحراويا يريد التحرر من القبضة الملكية المغربية ".
متسائلا في نفس الوقت: " ما معني أن تعترف بعض دول العالم بالجمهورية الصحراوية، و أن تنشط الأمم المتحدة في أعلي مستوياتها في البحث عن حلول للمشكلة القائمة و الحرب النازفة في ذلك الجزء من الوطن العربي؟ في حين أنه من الغريب أن يوجد من لسبب أو لآخر يلجأ لإنكار أن هناك مشكلة، و أن ما يسمي بالشعب الصحراوي هم مجرد رهائن لدي البوليساريو محجوزين في مناطق نائية دون أبسط مقومات الحياة، و أن البوليساريو تتاجر وتستجدي بهم بغرض جلب استعطاف المنظمات الدولية ".
لقد سبق لي أن كتبت مقالات بعثتها إلي عدة صحف، لكنها لم تلق آذانا صاغية ما عدا ما تفضل به موقع الحوار المتمدن اليساري، رغم أني من طينة أخري من الناحية العقائدية و كان مشكورا علي نشرها.
مقالات تصف بعد الحيف العربي في حق هذا الشعب الذي يفتخر بعروبته بل وبأصوله الخليجية، و أن إخوانه العرب غضوا الكرف سياسيا و إعلاميا عنه، بل يقول الصحراويون: لماذا لا يستمع إخواننا العرب لحججنا و يحسون بمأساتنا المتقادمة منذ 1882 تاريخ استعمار بلادنا من طرف إسبانيا؟.
الأمم المتحدة اهتمت بالقضية الصحراوية منذ الستينيات و أصدرت سيلا من التوصيات و القرارات تنادي كلها بحق الصحراويين في تقرير المصير و الاستقلال، الحق الذي نالت بموجبه العديد من دول العالم استقلالها، بما فيها غالبية الدول العربية.
أكثر من 92 سنة و القوم يرزحون تحت جبروت الاستعمار، و لم يفقدوا هويتهم العربية، و المغرب الجار لم يتحرك لنجدتهم فيما يسمونه انتفاضة 17 حزيران (يونيو) 1970، و كذلك الدول المجاورة الأخرى: الجزائر و موريتانيا، ما عدا صوتا خافتا للثلاث في مؤتمر نواذيبو المنعقد شهر أيلول (سبتمبر) 1970، مناديا في بيان مقتضب بضرورة تصفية الاستعمار من الصحراء المسماة بالإسبانية حسب البيان.
و لم يتحرك جيران الصحراويين لنصرتهم لما اندلع كفاحهم المسلح يوم 20 أيار(مايو) 1973، فالجزائر لم تعترف بجبهة البوليساريو رسميا إلا بعد أن أوفدت الأمم المتحدة بعثة عنها لتقصي الحقائق في الصحراء الغربية أيار(مايو) 1975، و التي شهد القاصي و الداني حينها أن القوة السياسية المسيطرة في الصحراء الغربية هي جبهة البوليساريو، و هو ما جاء في تقرير هذه البعثة المرفوع إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة شهر تشرين الأول (أكتوبر) 1975، نما أفاد التقرير أن كل الأشخاص الذين التقت بهم البعثة مناهضون للمطالب المغربية و الموريتانية و مؤيدون لاستقلال الصحراء الغربية.
أما المغربي و موريتانيا فقد كافأتا الصحراويين علي كفاحهم بالتآمر مع الاستعمار الاسباني حيث تم تقسيم أراضي الصحراء الغربية بينهما بمقتضي اتفاقية مدريد الموقعة في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1975 من طرف الدول الثلاث: اسبانيا، المغرب و موريتانيا. و ذكرني ذلك بقول الشاعر: الأقارب كالعقارب في أذاها....
من جانبنا نحن العرب، حرمنا الصحراويين حتى من الاستماع لهم، ليس سياسيا فحسب و لكن إعلاميا أيضا.
و يعلق القوم علينا قائلين: " هناك مفارقات عجيبة: لما اجتاح المغرب بجيشه العرمرم الذي أناخ بكلكله علي الصحراء الغربية، وشرد أهلهل تحت الحراب، لم يحرك إخواننا العرب ساكنا، و لما غزا صدام الكويت التي لا تمثل حتى خمس الأراضي الصحراوية كل العرب تحالفوا ضد العراق بمن فيهم المغرب الذي يؤمن كحلفائه ببعض الكتاب في العراق و يكفر ببعضه في الصحراء الغربية ".
في هذا الصدد أعرج بالقارئ الكريم علي ما جاء في مداخلة السيد افرانك رودي السفير الأمريكي السابق و قد كان ضمن بعثة الأمم لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورصوMINURSO)، أمام اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار يوم 11/10/2006 قائلا: " إن المغرب الذي كان ضد استعمار إسبانيا لإقليم الصحراء الغربية هو الآن يحل محلها مستعمرا جديدا لنفس الإقليم، لقد كانت الصحيفة البريطانية The Economist ، محقة عندا وصفت ضم المغرب للصحراء الغربية ب: - عنجهية متمدنة... استعمار و ترهيب شعب الصحراء الغربية ز سكانها بدون إعطاء أية أهمة للقانون الدولي، لأنه و بصراحة لا و جود للقانون الدولي بالنسبة للمغرب اللاقانون. وعندما يتعلق الأمر بخرق القانون الدولي، بعض البلدان مثل العراق تغزو و تدفع الثمن، ز آخرون مثل المغرب يغزو و ينجو بفعلته ".
و يضيف رودي: " هناك مبدأ قانوني معروف يسمي RES IPSA LOQUITURE ، و هي عبارة لاتينية تعني الأشياء تعبر نفسها، و معناه أن ذنب المتهم يتضح بسرد الحقائق لا غير، أي لا ضرورة للأدلة. إن سرد الحقائق المتعلق بجرائم المغرب يتمثل في: غزو الصحراء الغربية من طرفه، الاحتلال و الاستعمار لمدة ثلاثين سنة، و عرقلته المثيرة للجدل للاستفتاء... و لإنهاء التساهل فإن الجرائم تعبر عن نفها، و عن إدانة المغرب.
لقد سلك المغرب سلوكا مشوها و منافيا للقانون و السؤال هو ما إذا كانت الأمم المتحدة ترغب أو قادرة علي كبح عناد المغرب للقانون؟ و للعار فإن الجواب حتى الآن هو: قطعا لا ".
إن السؤال الذي يطرحه الصحراويون هو: إذا كنا ممنوعين سياسيا في الدول العربية فلم المنع إعلاميا؟.
زارهم العشرات بل المئات من الصحفيين الأجانب، و لم يزرهم من الصحفيين العرب إلا ما يعد علي رؤوس الأصابع.
يقول المغربيون أن الصحراويين محجوزون، و قد تأكدت شخصيا بأن ذلك افتراء، كما أكده معي الصحفي المغربي الشهير علي لمبرابط الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر في تحقيق مطول له نشرته صحيفة الموندو El Mundo الإسبانية.
فهلا أفاق الصحفيون العرب من سباتهم و أرسلت الصحف و القنوات العربية مراسلين عنها إلي هؤلاء العرب المنسيين؟ أم ينتظرون أن يتكفل اللاجئون الصحراويون بتذاكر سفرهم و مصروف جيوبهم و هم المعدمون المشردون تحت الحراب من أرضهم.
أجزم أن المغربيين إذا ما وصل إلي سمعهم أن صحفيا عربيا سيقوم بتحقيق عن الصحراء الغربية أة زيارة للصحراويين فإنهم سيحاولون اصطياده بكل الإغراءات حتى تلك التي لا تخطر علي بال، أو بالتهديد من عدم الدخول للمغرب و خاصة المناطق الصحراوية التي يحتلها، فهي تعتبر طابو لا يمكن الاطلاع عليه كأرشيف جرائم الفاتيكان عبر العصور.
أحيل القارئ الكريم إلي ما قالته السيدة جانيت لينز و هي مواطنة أمريكية ، في مداخلة لها أمام اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار يوم 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2006: " لقد واظبت علي الذهاب إلي مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ سنة 1999 و بعدد 17 رحلة خلال الأعوام الست الماضية، لقد أمضيت آلاف الساعات في المخيمات، و تبادلت الأحاديث بحرية مع أي كان و في أي وقت و أنا واثقة من أني رأيت الوجه الحقيقي للشعب قيادته و أطفاله، كما أني كنت شخصيا أترأس مجموعات يصل عددها إلي 300 أمريكي من عشر ولايات و أربع دول أخري في زيارات إلي المخيمات، لقد عشنا مع العائلات في خيمهم و بيوتهم المبنية من الطين و لعبنا مع أطفالهم و تناولنا طعامهم و شربنا معهم الشاي.... لقد أصبحت علي دراية تامة بهم، دواخلهم و مظاهرهم، قمتهم و قاعدتهم...
لقد قرأت الدعاية الموجهة ضد البوليساريو التي تكتب بانتظام و تنشر عبر الانترنيت و وسائل الإعلام الأخرى و واضح أنها حيل ناجحة لصرف الانتباه عن خروقات حقوق الإنسان التي يحاول المغرب إخفاءها .... و إذا كانت الإدعاءات التي تنشر في وسائل الإعلام صحيحة لكنا رأيناها، سمعنا عنها أو شعرنا بها. إن فكرة أن يتمكن شعب بأكمله من اللاجئين من " خدع " مئات الأمريكيين الطين يعيشون بينهم و بحرية خلال فترة ست سنوات لهي فكرة غير قابلة للتخيل. إنما رأينا و سمعناه مرارا و تكرارا من الجميع هناك، ممن عاشرناهم و قضينا معهم وقتا، هو: أمة و شعب رائعين، اختاروا أن يضعوا جانبا مهنهم و هويتهم الفردية و حتى خلافاتهم القبلية، من أجل الحفاظ علي هويتهم الوطنية ليصبحوا معروفين بشعب الصحراء الغربية، و ليهيئوا أنفسهم ليصبحوا قادرين علي العودة إلي وطنهم بكامل البنية التحتية، و التنظيم لبناء و تعمير وطنهم الأم، كدولة عربية ديمقراطية مسالمة ليس لها مثيل....".
المئات من الملاحظين و الصحفيين و الكتاب و محبي الاستطلاع، و حتى المغامرين من أوربا و أمريكا و آسيا و أستراليا و أفريقيا زاروا و اطلعوا و تحادثوا مع الصحراويين ما عدا إخوانهم العرب. لإأين نحن العرب من هؤلاء العرب؟؟؟



#قصي_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! كم أتألم لحاله
- مهمة خاصة: نجاب و آخرون.
- مهمة خاصة:من المجد إلي الحريم


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - قصي لبيب - أين العرب من هؤلاء العرب؟