أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - التنمر المدرسي : أسبابه وكيفية مواجهته















المزيد.....

التنمر المدرسي : أسبابه وكيفية مواجهته


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح التنمّر بين الطلاب في المدارس من الظواهر الخطيرة التي تُهدّد سلامة الطلاب وسير عملية التدريس بشكلٍ صحيح وسليم، إذ تؤثر هذه الظاهرة على نفسية الطلاب وتمنعهم من الدراسة وتحقيق التفوق الدراسي، ومن إقامة صداقات وثيقة ومتينة فيما بينهم، فيما يلي سنُسلط الضوء على موضوع ظاهرة التنمّر في المدرسة، تعريفها، أسبابها، وطرق علاجها.

التنمر في المدارس :
يُعرّف التنمر المدرسي : أنّه حالة يتعرّض فيها الطفل أو الطالب لمحاولات متكررة من الضرب أو الهجوم الجسدي والكلامي من قبل طفل أو طالبٍ آخر أو مجموعة من الطلاب، وعادةً ما تحدث هذهِ الظاهرة بين شخصٍ قوي يُهاجم شخص أضعف منه من الناحية البدنيّة، أو النفسيّة، أو كليهما، وهذا الهجوم يترك الكثير من العواقب النفسيّة السلبيّة بعيدة المدى لكلا الجانبين أي الضحيّة والمعتدي.

وهناك تعريفٌ آخر لظاهرة التنمر المدرسي عرفهُ دان ألويس وهو نروجي أسّس للعديد من الأبحاث التي تناولت موضوع التنمر المدرسي، حيثُ قال بأنّ التنمر في المدارس هو عبارة عن أفعّال سلبيّة متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الضرر بتلميذٍ آخر، وهذهِ الأفعال السيئة من الممكن أن تكون تهديد بالكلمات كالتوبيخ، الإغاظة، الشتائم، والتهديد بأشياء مخيفة ومزعجة، أو أن تكون بالاحتكاك الجسدي المباشر كالضرب، الدفع، الركل، أو قد تكون بعيدة عن الكلمات أو الضرب الجسدي، كالتكشير بالوجه، واستخدام بعض العبارات غير اللائقة، وكل هذا يهدف إلى إزعاج الطالب المتعرّض للتنمّر والرغبة في عزله عن المجموعة.

كما ويقول دان ألويس بأنّ هذهِ الظاهرة يُطلق عليها تنمر مدرسي فقط في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة، أي عندما يكون الصراع بين شخصٍ ضعيف وآخر قوي، أمّا في حال الخلاف بين طالبين متساويين من ناحية القوة الجسديّة والنفسيّة، فإنّ هذا لا يُسمى تنمّرًا.

ما أسباب التنمر المدرسي :
الطفل الذي يقوم بالتنمّر عادةً ما يسعى لتحقيق عدة أمور هي :
لفت انتباه الآخرين له.
الظهور كشخصٍ قوي وصلب.
رغبة كبيرة في إظهار القوّة والسيطرة على كل الأشخاص الذين حوله إن كانوا زملاء أو معلمين.
الرغبة بالقيادة وحبّ الذات والأنانيّة.
غيرة الطالب المتنمّر الشديدة من تفوّق الطلاب عليهِ مثلًا في الدراسة أو في أي نشاطٍ آخر.

الأسباب التي تؤدي لظهور مشكلة التنمّر المدرسي فهي :

الأسباب الأسرية :
تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في زيادة نمو وانتشار ظاهرة التنمّر والمتنمرين في المدرسة، وهذا يرجع إلى طريقة التربية الخاطئة، واستخدام اسلوب العقاب الصارم والعنف مع الأطفال، حيث يهتم الآباء عادةً في تأمين الحياة الكريمة لأطفالهم من مأكل ومشرب وملبس، متناسين أمور أهم بكثير من هذهِ الحاجات وهو التربية الصالحة والمتابعة المستمرة لأطفالهم منذ مرحلة الطفولة إلى المراهقة بشكلٍ خاص، حيث يجب على الآباء هنا أن يقفوا بجانب أطفالهم وأن يُعدّلوا سلوكهم الخاطئ، وأن يُراقبوهم بشكلٍ دائم بدلًا من الاعتماد على المُربّيات أو الانشغال عنهم بالعمل وأمور الحياة الأخرى.
وذلك لأنّ الطفل عادةً ما يتأثر بكل الأجواء المحيطة بهِ داخل الأسرة، كالخلافات بين الأبوين، والصراعات ضمن العائلة، بالإضافة إلى أنّ العنف الأسري واستخدام الآباء لإسلوب الضرب والعقاب الصارم يجعل الطفل عدواني ومُتنمّر.

الحياة المدرسيّة الخاطئة :
لا يُمكن أن نتناسى دور المدرسة الأساسي في ظهور التنمّر وانتشارهِ بين الطلاب، وذلك لأنّ غياب دور المدرسة في تعليم الطلاب وتوجيههم وإرشادهم لأهمية احترام المعلم وتقديسهِ، واحترام حقوق الطلاب لبعضهم البعض، يؤثر على تربية الطالب وتقويم أخلاقه بشكلٍ إيجابي، كما وأنّ اهتمام المدرسة فقط بتعليم الطلاب المناهج الروتينيّة، وإهمالها لتنمية مهارات الطلاب الرياضيّة والفنيّة والاجتماعيّة، يُساهم أيضًا بشكلٍ كبير في ظهور الكثير من الطلاب المُتنمرين في المدرسّة، وذلك لأنّهم لا يجدون أي وسيلة للتنفيس عن أنفسهم وطاقتهم الكبيرة سوى عن طريق إلحاق الضرر والأذى بأصدقائهم.

الإعلام والثورة التكنولوجيّة :
إنّ الإعلام والثورة التكنولوجيّة الحديثة ساهَمت في انتشار ظاهرة التنمّر في المدارس، وذلك لأنّ أغلب وسائل الإعلام والأفلام المنتشرة حتّى وإن كان موجه للأطفال فإنّها تشجع على فكرة أنّ البقاء دائمًا ما يكون للشخص القوي، وبأنّ العنف ضروري للسيطرة على الآخرين، ممّا يؤثر على نفسية الأطفال الذي يُتابعون هذهِ البرامج، ويتقمّصون شخصيات أبطالهم ليُطبّقوا ما يُشاهدونه على زملائهم في المدرسة.
كما وأنّ انتشار الألعاب الإلكترونيّة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، جميعها تحرّض على فكرة العنف والقوة الخارقة، لهذا فإنّ إدمان الأطفال على اللعب بهذهِ الألعاب الضّارة يؤثر على نفسيتهم ويزرع العنف فيها.

الأسباب السيكوسوسيولوجية :
تقول الدراسات العلميّة التي تناولت موضوع التنمّر المدرسي بأنّ أغلب المتنمرين الأطفال ينحدرون من أوساطٍ وأسرٍ فقيرة، ويعيشون ضمن وضع اقتصادي صعب للغاية، وفي وضع سوسيولوجي يتميّز باتّساع الهوّة والفوارق بين الطبقات الاجتماعيّة، وتكمن خطورة هذا النوع من المتنمرين الأطفال باحتماليّة تحولهِ خارج الإطار المدرسي مما يؤثرُ سلبًا على استقرار المجتمع وأمن المواطنين، وذلك لأنّ هؤلاء الأطفال عندما يصلون لمرحلة المراهقة قد يقومون بتشكيل عصابات إجرامية تمارس أعمال الشغب، السرقة، والقتل، وهذه الحالة بالتحديد تحتاج إلى تدخل وعلاج نفسي سريع.

إشكال التنمر :
هناك عدة أشكال للتنمر المدرسي وهي :

التنمر اللفظي :
ويُعتبر من أكثر أشكال التنمر المدرسي انتشاراً بين الطلاب، ويتضمن سلوكيات عديدة نذكر منها : (السخرية وإطلاق أسماء مُثيرة للضحك، التنابز بالألقاب، الشتيمة، التهديد بإيقاع الضرر، المُزاح الثقيل بشكلٍ مستمر والمصحوب بسوء نية الطالب المُتنمر بالرغم من انزعاج واعتراض الطالب التي تمارس عليه هذه السلوكيات، تعليقات جنسية غير مناسبة، توجيه ألفاظ غير لائقة(.

التنمر الجسدي (البدني)
يعتبر هذا النوع من التنمر المدرسي أكثر أشكال التنمر سهولة، ويتضمن السلوكيات التالية : (الركل، اللمس الغير مناسب، الضرب على الرأس، سحب الشعر، الصفع، المعاكسات، اللكم، الدفع، القتال، النكز، التهديد، الدغدغة، جعل طلاب مُغينين يقومون بإنشاء عصابة ضد طلاب آخرين وقتالهم)

التنمر العاطفي (النفسي)
هذا الشكل من التنمر يتسبب في الضرر النفسي للمتنمر عليه (الضحية)، حيث أنَّ المُتنمر يعتمد على أسلوب العزل الاجتماعي، ولتحقيق ذلك يقوم بإحدى السلوكيات التالية :
تجاهل الطالب الضحية بقصد وذلك من خلال التظاهر أمام الطلاب الآخرين بأنه (الضحية) غير موجود، أو من خلال معاملته بصمت دون إجراء أي حديثٍ معه.
نشر شائعات غير صحيحة ومُسيئة عن الطالب الضحية.
أسلوب الاستفزاز، ونقد الطالب (الضحية) سواء كان النقد متضمناً (الملبس أو التمييز العرقي أو الديني، أو الإعاقة الجسدية)

التنمر الإلكتروني :
يحدث التنمر الإلكتروني من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة، وذلك بواسطة رسائل البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت، أو المدونات، أو غرف المحادثة، وبذلك يستطيع الطلاب المتنمرين إلحاق الأذى والضرر بالطلاب الضحية، ولا يمكن أن يُكشف المُتنمر بسهولة حيث يمكنه التنكر بغير شخصية، كما أنَّ التنمر الإلكتروني يعتبر من أخطر انواع التنمر لأنه يمكن أن يحدث على مدار اليوم، ويمكن أن يصل للطالب وهو في منزله، كما أنه من الصعب جداً حذف النصوص، أو الرسائل، أو الصور المزعجة، وغير الملائمة بعد إرسالها ونشرها.

توزيع أدوار الطلاب في التنمّر المدرسي :
المُتنمّر : وهو الطالب المسئول عن تنفيذ سلوك التنمّر ضد الطلاب، وتشجيع الآخرين على التنمّر أيضًا.
الضحيّة : وهو الطالب الذي يتعرّض للتنمّر اليومي خلال المدرسة.
مويّد التنمّر : وهو الطالب الذي يؤيد ظاهرة التنمّر ويؤيد سلوك الشخص المُتنمّر ويُشجعه على هذا السلوك.
المدافع : وهو الطالب الذي يُدافع عن الضحيّة ويقف بجانبه ويدعمه بشكلٍ دائم.
المُشاهد : وهو الطالب الذي يكتفي بالمشاهدة، دون أن يتدخّل بين الطرفين أي بين المتنمّر والضحيّة، ودون أن يُخبر أي أحد من المدرسين أو الإدارة بما حدث.

أعراض التنمر المدرسي :
عندما يُلاحظ الأهل قيام الطفل ببعض التصرّفات الغريبة التي لم يكن يُمارسها فيما مضى فإنّ هذا قد يدلّ على تعرّضهِ لبعض المواقف السلبية التي أثّرت على نفسيتهِ وغيّرت من عاداتهِ وتصرفاتهِ، فيما يلي سنتعرّف على بعض العلامات التي تدلّ على تعرض الطفل لمشكلة التنمّر داخل المدرسة وأبرزها :
إنّ المدرسة هي من الأماكن الأكثر التي يتعرض فيها الطفل لمشكلة التنمّر، لهذا فإن فقدان رغبتهِ بالذهاب إلى المدرسة، وتحجّجه ببعض الأمور كالنعاس ووجع البطن، فإنّ هذا قد يشير إلى تعرضهِ للتنمّر.
انسحاب الطفل من بعض النشاطات التي كان يُحبّها فيما مضى وبشكلٍ فجائي، كاللعب مع أصدقائهِ مثلًا، أو الذهاب إلى الأندية.
وجود بعض الكدمات على جسد الطفل، أو ملاحظة تمزّق ملابسه وكتبه المدرسيّة وحقيبتهِ.
إصابة الطفل بمشكلة الأرق والخوف وعدم القدرة على النوم خلال الليل، والمعاناة من الكوابيس المزعجة، وتصرفه بالقليل من العنف كردة فعل عن تعرضهِ للتنمّر خارج المنزل.
فقدان وزن الطفل، أو زيادتهِ بشكلٍ مفرط، وذلك نتيجة تغيّر مفاجئ في شهيته.
فقدان ثقة الطفل بنفسهِ، وعدم تقدير ذاتهِ، ومعاناتهِ من مشكلة التلعثم أثناء الكلام، بالإضافة لتكرارهِ لبعض العبارات السلبيّة لنفسهِ كأن يقول أنا فاشل، أنا كسول، أنا ضعيف.
يتنازل بشكلٍ دائم عن مصروفه وحاجاتهِ الشخصيّة لإخوتهِ أو لأصدقائهِ، دون أن يطلبوا منهم ذلك.
رفض الطفل التواجد في أي مناسبة اجتماعيّة، أو لقاءات عائليّة، أو حتّى حضور المناسبات المسليّة كالاحتفالات وأعياد الميلاد.
تقلّب الحالة المزاجية للطفل كانتقاله من حالة الفرح إلى الحزن بشكلٍ مفاجئ ودون أي مبرر.

أماكن التنمّر في المدرسة والأطفال الأكثر عرضةً للتنمر :
إنّ أكثر أماكن التنمر في المدارس هي : الصفوف الدراسيّة، المكتبة، المختبر، قاعة الرياضة، قاعة الكمبيوتر، الحمامات، الممرات، الكافيتريا، الملاعب، باص المدرسة، وطريق الذهاب من وإلى المدرسة.
أما بالنسبة للأطفال الأكثر عرضةً للتنمّر فهم :
الأطفال والطلاب الذين يُعانون من مشكلة الانعزال الاجتماعي، والذين لا يُحبّون الاختلاط بالآخرين.
الأطفال الذين يتميّزون ببنيةٍ جسديّةٍ ضعيفة.
الأطفال الذين يسهل استفزازهم، والذين يبكون بشكلٍ سريع عند التعرّض لأي موقفٍ بسيط.
الأطفال الذين يُعانون من تقدير متدني للذات، وشخصيّة ضعيفة.

دور الأهل في مساعدة طفلهم المتعرّض للتنمّر :
مشاركة مخاوف الطفل : التقرّب من الطفل والاستماع إلى مخاوفهِ ودعمه نفسيًا، والإعراب عن تفهمك لكل أسباب قلقهِ، وبأنّه ليس مسئولا عن التنمّر الذي يتعرّض له.
التحقيق عن المشكلة والموقف : التحرّي والتحقيق عن المشكلة وحالة التنمّر التي وقع الطفل ضحيتها، وسؤال الطفل عن إمكانيّة مساعدتهِ، وعن الأشياء التي تبث الأمان والراحة في داخلهِ.
تعليم الطفل طريقة التعامل مع التنمّر : يجب تعليم الطفل كيفيّة التعامل الصحيح مع التنمّر الذي يتعرّض له، كأن تقترح عليهِ البقاء مع أصدقائهِ في أي مكان يتواجدون فيهِ، وألّا يستجيب لكل الأشخاص الذين يتنمرون عليهِ، والابتعاد عنهم، وعدم الدخول معهم في شجار أو عراك قد يُلحق الضرر بهِ، بالإضافة لأهمية طلب المساعدة من المدرّس والإدارة في المدرسة.
تعزيز ثقة الطفل بنفسهِ : من الضروري أن يقوم الآباء بتعزيز ثقة الطفل بنفسهم، وذلك عن طريق تنمية الجوانب الإيجابيّة في شخصيتهِ، وغض النظر عن كل نقاط الضعف فيها، وذلك لكي تنتهي وتتلاشى مع الأيّام.
شاهد : 10 طرق لتعزيز ثقة الطفل بنفسه
تعليم الطفل الرياضة : إنّ الرياضة تساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسهِ وقدرتهِ في الدفاع عن نفسهِ ضد كل الاعتداءات التي يتعرضُ لها، لهذا يجب على الأهل أن يُشجعوا طفلهم على ممارسة الرياضة اليوميّة، وتعلّم بعض الأنواع من الرياضات التي تمنحهُ القوة الجسديّة.
زيارة إدارة المدرسة : من الضروري أن يُراجع الأهل إدارة المدرسة للتأكد من تعرّض الطفل للتنمّر، وإيجاد الحلول المناسبة لحماية الطفل وكل الأطفال من هذهِ الظاهرة.

دور المدرسة في معالجة التنمّر :
إعطاء الأطفال دورات تثقيفية عن أضرار ظاهرة التنمر وضرورة التخلّص منها.
تعليم الطلاب الأخلاق الحميدة والمبادئ الأساسيّة التي يجب أن يتمسكوا بها.
العمل على نشر المحبة ومشاعر الأخوة بين الطلاب في المدرسة.
مشاركة الطلاب في الأعمال التطوعيّة والأعمال الجماعيّة التي تعزز روح التعاون والمحبة فيما بينهم.
مراقبة المدرسة لسلوكيات الطلاب بشكلٍ جيد.
معاقبة كل طالب يتصرف مع الطلاب الآخرين بتنمّر وعدوانيّة.
تشجيع الطلاب على المشاركة في الأعمال الفنية كالعزف والمسرحيات الغنائيّة التي تلعبُ دورًا مهمًا في استرخاء أعصاب الطلاب وتهذيب سلوكهم.

دور الطالب في الحد من التنمر :
سواء كان الطالب هو من يتعَّرض للتنمر أو أحد الطلاب غيره هناك عدد من التصرُّفات التي يمكن القيام بها للحد من التنمر منها :
إذا تعرّضت للتنمر من قِبَل طلاب آخرين فحاول أن تكون ردّة فعلك هادئة في البداية، وابتعد عن إظهار ردَّة فعل غاضبة أو متوتِّرة. فالشخص المتنمر يتغذَّى من غضبك أو حزنك ويشعر بموقف القوَّة وبالتالي يتمادى بمضايقتك. لذلك تجاهله فقط وامش بعيداً عنه.
وهناك مواقف قد تتعرَّض فيها لنوع من التنمر يفرض عليك ضرورة الدفاع عن نفسك وعدم إتباع الأسلوب السابق.
إذا كنت طالباً وقد تعرّضت للتنمر فيجب عليك معرفة أنَّ المتنمر يحاول جاهداً أن يجعلك تشعر بالضعف وعدم امتلاكك للقوَّة. لذلك يجب عليك أن تثق بقدراتك وتؤمن بنفسك وبامتلاكك ما يكفي من قوَّة لمواجهته، كما يجب عليك عدم السماح لأيِّ شخص بأن يقلِّل من شأنك أو يُشعرك بالضعف.
إنَّ تعلُّم أحد الرياضات القتاليّة من شأنه أن يعزِّز ثقتك بنفسك ويشعرك بالقوّة ويكسبك مهارات قتاليّة ولياقة بدنيّة عالية، وبنفس الوقت سيساعدك في حال تعرُّضك للتنمر على مواجهة المتنمر والظهور بمظهر قوي وبالتالي يبعده عن التعرُّض لك.
إنَّ تعرُّضك للتنمر لا يعني الرد على المتنمر بنفس الطريقة والتنمر عليه بالضرب أو بأي طريقة أخرى، وذلك لتجنُّب المشاكل، وعدم التورُّط بشجار فتتحقَّق بذلك رغبة المتنمر. لذلك حاول الابتعاد عنه وطلب المساعدة إذا تفاقمت الأمور.
إنَّ شخصيّتك كطالب في المدرسة وطريقة تعاملك مع زملائك بتهذيب واحترام ورسم حدود معينة لا تسمح لأحد بتجاوزها، له دور جيّد في فرض طريقة تعامل الآخرين معك. لذلك لا تسمح لأحد أن يتجاوز تلك الحدود وفي حال فعل فيجب عليك الرد بشكلٍ سريع وبعيداً عن الانفعال.
وأخيراً في حال تعرُّضك للتنمر فإنَّ أهم خطوة هي إخبار شخص بالغ تثق به ويمكنه أن يقدِّم لك المساعدة من أهل أو أخوة أو معلّم في المدرسة، وذلك ليتعامل مع المتنمر بطريقة سليمة وحتماً سيجعله ذلك يتوقَّف عن التعرُّض لك خوفاً من العقاب.
في حال رأيت زميل لك في المدرسة يتعرَّض للتنمر فعليك :
لا تتوقَّف لتشاهد زميلك يتعرَّض للتنمر دون فعل أي شيء، وبدلاً من ذلك بادر للتبليغ عن ذلك لأحد المدرِّسين أو المسئولين في المدرسة، وشجِّع غيرك من الطلَّاب على التصرُّف بنفس الطريقة في حال تعرَّضوا لذات الموقف.
في حال تناقُل أحد الطلَّاب إشاعات أو أخبار غير صحيحة أو ضارّة عن طالب ما، فلا تنقلها لشخص آخر بدورك.
إذا لم يكن الموقف خطيراً، فحاول أن تدافع عن الطالب الذي يتعرَّض للتنمر مع إيصال رسالة للمتنمر بضرورة التفكير مرتَّين بعواقب سلوكه قبل إقباله على فعله المؤذي.
علاج التنمر :

كيف يمكننا أن نعالج ظاهرة التنمر؟
تنشئة الأطفال تنشئة سليمة منذ الصغر، وتربيتهم على الأخلاق الحميدة وزرع المشاعر الإنسانيّة في نفوسهم كالاحترام والمحبة والتسامح والتواضع ومساعدة الآخرين..
توفير أجواء أسريّة صحِّية بعيدة عن أجواء العنف والاستبداد.
العمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتقوية شخصيّته.
يجب تفعيل دور الإعلام في نشر التوعية حول موضوع مكافحة التنمر من خلال تقديم برامج التوعيّة والابتعاد عن نشر البرامج التي تشجِّع على العنف.
يجب على الأهل مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال سواء كان ذلك على الانترنت أو التلفاز، بالإضافة لتشجيعهم على مشاهدة البرامج الهادفة والتي لا تحتوي على مشاهد عنيفة.
على الأهل العمل على تكوين علاقة مريحة وقويّة قائمة على الثقة والحب مع أبنائهم منذ الصغر، وفتح باب الحوار والتواصل معهم بشكلٍ دائم.
تشجيع الأطفال على اللعب بالألعاب التي تعمل على تقوية مهاراتهم العقليّة، وإبعادهم قدر الإمكان عن الألعاب العنيفة.
يجب على الأهالي متابعة طفلهم بشكل مستمر في المدرسة من خلال التواصل مع المعلِّمين والمرشدين الاجتماعيين ومعرفة آرائهم.
يجب مراقبة الأبناء بشكلٍ مستمر وفي حال ملاحظة أي علامة من علامات التنمر يجب التحدُّث إليهم بشكل فوري وهادئ.
يجب على الأهل أن يتابعوا تصرفات أبنائهم منذ الصغر بالتوجيه وعلاج الخاطئ منها.
يجب عرض كل من المتنمر والضحية على مختص نفسي أو اجتماعي.
ملء وقت الأبناء بالأنشطة المختلفة والمفيدة التي تفرغ طاقاتهم وتبعدهم عن الفراغ والملل.
يجب على كل من الدول والمدارس أن تسن قوانين صارمة لحماية الأشخاص الذين يتعرَّضون للتنمر ولردع المتنمرين بكافة أنواعهم.
على المدارس العمل على توفير مرشد اجتماعي وتوعية الطالب على ضرورة التواصل مع المرشد في حال تعرُّضه لأي شكل من أشكال التنمر.



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان
- تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث 30 يونيو وما بعدها
- هل يساهم الروبوت في تحسين مهارات التواصل لذوي الهمم بالذكاء ...
- كيف أثرت الزيادة السكانية على التنمية في مصر ؟
- لماذا ثورة 25 يناير 2011 ؟
- ثورة 25 يناير.. رؤية الإعلام المصري
- التفكير العلمي.. محاولة للفهم
- السياسة والفن علاقات جدلية وسياقات مشتركة.. حوارات مكتبة الإ ...
- ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلا ...
- مواقف من الحياة
- قال الفيلسوف
- اسم الدكتورة سميرة موسى تصدر مؤشرات البحث على جوجل
- الطبيب والفيلسوف
- وتبدد الملكوت
- البحث عن المرفأ
- لحن الكناري
- العالم يحتفل باليوم العالمي للغة العربية
- الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
- عياد الطنطاوي.. العالم المصري الذي أدخل اللغة العربية إلى رو ...
- الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - التنمر المدرسي : أسبابه وكيفية مواجهته